تل أبيب تواصل شن غاراتها على منازل مدنية في القرى اللبنانية وحزب الله يرد

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”:

لم تهدأ الجبهة الجنوبية في نهاية الأسبوع إذ واصلت إسرائيل عدوانها على القرى الحدودية وشنّ طيرانها الحربي غارات استهدفت عدداً من القرى الآمنة بينها الخيام وعيترون وأطراف علما الشعب تزامناً مع تحليق للطائرات الاستطلاعية في أجواء صيدا وقصف مدفعي طال تلة سردة وبلدة الوزاني ومنطقة الحمامص ومدخل العديسة وتلة العويضة وخراج كونين ووادي السلوقي وسهل مرجعيون وأطراف الخيام وكفركلا.

وتواصل التصعيد الإسرائيلي مع شنّ مزيد من الغارات استهدفت مجدداً عيتا الشعب ومروحين ومنزلاً في عيترون ما أدى إلى تدميره. وأغار الطيران على منزل في بلدة الناقورة وهُرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان.

تواصل التصعيد الإسرائيلي مع شنّ مزيد من الغارات استهدفت مجدداً عيتا الشعب ومروحين ومنزلاً في عيترون

اما حزب الله فقصف فجر الاحد تجمعاً لجنود الاحتلال ‏مقابل بلدة الوزاني، واستهدف التجهيزات التجسسية في موقع العاصي برشاشات من عيار 14.5 وأصابها إصابةً مباشرة. كما استهدف تجمعًا لجنود اسرائيليين في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية ثم موقع المرج بقذائف المدفعية.‏ كذلك، أفيد عن  إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه موقع إسرائيلي في الجليل الأعلى.

لا رغبة في الحرب؟

وتأتي هذه المستجدات الميدانية عقب موقف لافت لوزارة الخارجية الإسرائيلية يتحدث عن عدم رغبة إسرائيل في الحرب مع لبنان وعن استعدادها للعودة إلى المفاوضات الثلاثية في الناقورة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية حسن كعبية “منذ أن بدأ حزب الله في شن اعتداءاته، أعلنا وصرحنا أكثر من مرة، أننا لا نريد أن نوسع دائرة الحرب من غزة إلى لبنان. مطلبنا الوحيد هو تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701، ومستعدون لاستئناف الاجتماعات الثلاثية في الناقورة وليس لدينا مشكلة مع أي حل يتعلق بالسلام”.

وقد أثار هذا الموقف تساؤلات حول احتمال أن يكون مجرد مناورة تهدف لإظهار لبنان الرسمي بمظهر التابع لحزب الله الذي يتحدث عن وحدة الساحات ويربط بين وقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية وانتهاء الحرب في غزة. ولفت في هذا السياق، ما كشفته وكالة الصحافة الفرنسية عن اجتماعات تنسيقية حصلت في بيروت بين جماعة أنصار الله اليمنية وحركتي حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقيادات فلسطينية لمناقشة “آليات تنسيق اعمال المقاومة ضد اسرائيل في ظل حرب غزة”، وهو ما رأت فيه أوساط معارضة لحزب الله نموذجاً جديداً على استباحة لبنان وتعريضه للأخطار العسكرية.

محاصرة لبنان

وتعليقاً على هذه التطورات، كتب منسّق “لقاء سيدة الجبل” النائب السابق فارس سعيد عبر منصة “اكس”: “تحت شعار رفع الحصار عن غزة، حزب الله يحاصر لبنان، الاسد يحاصر سوريا، الحشد الشعبي يحاصر العراق، الحوثيون يحاصرون اليمن، وايران تفاوض امريكا”.

اما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فأسف “للانتهاك الخطير للدستور في المادة 65 التي تعتبر “إعلان الحرب والسلم من المواضيع التي تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة”. وقال “ها نحن في صميم حرب مع إسرائيل لا يريدها أحد من اللبنانيين فيما يقررها فريق يورط فيها لبنان والجنوب واللبنانيين وهم كلهم ما زالوا يعانون من الحرب اللبنانية المشؤومة ونتائجها”، مضيفاً “بعد إبرام اتفاق الطائف عام 1989 الذي لا يُنفذ بروحه وبكامل نصوصه، ظهر ملياً غياب سلطة سياسية حاسمة في لبنان، فدبّت الفوضى وبات الحكم على الأرض للنافذين بمنصبهم أو بسلاحهم أو بمالهم أو باستقوائهم”.

الظهور المسلّح

بالموازاة، تفاعلت مسألة الظهور المسلح في شوارع بيروت وتحديداً في الطريق الجديدة قبل ايام في خلال تشييع “قوات الفجر” الجناح العسكري للجماعة الاسلامية أحد شهدائها الذين سقطوا في الجنوب في غارة اسرائيلية. ومرد ذلك إلى اعتراضات سجّلها عدد من النواب السنّة في بيروت على هذه المظاهر ورد الجماعة الاسلامية عليهم.

وقال النائب التغييري وضاح الصادق “لا جدال حول بُعد العاصمة التي تضم لبنانيين من كل المناطق، إضافة إلى غالبية مؤسسات الدولة الرسمية والدولية، عن خط المواجهة، كي ينتشر فيها السلاح بحجتها”. ورأى “أن المظاهر المسلحة في بيروت وحماية المسلحين من خلال التدخلات الحزبية والضغوطات السياسية التي تصل إلى حد الترهيب، لا تدخل سوى في إطار حماية الأحزاب وبعض الجهات الأمنية لعصابات الخُوات”.

واعتبر النائب فؤاد مخزومي “أن المظاهر المسلحة التي شهدنا انتشارها في العاصمة بيروت أخيراً مرفوضة بكافة المقاييس، وتضعنا أمام تحدٍ خطير يكمن في إبقاء بيروت بعيدًا من الصراعات والمواجهات، والحفاظ على أمنها وسلمها الأهلي ومصلحة المواطنين الذين يسكنونها من مختلف المناطق اللبنانية، كما أنه يُعيدنا إلى ما كنا ولا زلنا نطالب به بضرورة حصر السلاح بيد الدولة وجعل العاصمة منطقة منزوعة السلاح”.

بدوره، قال النائب التغييري إبراهيم منيمنة: “إن كنا نتعالى في هذه المرحلة الدقيقة عن أي موقف انقسامي ونقول بضرورة الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان الاسرائيلي، إلا أن إحياء المظاهر المسلحة والعراضات العسكرية وإطلاق الرصاص في قلب بيروت ليست سوى تلط وراء الاحداث لفرض وقائع ميدانية في العاصمة تحت عناوين المقاومة ودعم القضية الفلسطينية، من هنا نطالب الجيش والأجهزة الأمنية بمنع تكرار هذه الممارسات، احتراماً لهيبة الدولة وحماية لأمن أبناء بيروت، ووقف هذه التجاوزات فوراً، والعودة إلى سقف الدولة والمؤسسات الشرعية”.

أشباه رجال

غير أن نائب الأمين العام للجماعة الاسلامية الشيخ عمر حيمور توجّه إلى نواب التغيير بالقول: “أنتم أشباه الرجال ولستم رجالاً وقد أتيتم يا نواب الغفلة عبر بعض السفارات وبعض المخابرات”، واضاف “يا فاعل الحرام ويا مرتكب الحرام ويا مدافع عن الحرام وأنت مدبّر دبرك لمن تشاء، نحن لا نؤمن بالحدود التي وضعها سايكس بيكو وفي ديننا لا نستطيع أن نؤمن بها ودستورنا هو القرآن الكريم”.

ورداً على الرد، كتب النائب ابراهيم منيمنة على منصة “إكس”: “انتقدنا مشهد العراضات المسلحة للجماعة الاسلامية في العاصمة بيروت من موقعنا النيابي وبلغة ممثلي الشعب ومصالحهم وامنهم، فردوا علينا في شهر رمضان المبارك بلغة السباب والشتائم التي تعبّر عن الناطق بها وعن افلاسه السياسي. لغة أقل ما يقال فيها انها لغة السفهاء. عليه نؤكد مجدداً، لمن يعتقد أنه بالسباب يرهبنا، موقفنا الرافض قطعاً للممارسات التي شهدناها في بيروت من انتشار مسلح واطلاق نار عشوائي، ودعوتنا إلى وضع حد لها فوراً. لن نرضخ ولن نسمح بالفوضى ولا باستنساخ هذه التجارب في المجتمع اللبناني عامة ومن أي جهة كانت”. وأضاف “ايماننا بلبنان والدولة والمؤسسات ثابت وغير قابل للنقاش. على أمل أن يكون لصوت العقل مكانة لدى البعض في الجماعة الاسلامية بعيداً عن الرهانات واللغة التي سمعناها من بعض قياداتها والتي وصلت حد التشكيك بالكيان اللبناني، وللحديث تتمة”.

اما النائب مارك ضو فآزر زملاءه بقوله “خطاب نائب امين عام الجماعة الاسلامية الشيخ عمر حيمور وغيره هو خطاب تحريضي يؤكد ان هذه الجماعة باتت تلعب دور الغطاء السني لحزب الله كما لعب غيرها دور الغطاء المسيحي، وهو الغطاء الذي تحته وباسمه مارس حزب الله وايران تخريب لبنان وجره إلى حروب مدمرة في 2006 و2023 وما بينهما من خيارات مدمرة. هو خطاب التخوين وهدر دم اللبنانيين الذي يشكل انقلاباً تاماً على سلوك “الجماعة” وخطابها المدافع عن السيادة والاعتدال منذ 2005. خطاب يستقوي بسلاح وفائض القوة العسكرية والمستقوية بحماس وحزب الله، والخارجة على الشرعية والقانون والمهددة لأمن اللبنانيين وحياتهم. خطاب يتاجر بدم الشباب المغرر بهم ويتاجر بقضية فلسطين وشعبها وسيادة لبنان وسلامة اللبنانيين من أجل ان يبني اوكاراً تخدم الخارج ضد المصلحة الوطنية بينما المشغل الاقليمي الايراني يعقد اجتماعات الصفقات مع الامريكيين على حساب دماء الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين. خطاب وممارسة دمرت غزة وأودت بها إلى الاحتلال مجدداً، وتريد جر لبنان إلى المصير نفسه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية