■ أبوظبي – د ب أ: أكد هيثم الغيص، أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، أن المنظمة تُجري حالياً مشاورات مع دولٍ عدة لديها رغبة بالانضمام إلى «ميثاق التعاون المشترك» الذي انضمت إليه جمهورية البرازيل مؤخراً بما يدعم الجهود الجماعية البناءة في هذا الشأن، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن أسماء هذه الدول بعد انتهاء المشاورات التي لا تزال مستمرة.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات «وام» عن الغيص قوله أمس الأول إن «ميثاق التعاون المشترك» يهدف إلى تسهيل عملية الحوار بين الدول المشاركة فيه والدول المنتجة والمستهلكة للنفط من أجل تعزيز استقرار أسواقه والتعاون في مجالاتٍ عدة منها التكنولوجيا بما يصب في مصلحة جميع أطراف صناعة النفط.
وأضاف أن الميثاق يؤكد على أهمية عدد من القضايا المحورية مثل تعزيز أمن الطاقة والقضاء على فقر الطاقة ودعم نمو الاقتصاد العالمي، إضافة إلى قضايا البيئة والتغيير المناخي.
وأشار إلى أن الدول المنتجة للنفط المشاركة في الميثاق مستمرة بالتشاور وتبادل الآراء فيما يخص تطورات أسواق النفط العالمية بشكلٍ منتظم لبحث أفضل السبل لتحقيق هدف اتفاقية ميثاق « إعلان التعاون المشترك» الأهم وهو استقرار الأسواق.
وحول وجود أية تغيرات مستقبلية على إنتاج النفط للدول الأعضاء في المنظمة، قال الغيص إن النجاحات المتواصلة للاتفاقية حفزت الدول المشاركة في الإعلان على مواصلة تكثيف الجهود والتعاون فيما بينها لدعم استقرار أسواق النفط العالمية وفي الوقت الحالي يوجد اتفاق ساري المفعول حتى نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وأكد أن جميع الدول المشاركة ملتزمة تماماً بالاتفاقية، خاصةً فيما يتعلق بالتخفيضات الطوعية. وقال «إضافة إلى ذلك قامت بعض الدول المشاركة في الاتفاقية، وهي المملكة العربية السعودية وروسيا والعراق والإمارات ودولة الكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عمان، بتخفيضات طوعية إضافية في الإنتاج سارية المفعول حتى نهاية شهر آذار/مارس المقبل لتقديم المزيد من الدعم لأسواق النفط العالمية من أجل استقرارها.
وأضاف أن منظمة «أوبك» بمشاركة دولة الإمارات تسعى دائما إلى تحقيق الاستقرار في السوق العالمي للنفط عبر دراسة أساسيات السوق ومتغيراته مثل مستويات الطلب والإمداد والاستثمارات وغيرها من العوامل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استقرار الأسواق.
وبشأن تأثير المتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم على مشهد الطاقة العالمي خلال العام الحالي قال الغيص «إن أسواق النفط العالمية تتأثر بشكلٍ مستمر بعوامل مختلفة منها ما يكون خارج سيطرة منظمة أوبك ومنها ما يمكن للمنظمة أن تؤثر عليه…لذا تواصل المنظمة دورها الحيوي عبر تكثيف الجهود والتعاون بين الدول الأعضاء لدعم استقرار الأسواق عبر تزويدها بإمدادات موثوقة ومنتظمة».
وأشار إلى أن تقرير أسواق النفط لشهر كانون الثاني/ يناير الماضي توقع أن يبلغ نمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام أكثر من مليوني برميل يومياً مقسمة إلى حوالي 300 ألف برميل يومياً في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وحوالي مليون برميل يومياً في الدول الأخرى.
وأضاف أن التقرير يرى أن الطلب العالمي الكلي على النفط سيصل إلى معدل 104 ملايين برميل يومياً في هذا العام، نتيجةً لتحسن أوضاع قطاعات الطيران والنقل البري، إضافة إلى تعافي النشاطات المختلفة في قطاعات الزراعة والبناء والتصنيع في الدول التي لا تنتمي إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأضاف أن التقديرات المبدئية لعام 2025 تشير إلى أن النمو المتوقع للطلب العالمي على النفط سيكون حوالي 1.8 مليون برميل يومياً، مُقدِّرا النمو في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بحوالي 100 ألف برميل يومياً وحوالي 1.7 مليون برميل يومياً خارجها.