سي إن إن: إدارة بايدن قلقة من مخططات إسرائيلية لتوغل برّي في لبنان في الربيع

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: فيما يتزايد الحديث عن هدنة مرتقبة في غزة قد تدخل حيّز التنفيذ في حال نجاح المساعي، لا شيء مؤكداً حول الجبهة اللبنانية الجنوبية على الرغم من استعداد حزب الله للالتزام بالهدنة إذا وافقت عليها حركة “حماس”، إذ إن قادة اسرائيل يقولون في تصريحاتهم إن الهدنة لن تسري على جنوب لبنان.

وبعدما تخطت المواجهات الدائرة بين حزب الله وإسرائيل قواعد الاشتباك وباتت تهدّد بالخروج عن الضوابط، كان لافتا ما نقلته قناة “سي إن إن” عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية ومسؤولين مطلعين على المعلومات الاستخبارية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولي المخابرات يشعرون بالقلق من مخططات إسرائيلية لتوغل برّي في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر المقبلة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

وقال مسؤول أمريكي مطلع للقناة “إن التوغل الإسرائيلي المحتمل ربما يكون أوائل الصيف المقبل”، وأشار إلى “أن الإدارة تعمل افتراضها حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة، وليس بالضرورة أن يحصل التوغل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع”، معتبراً “أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت احتمالاً واضحاً”. وفي حين لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق البالغ من حصول مثل هذا التحرك شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة.

التطورات الميدانية

وكانت التطورات الميدانية شهدت منازلات جديدة بين حزب الله وجيش الاحتلال على جانبي الحدود وصولاً إلى عمق بضعة كيلومترات.
وتعرضت بلدة الجبين وأطرافها لقصف من دبابات الجيش الاسرائيلي في الضهيرة، وطال القصف المدفعي أطراف طيرحرفا ومرتفعات الهبارية وحرج الصنوبر بين راشيا الفخار وكفرحمام وكذلك أطراف الناقورة.

وشن الطيران الحربي أكثر من غارة على منطقة اللبونة وجبل بلاط، والمنطقة الواقعة بين رامية وبيت ليف. وأغارت مسيّرة على بليدا. وأطلقت القوات الاسرائيلية منطاداً تجسسياً فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

وكان الطيران الإسرائيلي أغار ليلاً على ثلاث دفعات على المناطق الواقعة بين بلدة كفرا وصديقين مستهدفاً عدداً من المنازل، ما ادى إلى سقوط شهيدين من بلدة كفرا، هما حسين علي حمدان وزوجته منار احمد عبادي، وجرح أكثر من 14 مدنياً نقلوا إلى مستشفيات مدينة صور. وأدى القصف الاسرائيلي لإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه. وهذه هي الغارة الثالثة التي تتعرض لها بلدة صديقين خلال يومين، وتستهدف فيها منازل في عمق البلدة. كما أغار الطيران على أطراف بلدة الزلوطية، واقتصرت الأضرار على الماديات.

في المقابل، قصف حزب الله ‏انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بالقذائف المدفعية وحقّق فيه إصابات ‏مباشرة‏، واستهدف تجمعاً لجنود العدو في محيط تلة الكوبرا بالأسلحة الصاروخية. واستهدف مستوطنة “إيلون” بدفعات من صواريخ الكاتيوشا رداً على استشهاد مواطنَين في كفرا. كما استهدف التجهيزات التجسسية والفنية في موقع رويسات العلم. وتحدث الإعلام الاسرائيلي عن “ذعر شديد في حيفا عقب دوي صفارات الإنذار وإطلاق صاروخ اعتراضي تجاه طائرة مسيرة.

ونعى حزب الله أحد عناصره محمود علي حمود من بلدة كفرا.

رد المقاومة

وفي احتفال تكريمي للشهيد حسن حسين سلامي في خربة سلم، اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله “أن العدو الإسرائيلي يحاول في هذه المرحلة تكثيف اعتداءاته واستهدافاته في لبنان وسوريا واغتيالاته لمقاومين وقادة ميدانيين أو استهداف المنازل والبنى المدنية، متوهماً أنه بذلك قادر على إضعاف المقاومة أو جعلها تتراجع. لكن في هذه الاعتداءات وما أسفرت عنه أمس من استشهاد مدنيين، لن تؤدي إلا إلى جلب مزيد من ردود المقاومة بما يناسب لإلزام العدو عدم التمادي، وهو الذي لم يتعلم من تجاربه السابقة مع هذه المقاومة في حروبه ضدها، التي كانت تخرج من كل حرب أكثر قوة وأشد صلابة”. وقال “إن تضحيات مجاهديها تولّد أجيالًا جديدة من المقاومين والقادة، وهي بعد مئة وخمسة وأربعين يومًا تقاتله على حافة الحدود، وتوجّه ضرباتها لقواعده العسكرية ومقراته القيادية بدقة عالية، وترد على أي استهداف للمدنيين بضرب المستوطنات، وخلال هذه المرحلة طوَّرت المقاومة من وسائل وأساليب التصدي للعدو، بما فيها إسقاط المسيرة، في إطار ابتكار أساليب جديدة للتعامل مع استباحة العدو للأجواء اللبنانية”.

وأكد فضل الله “أن الحرب في الجنوب مرتبطة بالعدوان على غزة من جهة وبتأمين سُبل الحماية لبلدنا من جهة أخرى، وعندما يوقف الاحتلال عدوانه على غزة تتوقف هذه الجبهة لأنها جبهة مساندة، وأما تهديدات وزير الحرب بمواصلة استهداف لبنان، فإن المقاومة ستتصدى لأي عدوان على بلدها، لإعادة إلزام الاحتلال بمعادلاتها التي حمت لبنان على مدى السنوات الماضية، ولديها من الإمكانات ما يجعلها قادرة على فرض ذلك، لأنها تخوض إلى اليوم هذه الحرب وفق معايير ووسائل محددة، وتستخدم بعض ما لديها وفق ما تراه ضرورياً لمجريات الإسناد، وعندما يتمادى العدو ترد عليه بما يناسب”.

في غضون ذلك، حضر القرار 1701 في لقاءات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ولاسيما مع وزير خارجية النمسا الكسندر شالينبرغ الذي شدد على “أن الحل الدبلوماسي للوضع في المنطقة هو الخيار الأفضل للجميع”، مؤكداً “ضرورة التوصل إلى حل دولي للقضية الفلسطينية يضمن حق الفلسطينيين في العيش الكريم، بما يساهم في إرساء الاستقرار في المنطقة”. واشاد “بالدور المهم الذي تقوم به القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان”، داعياً “الجميع إلى تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 بما يحفظ الأمن في جنوب لبنان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية