الخرطوم ـ «القدس العربي»: أكد رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان أن قواته تتقدم وتمضي نحو حسم الحرب قريبا.
وبعد عملية تفجيرية استهدفت إفطار لكتيبة «البراء بن مالك» في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، توجه البرهان إلى الولاية حيث تناول وجبة الإفطار وسط مجموعة من المدنيين كما زار عددا من الوحدات العسكرية.
وقال خلال مخاطبته الضباط والجنود في سلاح مدفعية عطبرة أمس الخميس، أن القوات المسلحة قادرة على ردع كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب السوداني والنيل من كرامته وسيادته.
ووعد بالاحتفال قريباً بالنصر على قوات الدعم السريع التي وصفها بالميليشيات المتمردة.
وحيا البرهان ضباط وضباط صف وجنود سلاح المدفعية في مدينة عطبرة،
مشيرا إلى أن كل القوات النظامية بمختلف تشكيلاتها ووحداتها تمضي في التصدي «لعدوان الدعم السريع».
في هذه الاثناء اتهمت لجان المقاومة الحكومة السودانية بالشروع في بيع مشروع الجزيرة ـ أكبر مشروع زراعي مروي في أفريقيا ـ إلى دولة الإمارات.
وتبلغ مساحة المشروع الذي يعد أكبر مزرعة ذات إدارة موحدة في العالم 2.2 مليون فدان، تتوسط السودان، ممتدة شمالا من حدود العاصمة السودانية الخرطوم الجنوبية وصولا إلى ولاية الجزيرة وأجزاء من ولايتي سنار والنيل الأبيض.
وينتج المشروع القومي الذي تأسس في الربع الأول من القرن الماضي 65٪ من إجمالي إنتاج البلاد من محصول القطن ونسبة كبيرة من إنتاج القمح والذرة والمحاصيل البستانية، فضلا عن الاستثمارات المعنية بالصناعات الزراعية كصناعة الغزل والنسيج ومطاحن الغلال، وصناعة الزيوت ،وتصنيع الأغذية والجلود.

لجان المقاومة تتهم الحكومة بالشروع في بيع مشروع الجزيرة الاستراتيجي لدولة الإمارات

وقالت لجان مقاومة كرري في بيان أمس الخميس، إن وزارة المالية السودانية بدأت خطوات عملية لإكمال صفقة بيع مشروع الجزيرة، فيما اعتبرته استمرارا لمحاولات إفقار الشعب السوداني.
وأضافت القول: «إن المواقف تثبت يوما بعد يوم أن الهدف الأساسي لإشعال هذه الحرب هو الاستيلاء على موارد الشعب السوداني وتكبيل أي ممانعة وطنية».
واستنكرت ما اعتبرته تناقضا في مواقف الحكومة التي تتهم أبو ظبي بإشعال الحرب في السودان.
ودعت السودانيين إلى المشاركة في أكبر حملة مناهضة لبيع مشروع الجزيرة، محذرة من أنه آخر ما تبقى للسودانيين بعد تدمير 80٪ من البنية التحتية في البلاد.
ووجهت اللجان رسالة إلى مساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا الذي ظل يحذر من دور الإمارات في حرب السودان ويعتبرها محورا للشر، قائلة: «لقد بدأت وزارة المالية في حكومتكم فعليا بتنفيذ مخطط (قوات) الدعم السريع في بيع مشاريع البلاد القومية للإمارات».
وأشارت إلى خطاباته الداعية إلى مواجهة مخططات أبو ظبي للاستيلاء على موارد الشعب السوداني بينما تمضي الحكومة السودانية في إبرام الصفقات مع حكومة الإمارات «.
وتسيطر قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في وقت يتحدث الجيش عن تحرك قواته من عدة محاور لاستعادة الولاية الواقعة وسط البلاد.
وتتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بإشعال الحرب المندلعة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وقدمت في 28 مارس/ آذار الماضي شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات متهمة إياها بالعدوان والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وطالب المندوب الدائم للسودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس في شكوى مقدمة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي كازويوكي يامازاكي الإمارات بالوقف الفوري لتجنيد «المرتزقة» وقطع الدعم العسكري واللوجيستي والإمدادات والمؤن لقوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها.