بيروت- “القدس العربي”:
يستمر الترقب للرد الإيراني على الغارة الإسرائيلية على القنصلية في دمشق التي ذهب ضحيتها قياديون من “فيلق القدس” وينتظر كثر ما سيعلنه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في “يوم القدس العالمي” الجمعة والنبرة التي سيتحدث بها لأنها ستكون مؤشراً إلى المرحلة المقبلة في ضوء التصعيد الإسرائيلي وتهديدات قادة تل أبيب بنقل المعركة إلى الجبهة الشمالية.
وفيما يشبه التحوّط من رد بالصواريخ أو بالمسيّرات على إسرائيل، لوحظ ازدياد في عملية التشويش التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على نظام GPS منذ فترة والتي يشكو منها مطار بيروت، ولاحظ العديد من اللبنانيين بطئاً في عملية الانترنت وتشويشاً على عدد من التطبيقات الإلكترونية والبث التلفزيوني.
وقبل ساعات على إطلالة نصرالله، اعتبرت كتلة “الوفاء للمقاومة” أنَ جريمة العدو بقصف القنصلية الإيرانية تشكل مفترقًا شديد الخطورة في مسار الصراع في المنطقة”، فيما أكد الوزير السابق محمد فنيش في احتفال لحزب الله “أن الجريمة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي ضد القنصلية الإيرانية في دمشق، لن تمر دون عقاب، وهذا ما صرّح به القادة الإيرانيون والسيد القائد الولي، وبالتالي هذا ما ينبغي أن يتوقعه العدو من عقاب ورد مؤلم، لأنه لا يمكن أن يستمر في تجاوزه والتمادي”.
ولفت إلى أنه “ليس باستطاعة أحد بعد اليوم أن يعتبر أن قضية فلسطين يمكن أن تنتهي، لا بتسويات ولا بتصفيات، بل إنما المشروع الصهيوني إلى انكفاء وتراجع تمهيداً لإخراجه كلياً من أرض فلسطين، وهذا يتوقف على حالة النهوض وإرادة الشعوب، وشعوبنا تعي هذه الحقيقة، وهي تتفاعل وتلتزم بهذه القضية، التي هي قضيتها”.
وتوجّه فنيش للبعض بالقول “أي تفريط بقوة المقاومة لا يخدم إلا العدو، وهذا لا يمكن أن يتحقق على أرض لبنان، لأنه بات لدينا مجتمع مقاومة، ولم نعد مجرد مجموعات أو أفراد، فلا تبحثوا عن عدد شهداء وجرحى، بل أدرسوا وانظروا وراقبوا وتأملوا في بنية هذا المجتمع، كيف يتعامل ويتفاعل مع مشروع المقاومة، وما هي ثقافته واستعداده وتضحياته، فهذا المجتمع هو الضمانة لحماية هذه القرى والوطن والبلد، وهو الضمانة لمعادلة إقليمية تجعل منطقتنا خارج الترهيب والهيمنة الأمريكية”.
وكانت جبهة الجنوب شهدت تراجعاً محدوداً في حدة المواجهات قبل الظهر قبل تجدد العمليات العسكرية، وأفيد عن قصف إسرائيلي طال أطراف الوزاني وعن غارة على بلدة يارون أسفرت عن تدمير منزل وغارة مماثلة على المنطقة الواقعة بين بلدتي عيترون وعيناتا في قضاء بنت جبيل، إضافة إلى غارة على بلدة مارون الراس تخللها إطلاق صاروخين. وسبق ذلك تحليق طيران حربي على مستوى منخفض بعد منتصف الليل، فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط وصولاً إلى مشارف مدينة صور.
في المقابل، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنتي “بتست” و”شلومي” في الجليل الغربي تزامناً مع سماع دوي انفجارات. وأعلن حزب الله استهداف تموضعات لجنود العدو خلف موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخية وكذلك مقر قيادة كتيبة “ليمان”.
وحضر الوضع الجنوبي على طاولة جلسة مجلس الوزراء التي استهلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقول “تنعقد جلستنا على وقع استمرار العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان موقعاً شهداء وجرحى ودماراً هائلاً. اليوم عقدنا اجتماعا مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة والمعنية، واجرينا نقاشاً مستفيضاً حيال ما يحصل في الجنوب وطلبنا المساعدة السريعة خصوصاً وأن هناك حوالي 100 ألف نازح من قرى الجنوب و313 شهيداً وحوالي 1000 جريح، والكارثة الكبرى هي في الأضرار الحاصلة في القطاع الزراعي حيث هناك 800 هكتاراً تضرروا بشكل كامل، و340 ألف رأس ماشية فقدوا وحوالي 75 في المئة من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم النهائي. وأنا أرى وجوب أن نعلن منطقة الجنوب منكوبة زراعياً خصوصاً وأن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة. الأمر ذاته ينسحب على القطاع التربوي، حيث هناك حوالي 75 مدرسة مغلقة نهائياً، ناهيك عن ملف إعادة إعمار ما تهدم وأولوية البحث عن مصادر التمويل”.
ميقاتي ينشد السلام ويعلن الجنوب منكوباً زراعياً.. وملامح أزمة مع قبرص بسبب النازحين من لبنان
وأكد ميقاتي “أن السلام الحقيقي الذي ننشده هو سلام العدالة الإنسانية ونرفع الصوت إلى المجتمع الدولي منددين بالاعتداءات ومطالبين بردع العدو ووقف الحرب وإحلال السلام وإبعاد الحرب عن المنطقة. واحب أن أؤكد من خلال مجلس الوزراء أن للبنان أصدقاء في كل دول العالم يعملون بصدق للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف عدوانه على لبنان. كما نثمن الاتصالات والزيارات التي تقوم بها مراجع دولية صديقة ومحبة للبنان، سعياً للإسهام بإيجاد مخارج حل للأزمة الرئاسية، ونؤكد أن انتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب الجميع، وهو في أولويات خياراتنا التي تعزز الثقة بلبنان كدولة ووطن. مسؤوليتنا جميعاً أن نهتم بأحوالنا، بمقدار اهتمام الدول بنا، وأن التلاقي والتحاور هما أقصر طريق لإنقاذ وطننا من خطر الفراغ والأزمات المفتوحة على اخطار كثيرة”.
وتعليقاً على احتجاج قبرص على وصول مهاجرين غير شرعيين إلى أراضيها من لبنان، قال رئيس الحكومة “فوجئنا بملامح أزمة ديبلوماسية مع قبرص، حيث هاجمت بعض الصحف القبرصية لبنان صباح اليوم على خلفية ملف النازحين الذين يصلون إلى قبرص بطريقة غير شرعية عبر المياه اللبنانية”.
وأضاف ميقاتي “أجريت الاتصالات اللازمة مع السلطات القبرصية، وأكدت الحرص على أفضل العلاقات مع قبرص ولا نقبل أن نصدّر أزمة النازحين إليها. وشددت خلال الاتصالات أننا، في ملف النازحين، أمام واقع يجب على العالم تفهمه. النازحون يدخلون إلى لبنان خلسة ولا أحد من الدول يساعدنا في ضبط الحدود، فإذا قررنا ترحيل السوري إلى بلاده نواجه بمسألة حقوق الإنسان، وبالنسبة للحدود البحرية فنحن نعمل على ضبطها قدر استطاعتنا. لقد تواصلت مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس وتمنيت عليه أن يطرح في اجتماع الدول الأوروبية المتوسطية المقبل موضوع الضغط على الاتحاد الأوروبي لمساعدتنا في عملية ترحيل النازحين غير الشرعيين من لبنان. كذلك عقدنا هذا الاسبوع اجتماعاً لملف النازحين حيث قدم وزير الشؤون الاجتماعية ورقة حددت بوضوح مطالب لبنان وأهمها مطالبة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بتزويدنا بالداتا الكاملة عن أوضاع النازحين، لكون الدتا التي وصلتنا لا تحدد تاريخ دخول النازحين إلى لبنان”.