هل عادت المياه إلى مجاريها بين باريس والرباط؟ مراقبون متفائلون.. وبن كيران ينتقد “مثلية” رئيس الحكومة الفرنسية

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: بينما تنظر أوساط محلية بإيجابية إلى الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، إلى المغرب، في أفق إعادة المياه إلى مجاريها بين البلدين، اختار أمين عام حزب “العدالة والتنمية” أن يوجه سهام النقد إلى كل من رئيس الدبلوماسية الفرنسية ورئيس الحكومة لاعتبارات تتعلق بالسلوك الشخصي والحرية الفردية.

وعبّر المسؤول الفرنسي عن سعادته بهذه الزيارة الرسمية إلى المغرب، التي قال إنه تجسّد فتح صفحة جديدة في العلاقات قائمة على الصداقة والصدق والثقة. ووجه عبر حسابه على منصة “إكس” الشكر إلى نظيره المغربي ناصر بوريطة على الترحيب وعلى هذا التبادل الدافئ والمتعمق.

وكتب أن “الرابطة التي توحّد بلدينا، تعدّ استثنائية”. وتابع “دعونا ننظر إلى المستقبل!”.

ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن وزير الخارجية الفرنسي قوله إن بلاده تدرك جيدا أن قضية الصحراء وجودية للمغرب والمغاربة، مؤكدا أن الرباط ستجد دائما فرنسا إلى جانبها في هذه القضية.

وأوضح في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الاثنين، في الرباط، أن فرنسا تدعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء الذي تقدم به المغرب، معتبرا أن هذا الموقف ليس وليد اللحظة، بل منذ بداية خطة المغرب.

وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن باريس تريد حلا سياسيا واقعيا يرضي جميع الأطراف، وكانت قد دعمت مبادرة المبعوث الأممي بعقد طاولة حوار، داعيا جميع أطراف النزاع إلى الحوار بحسن نية.

وقال ستيفان سيجورنيه إن المغرب استثمر في منطقة الصحراء على المستوى الاقتصادي، خصوصا فيما يتعلق بالاقتصاد الأزرق والطاقات المتجددة وغيرها، مؤكدا أهمية تطوير العلاقات الثنائية؛ مردفا أن هدفنا هو “بناء شراكة تمتد على مدى الـ 30 سنة المقبلة، كما أن المغرب تطور كثيرا في ظل حكم العاهل المغربي، ويجب أن نرى التحديات المقبلة بكثير من التبصر، حتى نجاري العالم الذي يتحول بسرعة”.

وقال الإعلامي المغربي محمد واموسي المقيم في باريس إن “زيارة سيجورنيه إلى المغرب لا تهدف فقط إلى إعادة المياه إلى مجاريها بين الرباط وباريس بعدما لبدت سماءها سحب كثيرة، بل أيضا ترتيب تفاصيل الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب”، وفق ما جاء في تدوينة على “فيسبوك”.

وكانت الرئاسة الفرنسية قد أكدت الأسبوع الماضي أن الرئيس ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا مع العاهل المغربي محمد السادس، بالتزامن مع استقبال الأميرات للا مريم وللا أسماء وللا حسناء، شقيقات ملك المغرب في قصر الإيليزيه من قبل السيدة الأولى لفرنسا بريجيت ماكرون.

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه استبق زيارته إلى الرباط، بالإعلان أنه سيعمل “شخصياً” على تحقيق التقارب بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، بعد ما شهدته العلاقات من توتر خلال السنوات القليلة الماضية.

“لكن المغرب ـ كما يؤكد الصحافي واموسي ـ لم يعد يقتنع بخطاب دبلوماسي أو سياسي تقليدي ظرفي دون انخراط باريس في إجراءات فعلية على أرض الواقع فيما يتعلق بدعم كامل وحدته الترابية، وسياسة اللعب على الحبلين انتهى زمنها”.

في مقابل ذلك، انتشر، عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيديو يتضمن تصريحات للأمين العام لحزب “العدالة والتنمية” المغربي، عبد الإله بن كيران، ينتقد فيها “مثلية” رئيس الحكومة ووزير الخارجية الفرنسيين.

وقال “لم أكن أتصور أن تسير الأمور بهذه السرعة في فرنسا، لدرجة أنه صار لديهم رئيس حكومة يفتخر بأنه مثلي جنسيا ومتزوج بوزير الخارجية”. وأضاف: “صرت أقول أي مصيبة هذه؟ فرنسا دولة ديغول وميتران وشيراك وغيرهم”. وتابع: “ما هذا الذي حدث في العالم”، وعاد للحديث عن رئيس الحكومة الفرنسي قائلا “ويفتخر بذلك (أي بمثليته) أمام البرلمان؟ كيف سيكون شعور أي فرنسي عادي حينما يذهب رئيس حكومته إلى دولة ما؟ سيقول: يعلم الله ماذا سيفعل هناك أو سيفعلون له؟” وحينما ضجت القاعة بالضحك، تابع بن كيران: “حينما ترى في فرنسا مثل هذه الأشياء، ألا تخاف على بلادك؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية