نواكشوط – «القدس العربي»: بعد انشغال عنها طيلة العام بالجوالات و»الآيبادات»، استعادت الشاشة الصغيرة في موريتانيا أهميتها في رمضان، حيث تتجمع الأسر المتحلقة أمام موائد رمضان لمشاهدة ما استجد فيها من مواد ترفيهية كالمسلسلات وحلقات الكوميديا، فيما تبقى الجوالات محتفظة بمشاهدي «البودكاستات» التي دخلت على الخط لأول مرة.
أبرز ما ينتظره الموريتانيون في رمضان هذا العام، وبصبر فارغ، هو الجزء الثاني من مسلسل «ربيع العمر»، الذي حاز جزؤه الأول شعبية كبيرة داخل موريتانيا وبين سكان المناطق الحدودية المغربية والصحراوية والجزائرية.
يقول الإعلامي الربيع إدوم، كاتب السيناريو في توضيحات لـ»القدس العربي»: مسلسل «ربيع العمر»، كما تعلم، عمل تلفزيوني درامي يلقى شعبية كبيرة؛ وميزته أن شعبيته تجاوزت الحدود الموريتانية ووصلت للشعوب في المغرب وفي الصحراء وفي الجزائر، وحتى للجاليات للموريتانية في الخارج، حيث يحظى بمتابعة تعوض عن أتعاب وهموم الغربة، وهذه ميزة مهمة لم تكن المسلسلات الموريتانية تحظى بها». وقال: «المسلسل ذهب في الاتجاه المعاكس للمسلسلات السابقة التي كانت كلها دراما كوميدية صرفة تفتقد العمق؛ فقد عكس حال المجتمع الموريتاني اليوم، عارضا مشاكل الأسرة ومشاكل معيلات الأسر بالتحديد، خصوصا قضية الطلاق وتأثيرها على الأسرة، كما أنه عكس قضية معاناة الجيل الجديد واستهدافهم من طرف شبكات المخدرات».
ولفت الكاتب الانتباه إلى «أنه حقق متابعة واسعة، وكانت كلمة «ربيع العمر» أكثر كلمة بحث عنها الموريتانيون في سنة 2023 بحسب مؤشر غوغل، وهو ما يؤكد الأهمية الكبيرة التي حظي بها المسلسل على المستوى الوطني».
وعن أسباب هذه الحظوة يقول «المسلسل عرف مشاركة أغلب وجوه الممثلين الموريتانيين، كما أن بطلة المسلسل سيدة، وهي الممثلة القديرة «آمي محمد الأمين، وهذه أول مرة تحصل فيها امرأة موريتانية على بطولة مسلسل، وبهذه المناسبة فقد تم تكريمها من طرف وزيرة الشؤون الاجتماعية لنجاح الدور الهام الذي قامت به».
وأضاف «في هذا العام يعرض المسلسل بنسخته الثانية؛ ومن المتوقع أن ينال إعجابا كبيرا، حسب استطلاعات لآراء المشاهدين؛ وفي هذه النسخة، تم رفع السقف من حيث الإنتاج، وتولى الإخراج مخرج مختلف عن مخرج الجزء الأول مع المحافظة على نفس شركة الإنتاج، وعلى نفس كاتب السيناريو وعلى الأبطال الأساسيين في الجزء الأول.
وإلى جانب «ربيع العمر»، هناك مسلسلات أخرى أبرزها «الأخوة»، وهو مسلسل تلفزيوني أنتجته وتبثه قناة «الموريتانية» الحكومية، بمشاركة عدد هام من الممثلين الموريتانيين؛ ويعالج قضايا اجتماعية هامة، وتدور أحداثه حول صراع اجتماعي بين أخوين أحدهما طيب والثاني شرير بعد أن توفي والدهما؛ وينخرط أحد الأخوين في عصابات المخدرات، بينما يتولى أخوه وظيفة «رجل أمن».
أما قصص الكوميديا على الطريقة الموريتانية، فأبرزها هذا العام، «جحا» من اخراج باب أمين، إلى جانب «بيبات والخلطة»، وهو مسلسل كوميدي يعرض بعض مشاكل الأسرة.
ويطل على الشاشة هذا العام الممثل الكوميدي حمادة سيداتي في حلقاته «يوميات حمادة» وهي أحداث لطيفة وطريفة.
وقد دخل التدوين الصوتي أو البودكاست على خط الإمتاع والمؤانسة في موريتانيا هذا العام؛ حيث يتصدر بودكاست «مشاهير»، هذا المجال باستضافته الواسعة للمؤثرين والمؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا على «تيك توك» و»سناب شات»، و»انستغرام»، حيث يتحدث هؤلاء عن حياتهم وصداقاتهم وعلاقاتهم بالآخرين.
ويحظى بودكاست «تغيير»، بمشاهدات هامة لاستضافته وجوها معروفة ولإثارته مشاكل اجتماعية مثيرة.
وتؤكد استطلاعات الرأي على منصات التواصل أن الموريتانيين يميلون للدراما أكثر من الكوميديا، وذلك لملامستها لهموم المجتمع، ولتناولها لكثير من المواضيع التي لم يُتطرق لها من قبل، كسجن النساء وتناول المخدرات.