مؤرخ تونسي ينتقد “إقصاء” المغرب وموريتانيا من “اللقاء الثلاثي” بين سعيد وتبون والمنفي

حسن سلمان
حجم الخط
0

تونس- “القدس العربي”: انتقد مؤرخ تونسي “إقصاء” المغرب وموريتانيا من اللقاء الثلاثي الذي عقده مؤخرا رؤساء تونس والجزائر وليبيا على هامش قمة الدول المصدرة للغاز في الجزائر.

وكان رؤساء الجزائر (عبد المجيد تبون) وتونس (قيس سعيد) وليبيا (محمد المنفي) التقوا في الجزائر، كما اتفقوا على عقد لقاء دوري يجمعهم كل 3 أشهر، يبحث مسائل التكامل الاقتصادي والتحديات التي تواجهها الدول التي ترتبط معا بحدود شاسعة، في ظل أوضاع إقليمية مضطربة.

وتساءل المؤرخ ورئيس المنتدى المغاربي للتنمية والديمقراطية، عبد اللطيف الحناشي، “ما خلفيات عزل المغرب وموريتانيا من اللقاء الثلاثي؟ وهل بالإمكان أن نتحدّث عن مغرب موحد بغياب دولتين أو ضلعين؟ ألم يكن من الأجدى أن تحاول الدول الثلاث العمل على تجاوز الخلافات البينية ورتقها حتى في الحدّ الأدنى؟”.

وأضاف، في تدوينة على موقع فيسبوك، “وإن كان التطبيع مع الكيان الصهيوني أحد الأسباب، فالدول الثلاث (الجزائر وتونس وليبيا) لها علاقات مع بقية الدول العربية المطبّعة. كما أن الدول الخمس لا تتردد في الحضور معا في قمة الاتحاد المتوسطي وغيرها ومن التجمّعات. فشعوب المنطقة بحاجة للعمل معا في إطار واحد في الحد الأدنى، وهي الصيغة الوحيدة التي تساعد على تقليص ما تعانيه المنطقة من أزمات اجتماعية واقتصادية. فكل الرجاء أن يقع التدارك لمصلحة شعوب المنطقة راهنا ومستقبلا”.

وتفاعل عدد من النشطاء مع ما كتبه الحناشي، حيث كتب خليل مختار “أعتقد الخلاف بين الجزائر والمغرب سبق إعلان المغرب التطبيع مع الكيان، كما أن غياب غياب رؤية واضحة لمشروع الاتحاد المغاربي هي وراء ما نشهده من تعطل وعطالة للاتحاد”.

وأضاف “للأسف النخب الوحدوية لازالت بعيدة عن التقدم نحو طرح مبادرات من شأنها كسر جدار الصمت المطبق على المنطقة. ماذا لو انطلقت تظاهرات مطالبة بتفعيل الاتحاد المغاربي بشكل متزامن في كل العواصم الخمس، والتقدم بنداء للرؤساء والملوك في الدول الأعضاء تحملهم مسؤولية إهدار الفرص أمام الشعب العربي في تلك المنطقة؟”.

وعلق الحناشي بالقول “أرضية المشروع تعود الى سنة 1958 (مؤتمر طنجة) وتطورت عندما تم تأسيس الاتحاد المغاربي (مراش 17 فيفري (شباط) 1989)، والمسالة أبعد مما تفضلت به”.

وكتب محمد رضا حجام “المسألة في اعتقادي ببداية تأسيس دولة الاستقلال لكل الأطراف الموجودة وليس على الساحة المغاربية فقط بل على الساحة العربية. على الاقل ذلك بترسيخ وتجذير دولة الاستقلال أن تكتمل بصورة أحادية (الوطن، الدولة، الأمة، الحزب إذا أمكن واحد) وهذا اعتقادي بمقتضيات مصلحة أصحاب السلطة آنذاك وكان هذا الخطاب الأحادي هو نواة الغاء الاختلاف والتنوع وعدم الوصول إلى قواسم مشتركة أين تبنى به اتحاد ما. حلف ما. سوق اقتصادية تجارية ما. الإشكال يزداد تعقيدا بحضور دول نافذة في المنطقة (زمن المعسكرين وبتداخل لوبيات لها وزنها في الساحات الداخلية)”.

وعلق الحناشي بالقول: “وماذا عن دور الدول الاستعمارية بالتوازي مع ما تفضلت به؟ هل ممكن أن يكون لهم دور نحو إعاقة البناء أو عرقلته؟ وإذا اعتمدنا منهجية المقارنة، فلماذا وكيف تمكنوا من بناء الاتحاد الاوروبي رغم الفوارق والتكلفة والتاريخ “الأسود” بين العديد من تلك الدول؟”.

وأضاف: “قناعتي الشخصية أنه لو كان الاندماج المغاربي على المستوى الاقتصادي والتنسيق السياسي أو أحدهم فقط يخدم مصلحة اوروبا -وفرنسا تحديدا- فلن يتردد الاتحاد الأوروبي في التشجيع على إنجازه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية