إسطنبول: أعرب جنغير تومار، نائب مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية “إرسيكا”، التابع لـ “منظمة التعاون الإسلامي”، عن استعداد المركز لتقديم أيّ وثائق تتعلق بفلسطين والقدس وغزة إلى أي طرف وخاصة فيما يتعلق بسجلات الطابو.
جاء ذلك في معرض حديثه عن عمل المركز، ومقرّه إسطنبول، في إصدار الكتب والوثائق والمخطوطات المتعلقة بفلسطين، والجهود الحالية لإصدار سجّلات الطابو في غزة، مبيّناً أن جميع الوثائق تنشر عبر الموقع الإلكتروني، ويمكن لأي طرف الحصول عليها.
وقال تومار: “نجهّز في هذه الأيام عبْر فريق الأبحاث دفاترَ الطابو في العهد العثماني لغزة، كل شيء نجهّزه عن فلسطين والقدس نضعه في الموقع الإلكتروني، وهي مفتوحة لكل الناس عالمياً، ويمكن لأي أحد الوصول لها”.
وأضاف أن “دفاتر الطابو ستنشر، وكل من يريد أن يطّلع ويستفيد ويأخذ منها، أو أي طرف يريد منا الوثائق يمكن أن يتواصل معنا عبر البريد الإلكتروني لتزويده بما يريد من كتب ووثائق”.
تومار: الآن هناك ضغط كبير، ليس في العالم الإسلامي وحسب، بل من قبل شعوب العالم، لكن المشكلة في الحكومات الغربية التي هي مع إسرائيل
ورداً على سؤال حول تقديم الوثائق والمخطوطات العثمانية لـ “محكمة العدل الدولية”، التي تنظر بدعوى ارتكاب إسرائيل جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة قال: “إذا كان هناك أي حاجة للوثائق في المحكمة نرسلها بكل سرور لهم”.
وشدّد قائلاً: “هذه القضية لكل المسلمين، ولمنظمة التعاون الإسلامي، ونحن كمركز ثقافي مهمتنا أن نعلن كل شيء في الموقع، وكل من يريد نرسل له فوراً باللغة العربية أو الإنكليزية، بالنسبة للمباني والآثار التاريخية والمخطوطات والصور القديمة نحن جاهزون أن نرسل كل شيء موجود ومنشور”.
تومار لفت إلى أن نصف أعمال المركز عن فلسطين والقدس، قائلاً: “هذا المركز تابع لمنظمة التعاون الإسلامي، أسسته المنظمة من أجل القدس وفلسطين”.
وأكمل: “عُمر المركز أكثر من 40 سنة، وأول كتاب صدر عن فلسطين والأوقاف ودفاتر الطابو كان في عام 1980، ولنا منشورات كثيرة ومؤتمرات تناولت القدس وفلسطين، فضلاً عن الوثائق والأرشيف العثماني الذي لديه أكثر من 100 مليون وثيقة”.
وقال: “نشرنا وثائق وكتباً، وهي دليل على أن هذه الأراضي للفلسطينيين، وحتى بعض المحاكم يستخدمون هذه الوثائق إن كانت هناك مشكلة بين الأوقاف وغيرها”.
وشدد: “كتبنا عن القدس وفلسطين، وحالياً نحاول أن ننشر الطابو في القدس وفلسطين، وكلّها وثائق موجودة في الأرشيف العثماني، وأيضاً السجلات الشرعية للقدس، وأيضاً الصور القديمة، كلّها أدلة بأن هذه المباني كانت موجودة في العهد العثماني، ولا زالت بعد مئة عام، هكذا نستطيع أن نقارن ماذا فعل الكيان الصهيوني هناك”.
وحول آليات عمل المركز والتوثيق، قال: “لدينا قسم علمي فيه قسم الشؤون الفلسطينية والقدس، ويضم 4-5 باحثين داخل المركز، عملهم فقط دراسة القضية الفلسطينية والقدس تاريخياً، وبعضهم يعرفون اللغات العربية والعثمانية القديمة”.
وأردف: “يبحث هؤلاء، وبعدها ننشر الكتب والنتائج حتى يستفيد الفلسطينيون من هذه الأدلة، ويمكن للمحاكم الدولية الاستفادة، عندما ننظر لفلسطين من مئة عام هناك احتلال دمر كثيراً من المباني، وسيطر على الأراضي، ولكن كل الأراضي والطابو وأسمائها ثابت للفلسطينيين”.
وذهب إلى أن “هذه نقطة مهمة، وقسم من اللجنة الفلسطينية والقدس يدرسون عن قضية القدس ثقافياً وتاريخياً وفنياً، عندنا فريق معنا يدرس في القدس وهناك صعوبات موجودة، إسرائيل لا تريد أن يكون هناك عمل من المركز للدراسة العلمية، هناك صعوبات”.
تومار: هناك تدمير للآثار والثقافة في غزة من قبل إسرائيل، الصور موجودة لدينا، والصور الجديدة القادمة ننشرها بعد التدمير وعمل المقارنة بينها في فلسطين والقدس وغزة أيضاً
وبيّن قائلاً: “نتعاون مع إخوتنا الفلسطينيين، وهناك أساتذة جادّون داخل فلسطين وخارجها يدرسون القضية، ونحن نتعاون معهم وننشر كتبهم، ننشر باللغات العربية والتركية والإنكليزية والفرنسية”.
وحول أعمال التوثيق في ما يتعلق بغزة و”محكمة العدل الدولية”، قال تومار: “هناك شيء مهم حالياً، وهو تدمير الآثار والثقافة في غزة من قبل إسرائيل، ونحن ننشر دائماً في وسائل الإعلام تقارير ومقالات ومخطوطات تتعلق بالمباني العثمانية والمباني التاريخية الثقافية”.
وزاد: “ننشر هذه الأمور، والصور موجودة لدينا، والصور الجديدة القادمة ننشرها بعد التدمير وعمل المقارنة بينها في فلسطين والقدس وغزة أيضاً”.
وتابع: “الآن هناك ضغط كبير، ليس في العالم الإسلامي وحسب، بل من قبل شعوب العالم، لكن المشكلة في الحكومات الغربية التي هي مع إسرائيل. ومحكمة العدل الدولية خطوة مهمة جداً، حيث هناك إبادة جماعية مسجلة بحق الفلسطينيين من قبل إسرائيل”.
وأوضح أن “إسرائيل لا تصغي لأي قانون أو قرارات، وتحتاج لضغط أكبر من القوى الكبرى، ولكنها (المحاكمة) خطوة كبيرة، وعلى الأقل للمستقبل سيكون تاريخياً أن الحكومة الإسرائيلية قامت بإبادة المسلمين والفلسطينيين”.
ولفت إلى أن “المشهد الحالي مؤلم، إسرائيل تريد تهجير الفلسطينيين لتسيطر على مزيد من الأراضي، ولكن الغزيين لا يزالون يقاومون الاحتلال، يجب علينا أن ندعمهم، وأن يكون هناك ضغط للدول الكبرى التي لها تأثير على الحكومة الإسرائيلية”.
ووصف ما يجري بأن “الوضعَ حالياً سيءٌ جداً، وخاصة من النواحي الإنسانية للمدنيين والنساء والأطفال والشيوخ. هناك خطر كبير، وإن شاء الله نحاول دعمهم أكثر، نفعل ما بأيدينا، وجاهزون للمشاركة مع العلماء والتعاون في أي موضوع أو وثيقة تخص فلسطين”.
وختم بالقول: “الوثائق باللغة العثمانية كلها ترجمت للغة العربية والإنكليزية وكل شخص يمكن أن يستفيد منها”.
( الأناضول)