جمعية إرشاد ديني يهودية للجامعات البريطانية تشترط مناصرة إسرائيل للتوظيف

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريراً أعده أريب الله وسايمون هوبر قالا فيه إن المرشدين الدينيين اليهود في الجامعات البريطانية يتم اختيارهم بناء على دعمهم لإسرائيل.

وتعتبر جمعية “الحاخامية اليهودية الجامعية” مؤسسة خيرية مسجلة تعمل في عدد من الجامعات البريطانية. وتقدم الخدمة الدينية الرعوية “لكل الطلاب اليهود من كافة الخلفيات والانتماءات”.

وتعمل الجمعية أيضاً مع وزراء الحكومة بشأن المعايير الإرشادية التي وعدت بها الحكومة لمواجهة معاداة السامية في مؤسسات التعليم العالي. إلا أن التوصيف الوظيفي على موقعها للتعيين في مناصب شاغرة بجامعات برايتون وبريستول وغلاسكو اعتبر “المناصرة النشطة لإسرائيل” من بين المتطلبات التي يجب أن تكون لدى المتقدمين للعمل. وقامت المنظمة على ما يبدو بحذف صفحة “فرص عمل” على موقعها بعدما اتصل موقع “ميدل إيست أي” بها. ولم ترد المنظمة على مطالب متكررة من الموقع الإخباري بشأن الطلب من المرشدين الدينيين أن يكونوا من مناصري إسرائيل.

أستاذ جامعي: في إعلانات الوظائف هذه هناك خلط بين كونك يهودياً ومناصراً لإسرائيل، ولا يعكس هذا موقف كل اليهود في الجامعات البريطانية

وإلى جانب الرعاية والإرشاد الديني لطلاب الجامعات تعمل المنظمة مع دوائر الجامعة والمؤسسات الإرشادية للأديان الأخرى، وتشارك في نشاطات الحوار الديني في الجامعات.

وتقول “الحاخامية اليهودية الجامعية” إنها موجودة لدعم الجمعيات الطلابية اليهودية و”تمثيل الطلاب اليهود” والدفاع عن مصالحهم في الجامعة وحماية الحياة اليهودية، مثل إلغاء دعوات محاضرين معادين وأعمال عدوانية لليهود.

وفي وصف إعلان عن وظيفة شاغرة للإرشاد الديني جاء: “ستكون مصدر قوة ودعم للطلاب اليهود وتعمل كممثل للجامعات في منطقتك”. إلا أن البرفسور نيف غوردون، أستاذ حقوق الإنسان بجامعة كوين ماري، ونائب رئيس الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط، تساءل عن الكيفية التي سيكون فيها المرشد الديني مؤيداً لإسرائيل ويقدم، في الوقت نفسه، الخدمة الدينية الرعوية لكل الطلاب اليهود في الجامعات. وعلق قائلاً: “في إعلانات الوظائف هذه هناك خلط بين كونك يهودياً ومناصراً لإسرائيل، ولا يعكس هذا بأي حال موقف كل اليهود في الجامعات البريطانية”.

وقال غوردون إنه التقى قبل فترة مع مجموعة من الطلاب اليهود في جامعة أخرى، ممن يدعمون الحقوق الفلسطينية ويشعرون أن جمعية الطلاب اليهود في جامعتهم لا تأخذ مواقفهم بعين الاعتبار. وأضاف غوردون: “لو نظر المرشد الديني لدوره على أنه المناصرة لإسرائيل، فلن يكون قادراً على تمثيل الطلاب والعاملين اليهود في حرم الجامعات البريطانية، بل وسيتبنى موقفاً يضعف قيماً جوهرية”.

وتعرضت الحاخامية اليهودية الجامعية للتدقيق بعدما كُشف عن أخذ أحد مرشديها، وهو زاخاريا دويتش، والذي يعمل في جامعة ليدز وجامعات أخرى، إجازة، العام الماضي، للخدمة في الجيش الإسرائيلي مع بداية الحرب في غزة. وأرسل دويتش، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، سلسلة من لقطات الفيديو لمجموعة الإرشاد الديني على واتساب ودافع فيها عن قراره العودة إلى إسرائيل والخدمة في الجيش. وهو ما قاد عدداً من الطلاب للاحتجاج والمطالبة باستقالته. ولم يرد دويتش على عدة مطالب من الموقع للتعليق.

وزادت الاحتجاجات بعدما عاد، الشهر الماضي، إلى جامعة ليدز، حيث تم وضع كتابات جدارية مؤيدة لفلسطين على بناية تستخدمها جمعية الطلاب اليهود. وشجبت الجامعة الشعارات بأنها معادية للسامية، وقالت إنها تعمل مع شرطة يوركشاير وجمعية الإرشاد اليهودي الجامعي والتأكد من مواصلة دويتش خدمة الطلاب اليهود في جامعة ليدز والجامعات الأخرى بالمنطقة. وقيل إن دويتش وعائلته اختبأوا بعدما تلقوا تهديدات بالموت.

وعاد الحاخام إلى الجامعة، في 26 شباط/فبراير، للمشاركة في تظاهرة معادية للسامية نظمتها جمعية الطلاب اليهود واتحاد الطلبة اليهود. وأدى الحادث لتحرك الحكومة حيث قام وزير التعليم روبرت هالفون بلقاء دويتش ونائب رئيس جامعة ليدز المؤقت، واتهم الجامعات بحرف النظر عن معاداة السامية. وقال إن على الحكومة إصدار توجيهات جديدة بشأن معاداة السامية وبعد تشاور مع منظمات مثل الحاخامية اليهودية الجامعية، ووعد باستحداث منصب مستشار لمعاداة السامية في التعليم العالي.

غوردون: تم استثمار كل الطاقة والمصادر لإسكات النشاط المؤيد لفلسطين وخنق أي نقد لإسرائيل

 وفي خطاب ألقاه رئيس الوزراء ريشي سوناك، الأسبوع الماضي، في أمانة الخدمة الاجتماعية التي تقوم برصد معاداة السامية، قال إن على قادة الجامعات تحمّل مسؤولية شخصية لحماية الطلاب اليهود.  وأضاف: “أريدكم أن تعلموا أننا سندعو نواب رؤساء الجامعات البريطانية إلى دوانينغ ستريت لمناقشة كيفية عمل هذا بالضبط”. لكن جامعة ليدز تواجه مطالب بعزل دويتش من منصبه. ففي الشهر الماضي طالبت جماعات مؤيدة لفلسطين في شمال إنكلترا الجامعة  بـ “تعليق فوري” لعمل دويتش، وقطع العلاقات مع الحاخامية اليهودية الجامعية. وقالت المجموعة إن “ربط التحرك المتضامن مع فلسطين ومظاهر القلق المشروعة بشأن دويتش بحوادث معاداة السامية والفشل في نفس الوقت بذكر سلوكه الأخير هو خداع متعمد وتضليل”.

واستقالت، الأسبوع الماضي، الإمام فرحة يعقوب قائلة إن العامل الذي دفعها للاستقالة هو المناخ في حرم الجامعة منذ هجوم “حماس” والحرب على غزة. وقالت، في بيان، وفّرته الجمعية الإسلامية في جامعة ليدز: “لقد شاهدت أن العدالة الاجتماعية هي جزء متكامل من واجب الرعاية التي تقع على كاهل الجميع، أي عمل ما هو صواب، وقول ما هو صواب، ودعم القضايا الصحيحة، مهما كانت”. و”بناء على المناخ الحالي، ومنذ الأحداث الدولية، في بداية تشرين الأول/أكتوبر 2023، فقد كافحت للعثور على القيم الأساسية في حرم الجامعة بطريقة تكون منسجمة معي”.

 ولم ترد جامعة ليدز على مطالب للتعليق، فيما قال غوردون إن الخلط بين دور الإرشاد الديني في الجامعة بمناصرة إسرائيل يهدد بتقويض “الكفاح الحقيقي” ضد معاداة السامية في الجامعات. “وعلينا أن نضع في ذهننا أن معاداة السامية في بريطانيا حية ونشطة لأن النهج الذي تبنته الحاخامية اليهودية الجامعية والحكومة خطير، لأنه يحرف ويقوض النضال الحقيقي ضد خطاب الكراهية الموجه لليهود”. و “بدلاً من ذلك تم استثمار كل الطاقة والمصادر لإسكات النشاط المؤيد لفلسطين وخنق أي نقد لإسرائيل”. وإلى جانب ليدز يعمل دويتش مرشداً في جامعة هال وهدرسفيلد وبرادفورد وشيفيلد وليدز بيكيت. واتصل الموقع معها ولم ترد أي منها مع نشر التقرير، إلا جامعة برادفورد التي قالت إن الإرشاد الديني والرعوي ليس مرتبطاً بالحاخامية اليهودية الجامعية، وطلبت من الأخيرة شطب اسمها من موقعها على الإنترنت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية