الجزائر- “القدس العربي”: دعت شخصيات دينية في العالم الإسلامي من الجزائر، لضرورة نصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة على مرأى ومسمع العالم. ونوهّت في هذا السياق، بالجهود المبذولة على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة في وضع حد للمجازر.
وخلال تدشين جامع الجزائر، الذي يعد أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين، ثمن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محمد الصلابي، “وقوف الجزائر ورئيسها مع كافة الشعوب المستضعفة في العالم وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية أمام أنظار العالم”.
ودعا الصلابي الدول الإسلامية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية إلى أن “تحذو حذو الجزائر في تفاعلها الإيجابي مع كل ما يتعلق بالأمة العربية والإسلامية ودفاعها عن مصلحة الشعوب وحقوقها في العيش في كنف الرفاه والسلام”.
كما أعرب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عصام البشير، عن شكره للجزائر نظير “وقفاتها الصادقة والمشرفة مع قضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”. وأوضح أن موقف الجزائر في الأمم المتحدة “يعبر عن نبض الأمة الإسلامية وتطلعاتها”.
بدوره، أكد المفتي العام ورئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي القسم الآسيوي من روسيا الاتحادية، الشيخ نفيع الله عشيروف، أن”مسلمي روسيا يفتخرون بجهود الدبلوماسية الجزائرية في دعم القضية الفلسطينية ويثمنون وقوف الجزائر الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم”. وأضاف أن الجزائر التي أعطت “أعظم نموذج للجهاد عبر تاريخها، تواصل اليوم جهادها في نصرة الشعب الفلسطينية على مستوى منظمة الأمم المتحدة”.
وكانت مراسم تدشين جامع الجزائر قد شهدت حضور أسماء معروفة في سماء الفقه الإسلامي، مثل مفتي جمهورية مصر العربية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، شوقي علام، إلى جانب رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو.
كما عرف التدشين حضور رئيس رابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل، الشيخ أبو بكر والار، الذي أبرز أن أهمية جامع الجزائر تكمن في “تعزيز رصيد الجزائر ودورها الرائد في مجال نشر تعاليم الإسلام والحفاظ على التراث والهوية الإسلامية وكذا دعم الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم”.
وأشار إلى الدور المنتظر من هذه المؤسسة في “تكوين الأئمة والدعاة في إفريقيا ونشر الفكر الوسطي ومكافحة التطرف”. كما شدد الشيخ محمد الحسن ولد الددو، في نفس السياق على ضرورة نشر قيم الوسطية والاعتدال في إفريقيا وفي العالم الإسلامي.
ويأتي حديث الشخصيات الدينية في أعقاب جلسة يوم الثلاثاء الماضي التي طرحت فيها الجزائر مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، أجهضه الفيتو الأمريكي. وقال ممثل الجزائر في الأمم المتحدة، عمار بن جامع، خلال الجلسة، إنه “يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لتحقيق وقف إطلاق النار”، معتبرا أن “التصويت ضد مشروع القرار يعني الموافقة على التجويع كأسلوب حرب”.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أشرف على تدشين الجامع الذي يقع ببلدية المحمدية بقلب العاصمة، وقد شيّد في أرض كانت كنيسة يقودها أحد عتاة المنصرين “لافيجري” في عهد الاستعمار الفرنسي، كدلالة رمزية على تثبيت الهوية الإسلامية في الأرض الجزائرية.
ويراد لهذا المسجد في الجزائر أن يكون معلما دينيا في العالم الإسلامي يدافع عن المرجعية الوسطية. وفي هذا السياق، دعا الرئيس تبون إلى ضرورة أن يقوم جامع الجزائر بدوره في إعلاء قيم الوسطية ونبذ الغلّو والتطرف، موجها خلال معاينته لمكتبة الجامع باعتماد ضوابط واضحة للموافقة على عرض الكتب. وقال إنه لا ينبغي أن تحتوي الكتب على “انزلاقات”، و”أفكار خارجة عن ديننا الحنيف وتقاليدنا ووسطية أجدادنا ومشايخنا”. كما شدّد على ضرورة إثراء المكتبة بكتب مرجعية في مختلف التخصصات العلمية، خاصة في مجال الصيرفة الإسلامية والاقتصاد والقانون.