القاهرة ـ «القدس العربي»: زار وفد من مجلس النواب الأمريكي برئاسة أدم سميث، زعيم الأقلية الديمقراطية في لجنة الخدمات العسكرية، معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، في حضور هيرو مصطفى، السفيرة الأمريكية في القاهرة، وأعضاء الهلال الأحمر المصري.
ويزور الوفد مصر في إطار جولة إقليمية في المنطقة.
وتفقد الوفد خدمات الرعايا الأمريكان ممثلي السفارة الامريكية في القاهرة أمام بوابة معبر رفح البري في شمال سيناء، فضلا عن تفقد شاحنات المساعدات الخاصة بقطاع غزة.
وزار الوفد الأمريكي مخازن الهلال الأحمر في مدينة العريش حيث يجري تخزين المساعدات الخاصة بقطاع غزة والتي تصل إلى شمال سيناء. واستمع إلى شرح من ممثلي الهلال الأحمر حول آلية استقبال وتخزين وإيصال المساعدات إلى غزة.
وقال سميث، إن زيارته إلى شمال سيناء تأتي ضمن جولة يقوم بها في منطقة الشرق الأوسط بدأت بمصر، حيث التقى بعدد من المسؤولين المصريين بينهم وزير الخارجية المصري، سامح شكري.
وتأتي زيارة الوفد الأمريكي، في وقت انخفض فيه حجم المساعدات التي تدخل القطاع، مع زيادة معدل الغارات الجوية التي يشنها الاحتلال على مدينة رفح والجانب الفلسطيني من المعبر، وفي ظل العراقيل التي يفرضها على إدخال المساعدات خلال عملية تفتيش الشاحنات في معبر العوجة وكرم أبو سالم، قبل عودتها لدخول القطاع من معبر رفح.
وعرض محافظ شمال سيناء محمد شوشة، على الوفد الأمريكي، رحلة المساعدات، منذ لحظة استقبالها من الدول العربية والأجنبية والمنظمات الإقليمية والدولية عبر 3 مسارات، على متن الشاحنات بالطريق البري وعلى متن السفن بطريق البحر عن طريق ميناء العريش البحري وعلي متن الطائرات عبر مطار العريش الدولي، مرورا بتفريغها وإعادة شحنها للتوجه إلى القطاع.
وأضاف أنه يجري تخزين المساعدات التي تصل إلى شمال سيناء في عدد من المخازن اللوجستية المجهزة، وادخلها تباعا إلى قطاع غزة بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الفلسطيني ومنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» طبقا للاحتياجات الملحة في القطاع.
أبو الغيط: آثار الخراب في غزة ستظل لعقود
وأعلن المحافظ عن إقامة منطقة لوجستية في مدينة رفح المصرية لاستقبال المساعدات الإنسانية والاغاثية المخصصة لسكان قطاع غزة، لتخفيف الأعباء عن السائقين والتكدسات الموجودة في مدينة العريش وعلى الطرق المؤدية لمدينة فح، بجانب تسهيل عمل الهلال الاحمر المصري. وأكد أن نحو 10 آلاف شخص عبروا معبر رفح من قطاع غزة إلى الجانب المصري منذ بدء العمليات العسكرية على قطاع غزة.
وتابع: منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، شهد المعبر مرور نحو 1500 من المصابين والمرضى الفلسطينيين من سكان غزة، للعلاج في مستشفيات مصر وبعض الدول الشقيقة والصديقة، يرافقهم نحو ألفي شخص من أقاربهم، بالإضافة إلى نحو 2400 من الأجانب والفلسطينيين مزدوجي الجنسية ونحو 4 آلاف مصري من العالقين بالقطاع.
وأكد أن معبر رفح يفتح أبوابه منذ بدء العملية العسكرية وعلى مدار الساعة حتى في أيام العطلات الرسمية، في إطار المساعي المصرية لإدخال المساعدات للأشقاء الفلسطينيين.
وأكد أن نحو 20 ألف شاحنة مساعدات إنسانية وطبية وعشرات سيارات الإسعاف دخلت غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأردف بأن المساعدات تصل إلى العريش عبر ثلاثة محاور، أولها المحور البري حيث تأتي المساعدات من داخل مصر من المؤسسات المصرية والعربية.
وقال إن مطار العريش الدولي استقبل نحو 600 طائرة من 52 دولة ومنظمة دولية، إلى جانب المحور البحري حيث استقبل ميناء العريش البحري العديد من السفن المحملة بالمساعدات.
إلى ذلك، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الخراب المتعمد الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، ستظل آثاره قائمة لعقود قادمة.
وأضاف في كلمة ألقاها في الاحتفال باليوم العربي للاستدامة أمس: نجتمع وسط ظروف مؤسفة، تبعث على الحزن الشديد والغضب المُحق جرّاء ما يتعرض له إخواننا في فلسطين على يد محتل يسعى بكل ما أوتي من قوة لتصفية القضية الفلسطينية.
وتابع: أذكر في هذا الصدد بأن الخراب المتعمد الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، والذي قضى على كافة أساسيات الحياة ستظل آثاره قائمة ربما لعقود قادمة، وشاهدة على بشاعة الجرائم المرتكبة وعجز العالم عن وقف العدوان.
واكد موقف الجامعة الرافض للتهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح التي صارت الملجأ الأخير لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، الذين لاذوا هرباً من جحيم العدوان والتدمير في باقي مدن القطاع.. وأناشد مجدداً كافة الأطراف للتحرك بشكل عاجل لوقف هذه العملية الهمجية التي قد تكون لها تبعات مدمرة على الأمن الإقليمي. وأكد أن القضية الفلسطينية تظل النزاع الأطول، والأكثر تأثيراً في الحالة الأمنية للمنطقة، وأن حل الدولتين يظل الصيغة الوحيدة التي اعترف بها العالم أجمع – باستثناء قوة الاحتلال – كسبيل لتسوية هذا الصراع وإنهاء آخر احتلال استعماري في زماننا المعاصر.