«مجاعة غزة» تهيمن على شبكات التواصل الاجتماعي وتزيد الانتقادات للنظام في مصر

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: هيمنت الأخبار الواردة من قطاع غزة حول المجاعة القاتلة في الشمال على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وسرعان ما انشغل المعلقون والنشطاء في تداول مقاطع الفيديو الواردة من قلب المجاعة كما انتقد الكثيرون النظام المصري الذي لا يزال يُغلق معبر رفح وينتظر إذناً إسرائيلياً من أجل دخول شاحنات المساعدات.

وأعلنت أربع منظمات دولية، هي: الصحة العالمية وأوكسفام ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» والغذاء العالمي، أن غزة تحولت لساحة موت وجوع إلى جانب تفشي الأمراض، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن «غزة أصبحت منطقة موت وأن الوضع الصحي والإنساني مستمر في التدهور» وأضاف: «نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن ووصول المساعدات الإنسانية دون قيود وإطلاق سراح الرهائن».
أما مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية ماثيو هولينغورث، فقال إن «نصف مليون شخص في غزة على شفا المجاعة» وقال «للأسف في السنوات الـ25 الماضية عملت في أماكن مختلفة، وشاهدت مجاعات وأوضاع البؤس والمعاناة وانعدام الأمن الغذائي، لكن مستوى اليأس وانعدامِ الأمل الذي يعانيه سكان غزة لم أره سابقا».
من جهته، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة، ويفتقرون إلى أبسط الحاجات الأساسية من غذاء وماء ورعاية صحية.
وقال غريفيث إن الحرمان الذي يعاني منه سكان غزة قاس وعميق، وأي قدر من المساعدات لن يكون كافيا لحاجاتهم، مشيراً إلى أنه تمت مطالبة إسرائيل كقوة محتلة لغزة بتسهيل وصول المساعدات، دون جدوى.
وسرعان ما تصدرت الوسوم المتعلقة بالمجاعة في قطاع غزة قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي مع تصاعد وتيرة الدعوات لكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين، وإيصال الطعام والعلاج لهم.
وكتب القيادي في جماعة «أنصار الله» اليمنية، محمد علي الحوثي، مغرداً على شبكة «إكس» (تويتر سابقاً) يقول: «إذا كان السبب في عدم إدخال الغذاء والمساعدات إلى غزة خوف مصر من القصف لها، فنحن حاضرون لارسال من يقود ناقلات المساعدات ممن هم ممارسون على إيصال المدد للجبهات تحت القصف خلال العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه على اليمن من أهل التجربة، كما ان الإخوة المجاهدين الفلسطينيين أعلنوا استعدادهم بفعل ذلك. ورسالتي إلى النظام والشعب، وندائي، أن لا يتركوا أبناء غزة يموتون جوعاً يا أهل الكنانة وأنتم تنظرون.. وإن كانت المسؤولية جماعية على كل الأنظمة العربية والإسلامية فأنتم جزء منها وان كانت المسؤولية خاصة وعامة فأنتم أولى بنيل شرفها».

مجاعة تفتك بأطفال غزة

أما الجنرال العسكري العقيد الأردني المتقاعد علاء العناسوة فنشر مقطع فيديو وعلق عليه بالقول: «هل ترضيكم هذه المشاهد؟ يرمون الطحين على الأرض بدلا من تسليمهم باليد والفلسطينيون يركضون وراء الشاحنة».
كما نشر الناشط المصري الدكتور سام يوسف مقطع الفيديو ذاته ويظهر فيه آلاف الجوعى في غزة، وعلق قائلاً: «مشهد العار مهدى إلى القادة العرب: يرمون الطحين على الأرض بدلا من تسليمهم باليد والفلسطينيون يركضون وراء الشاحنة، مجاعة حقيقية في شمال غزة».
وكتب الإعلامي إسلام بدر: «أخبرني الطبيب أن مشاهد الجلود الملتصقة بالعظم كما حصل في مجاعة الصومال وغيرها صار قريباً جداً.. أقل من شهر».
أما الناشط المعروف قتيبة ياسين، فنشر فيديو يظهر فيه الدكتور حسام أبوصفية وهو استشاري طب الأطفال في شمال قطاع غزة، حيث يقول: «فقدنا عدداً لا بأس به من الأطفال بسبب سوء التغذية المنتشرة في شمال قطاع غزة. هناك الكثير من الحالات التي تم إدخالها الى قسم العناية المركزة، وأغلبها كانت تصل وهي في حالات متقدمة وحرجة. نحن نعمل في قسم واحد للعناية المركزة وللحضانة».
وكتب ياسين معلقاً على حديث الطبيب بالقول: «هل تعرفون ماذا يعني أن يقول طبيب في غزة بأن عدداً من الأطفال ماتوا بسبب سوء التغذية؟ يعني أن هناك مجاعة تفتك بأطفال غزة، يعني أن الأطفال حرفياً ماتوا من الجوع». ونشر الناشط قتيبة ياسين في تغريدة ثانية مقطع فيديو يظهر فيه رجلٌ يقول: «نحن لو لم نمت من القصف سنموت من الجوع. أنا ابنتي توفت من الجوع، أنا أشكي همي لكل العالم. الوضع تعبان، عندي 11 شخصا في العائلة وليس لدي طعام لهم. نحن نموت».
وكتب ياسين معلقاً على المقطع: «ما يحدث للمدنيين في غزة اسمه مجاعة وهي تحدث بفعل فاعل يجوعهم بهدف قتلهم وهذه جريمة حرب موصوفة يشارك بها عدة دول بعضها للأسف دول عربية، هذه الجرائم تدخل التاريخ ولا تُنسى».
وغرد مراسل «الجزيرة» أنس الشريف قائلاً: «تحدثت كثيرآ عن ما نحن فيه من مجاعة، الجوع أكل أجسادنا.. ماذا ينتظر العالم».
أما إسراء الفاس فكتبت تقول: «فلسطينيو شمال غزة يجمعون الطحين المتناثر من تحت الأقدام. والهلال الأحمر الفلسطيني يتحدث عن مجاعة حقيقية أدت إلى حالات وفاة. في الوقت الذي تمد فيه تركيا والأردن «اسرائيل» بـ65.410 طن من الخضروات والفواكه لإطعام القتلة».
وكتب الصحافي الفلسطيني ماجد أبو دياك معلقاً على موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «طيب الأردن وفهمناها، إيش بالنسبة للسلطان الذي صدع رؤوسنا بالشعارات الفارغة دون أي فعل على الأرض، ثم هو يمد الاحتلال بالفواكه والخضروات، متفوقا بدرجات عن أميركا وأوروبا.. خذلان ما بعده.. لك الله ياغزة».
وعلق الدكتور جمال الملا: «إلى العالم الحر الذي يدعي الإنسانية ويدافع عن الحريات، شاهد ماذا يفعل الكيان الصهيوني على معبر كرم أبو سالم، غزة في مجاعة وجيش الكيان المختل يدمر مخازن المواد الغذائية بعد وصوله إليها. كشفت صور نشرها جنود الاحتلال الصهيوني على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عن تدمير وحرق متعمد لمستودعات المواد الغذائية غرب قطاع غزة، وفي الوقت نفسه منع وصول المواد الغذائية والغذاء والدواء والوقود إلى الفلسطينيين.. حرب إبادة جماعية وتجويع ممنهج.. حرب أمريكية صهيونية أوروبية بامتياز».

قصف من البحر والجو

ونشر عدنان الغول فيديو وكتب معلقاً عليه: «الفلسطينيون في غزة والمنطقة الشمالية يخاطرون بحياتهم وسط نيران دبابات الاحتلال للحصول على الدقيق وسط مجاعة شديدة».
أما طالب باسل فكتب مغرداً: «ما يحدث لهم لم يسبق إن حدث: مجازر – مجاعة – اعتقال – إعدام – قصف من البحر والجو بالأسلحة المحرمة – نزوح – حصار – لا أدوية ولا علاج، و… إلخ، على مدى 132 يوماً وما زال الظلم مستمراً، ولم يمنعهم كل ذلك من تلاوة القرآن الكريم.. في شمال غزّة يتلون القرآن حفظاً عن ظهر قلب، في جنوبها المصاحف لا تفارق الأشبال، في رفح يُكرم 50 حافظا وحافظة للقرآن الكريم..
أهل غزّة حقيقة يملكون إيمان وعزيمة وصبر وشجاعة الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم، وبالرغم من خذلان وخيانة أمّة المليار الذليلة لهم إلاّ أنهم مستمرون في الدفاع عن شرفها وكرامتها. راجع إيمانك إذا كنت تظن أنّ من يقتل الأطفال والنساء ويدمر المساجد سوف ينتصر على غزّة هاشم وأهلها العظماء المداومين على ذكر الله في الرّخاء والشّدائد.. تحيا فلسطين أرض الأنبياء والمرسلين».
وقالت فاطمة داوود: «صوم شهر رمضان عبادة وهو مرحلة من العام للاحساس بجوع الفقراء ومواساتهم ليثبت الأجر.. ماذا سيقول مليار مسلم لله واطفال غزة جياع؟».
أما الناشط السعودي تركي الشلهوب فغرد على شبكة «إكس» قائلاً: «عندما قال أبو عبيدة لحُكام العرب: لا نطالبكم بتحريك جيوشكم ودباباتكم لا سمح الله، ولكن ما لا نستطيع فهمه وتفسيره، هل وصل بكم الضعف والعجز إلى أنكم لا تستطيعون تحريك المساعدات الإنسانية؟ كان يعرف أن خذلان هؤلاء سيصنع مجاعة حقيقية في غزة.. وقد حصل».
وقال محمد الحاج: «كل خبر لا يتكلم عن مجاعة أهلنا في الشمال فهو خبر باطل، وكل صوت يدعو للصمود والثبات دون تقديم أي دعم لصمودهم فهو صوت مشبوه، أهلنا في الشمال يسقطون في الشوارع من الجوع والعطش والمرض، مجاعة في مدينة عربية إسلامية في القرن الواحد والعشرين يا أمة المليار (يا غثاء السيل)».
وعلق سامي الزين: «لا مروءة الجاهلية فينا ولا عزة الاسلام.. أنثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يُقال جاع طير في بلاد المسلمين.. في ذاك الزمان لم يجع طائر في بلاد المسلمين، أما اليوم فمن يجوع هم المسلمون ذاتهم.. مجاعة مرعبة يتعرض لها أهل غزة».
وكتب نبيل عثمان: «مجاعة كارثية في شمال غزة والولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع الجزائر لوقف إطلاق النار وإسرائيل الصهيونية تعد العدة لاقتحام رفح.. مع كل هذا الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمظاهرات العالمية والتي توضح الجريمة الصهيونية ومعاناة اهل غزة إلا أن هذه الجهود لم تثمر لوقف إطلاق النار وما زال أهالي غزة يعانون كارثة إنسانية لا مثيل لها في التاريخ القديم والمعاصر.. جرائم حرب يرتكبها العدو الصهيوني من حصار وقتل وتجويع وتدمير وانتقام لسكان غزة بسبب الحصانة الخاصة المستمدة من الدعم الأمريكي والغربي اللامتناهي.. لا يوجد إلا الله الحامي لهؤلاء السكان في غزة».
وغرد صلاح: «مئات الآلاف من المواطنين في غزة يعيشون مجاعة حقيقية ويفتقرون إلى مقومات الحياة كافة.. اللهم إن تجويع أهل غزة منكرٌ لا يُرضيك، فاجعل لهم فرجاً ومخرجاً.. اللهُمَّ لا يأتي رمضان إلا وقد جبرتَ أهل غزَّة وسوريا والسودان جبراً يتعجب منه أهل السماء والأرض».
وغرد الكاتب والمؤلف المصري المعروف سامح عسكر: «فيه مجاعة بتحصل حاليا في شمال قطاع غزة، عشرات الأسر توفوا نتيجة الجوع وفقا للهلال الأحمر الفلسطيني، ومئات الآلاف هناك مهددين بنفس المصير.. شهود عيان منهم أصدقاء شهدوا بموت بعض جيرانهم من الجوع.. الصهاينة مش بس ييمنعوا المساعدات، ولكن بيضربوا الناس وهي تتحرك جماعيا ناحيتها.. لازم يكون فيه تحرك شعبي وسياسي على أعلى مستوى، فالاحتلال لا يقتل الأبرياء الآمنين فقط في منازلهم، ولكن يقتلهم بالبطئ وبتعذيب شديد.. لعن الله أي متخاذل هذه المرحلة، ولعن كل من دعم الاحتلال ضد سكان غزة المنكوبين بأي حجة».
وعلق الناشط الخليجي راشد السعيدي قائلاً: «أيُعقل أن 2.3 مليون عربي فلسطيني يعيشون في قلب الوطن العربي يعانون من الجوع؟ أيُعقل أن مليون طفل فلسطيني يُعاقبون بالتجويع وسط صمت وخذلان عربي وعالمي؟ تجويع أهل غزة ستظل وصمة عار في التاريخ الإنساني. القادة العرب هل تسمعون؟ أهل غزة باتوا على وشك الموت جوعاً!».
وكتب الناشط اليمني المعروف أنيس منصور: «إسرائيل تستخدم الجوع سلاحاً لإيذاء وقتل المدنيين في قطاع غزة.. لم نشهد منذ الحرب العالمية الثانية مجاعة سريعة وكاملة للمدنيين كما حدث في غزة».
وغرد الناشط المصري ممدوح حمزة: «2.5 مليون إنسان في غزه بمجاعة، والطعام على الحدود في رفح على بعد عدة كليومترات. جاء وقت دخول الطعام بالقوة الجبرية، مسؤولية إنسانية، مسؤولية أخلاقية، مسؤولية قومية، مسؤولية دينية، وإن لم يتم سنُستباح».
وغرد عماد زقوت قائلاً: «غزة وشمالها يعيش مجاعة للشهر الثاني على التوالي، ووفيات في صفوف الأطفال وكبار السن والجرحى، جراء آثار المجاعة ونقص الدواء».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية