بيروت- “القدس العربي”:
لم يمر قرار حكومة تصريف الأعمال اللبنانية تعيين رئيس أركان للجيش مرور الكرام بل أدى إلى اشتباك سياسي في ظل اتهامات بمخالفة القرار الدستور في غياب رئيس الجمهورية.
وقد أثار حديث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء وامتعاضه من الحديث عن “الاستئثار بإدارة البلد وحكم الدويكا” ردود فعل قاسية خصوصاً أن موقف ميقاتي جاء رداً ضمنياً على موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عيد مار مارون.
وقد هاجم نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الرئيس ميقاتي، واتهمه بالاعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات بعض الوزراء، مسجلاً اعتراضه عند الرئيس نبيه بري، وسأله “لماذا قَبِل ووزراؤه أن يكونوا في هذه الحكومة وأن تؤخذ هكذا قرارات”.
وقال إنه “اكتشف أن رئيس حكومة تصريف الأعمال ادعى أنه استشار رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس وحصل على رأيٍ قانوني إيجابي حيال المخالفة الدستورية الأخيرة التي قام بها بتعيين رئيس للأركان من دون موافقة وزير الدفاع، بعدما عمّم هذا الرأي على من شاركه في مجلس الوزراء بهذه الجريمة الدستورية بحق دستور الطائف، ليتبين أن ادعاءه وكلامه عارٍ عن الصحة إذ إن القاضي فادي الياس لم يعطِ أي رأيٍ مسبق بهذا الموضوع”.
وأضاف بو صعب في حديث إلى “إم تي في” “هذه الفضيحة تؤكد أن ألاعيب رئيس الحكومة بهذا الموضوع قد انكشفت، وهي محاولة استباقية منه للتأثير على مجريات المسار القضائي”، معتبراً “أن أقل ما يقال عما حاول رئيس حكومة تصريف الأعمال القيام به إنه عملية غش يحاسب عليها القانون، أما المخالفة الجسيمة والخطيرة فتتمثل باكتفائه بقرار مجلس الوزراء والتمنع عن إصدار مرسوم”.
وختم “بعد هذه الوقائع كلها، ندعو العميد حسان عودة إلى عدم استلام مركز رئاسة الأركان لكي لا تترتب عليه مخالفات قانونية وجزائية”.
وكتب القيادي في التيار الوطني الحر أمل أبو زيد على منصة “إكس”: “غريب أمر رئيس الحكومة المبتورة والفاقدة الميثاقية كيف يستمر بإنكار استئثاره بالسلطة وبممارسة حكم الدويكا خصوصاً أن غبطة البطريرك الراعي كان حاسماً وواضحاً بحديثه عن إقصاء مبرمج للموارنة”، وأضاف “فاتعظ يا حضرة رئيس الحكومة واعلم أن كلام البطريرك يبقى بطريرك الكلام”.
غريب أمر رئيس الحكومة المبتورة والفاقدة الميثاقية كيف يستمر بإنكار استئثاره بالسلطة وبممارسة حكم الدويكا خصوصاً أن غبطة البطريرك الراعي كان حاسماً وواضحاً بحديثه عن إقصاء مبرمج للموارنة…فإتعظ يا حضرة رئيس الحكومة وإعلم ان كلام البطريرك يبقى بطريرك الكلام.
أمل أبو زيد
— Amal Abou Zeid (@AbouZeidAmal) February 10, 2024
في المقابل، سأل عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبد الله “لماذا كل هذا التهجم والتجريح بحق رئيس الحكومة منذ جلسة تعيين رئيس الأركان؟”، وقال “جوقة متنوعة ومتنقلة تتسابق في البكاء على الدستور والصلاحيات والأدوار؟!”، مضيفاً “ليس الآن وقت السجالات والمناظرات وتسجيل المواقف الشعبوية والغرائزية. بعد جدرا، العدو استباح كل الوطن، والوقت لتمتين الوحدة الداخلية”.
لماذا كل هذا التهجم والتجريح بحق رئيس الحكومة منذ جلسة تعيين رئيس الاركان؟
جوقة متنوعة ومتنقلة تتسابق في البكاء على الدستور والصلاحيات والادوار؟!
ليس الان وقت السجالات والمناظرات وتسجيل المواقف الشعبوية والغرائزية.
بعد جدرا ،العدو استباح كل الوطن،
والوقت لتمتين الوحدة الداخلية!— Bilal abdallah (@Bilalabdallah18) February 11, 2024