بغداد ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي أعلنت فيه فصائل «المقاومة الإسلامية» في العراق، استهداف ميناء حيفا النفطي في العمّق الإسرائيلي، بطائرتين مسيّرتين، فجر أول أيام عيد الفطر، عبّر مسؤولون وسياسيون عراقيون عن تضامنهم ومواساتهم لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنيّة، باستشهاد كوكبة من عائلته إثر قصف للاحتلال في غزة، مؤكدين أن الحادث دليل على سموّ المقاومة وتعبير واضح عن فداحة جرائم تل أبيب.
وذكرت «المقاومة» في بيان صحافي إنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق (الأربعاء) ميناء حيفا النفطي بأراضينا المحتلة، بطائرتين مسيّرتين» مؤكدة في الوقت ذاته «استمرارها في دكّ معاقل الأعداء».
في الأثناء، انتقد زعيم تيار «الحكمة» الوطني، عمار الحكيم، إصرار سلطات الاحتلال على رفض تطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى وحدة الصفّ لمواجهة محاولات الكيان الصهيوني باستهداف وحدة الأمّة الإسلامية ومصالحها.
وذكر في كلمة له في بغداد، إن «التعنّت الإسرائيلي والحقد الصهيوني يمثلان حجر العثرة أمام أي محاولات لإرساء الطمأنينة والسلام في منطقتنا العربية والإسلامية، فقد بلغ الأمر بهم إلى إشعال فتيل الحرب وتأجيج الصراع عند كل محاولة للتهدئة والسلام بين دول المنطقة».
وأوضح أن «هذا الكيان الغاصب لا يفقه سوى لغة الدم وسهام الفتنة، ولا يلتزم بأبسط المواثيق الدولية، وليس لديه أدنى حرمة للقيم الإنسانية» لافتاً إلى إنه «ما زالت أسماع هذا الكيان الغاصب صمّاء أمام دعوات الهدنة وإيقاف الحرب بالرغم من قرار مجلس الأمن الملزم بهذا الخصوص، وفي ظل صمت دولي مريب، وذلك لأنهم يمثلون بحق لغة التطرف والتعجرف والكراهية، وعلى دول العالم أن تدرك حقيقة هذا النظام جيداً، وأن لا تنخدع بمظاهر الكذب وتزييف الحقيقة التي يصنعها اللوبي الصهيوني المتنفذ في دوائر القرار العالمي للأسف الشديد».
وشدد على وجوب أن «لا تسمح الدول العربية والإسلامية بخطف الإسلام من منطقتنا من قبل هذا الكيان الغاصب، بل يجب أن تقف وقفة موحدة أمام محاولات التفرقة والفتنة التي تستهدف وحدة الأمّة الإسلامية ومصالحها» معتبراً أن «تعميق العلاقات بين الدول العربية والإسلامية، وتأمين مصالح شعوبنا المشتركة وتوثيق عرى التفاهم والحوار الإيجابي بيننا لهو أكبر سلاح نواجه به هذا الكيان الغاصب وننتصر به لشعبنا الفلسطيني المظلوم».
وأضاف: «نقولها للكيان الصهيوني، قاتل الأطفال والنساء وعمال الإغاثة والدبلوماسيين، إنكم مهما علوتم واستكبرتم في الأرض، سيأتي اليوم الذي نشهد فيه سقوطكم ونهاية عروشكم الظالمة» مؤكداً أن «لا بديل لمنطقتنا غير السلام، ولا سلام شامل دون الاعتراف الكامل بالحقوق».
كما سبق أن دعا خطيب صلاة العيد في مدينة كربلاء، احمد الصافي، إلى «الانتصار للشعب الفلسطيني».
وفيما أكد أن «الأمة الإسلامية كالجسد الواحد» أشار إلى «الأحداث التي تشهدها غزة في فلسطين حيث بلغت أعداد الضحايا حسب آخر إحصائية، 100000 بين شهيد وجريح، فضلا عن وجود مفقودين» لافتا إلى أن «العدد كبير جدا، وما يقارب نصفه من الأطفال والنساء».
وبين أن «الاحتلال يقصف الناس قصفا عشوائيا، لأنه يريد أن ينتقم».
وانتقد الصافي «صمت قادة وجيوش ووسائل إعلام الدول إزاء ما يحدث في فلسطين، فضلا عن وجود دول كبرى داعمة للاحتلال» وفيما طالب بضرورة «الانتصار للشعب الفلسطيني» مخاطبا الأمم المتحدة حول أسباب «عدم منح حقوق هذا الشعب بالاعتراف بدولة فلسطين وسكوتها عن الجرائم والمجازر وسيول الدماء التي تنزف يوميا».
يحدث ذلك في وقتٍ قدّم فيه رئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض، التعازي إلى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية باستشهاد كوكبة من عائلته إثر قصف صهيوني غادر، مخاطبا إياه بالقول: «حزنك حزننا وجرحك جرحنا وإن النصر آت وقريب بعزيمة المؤمنين المجاهدين».
وفي بيان صحافي، ذكر الفياض أن «رغم أن الجرح كبير والخطب فادح، غير أن من نذر نفسه ووطّنها على درب الجهاد والكرامة لهو أولى بمشاعر الفخر والعز من العزاء والحزن».
وأكد أن «هذه الدنيا جعلت دارا لابتلاء المؤمنين ومضمارا لاختبار صبرهم وعزيمتهم وثباتهم على المبادئ السامية والقيم النبيلة، وقد أثبتم منذ عقود من الزمن أنكم أهل للثبات ونبراس للتحدي والشموخ، قدمتم كل شيء من أجل قضيتكم التي هي قضيتنا جميعا وشمسنا التي ستشرق بالنصر ذات يوم».
ومضى يقول: «إنني إذ أشارككم هذا المصاب الجلل فإنني أبارك لكم هذه الأوسمة الإلهية الرفيعة التي تقلدتموها بارتفاع كوكبة منيرة من عائلتكم الكريمة شهداءً أبرارا، وشهودا على فداحة الجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق شعبنا الفلسطيني الصابر» مستدركاً: «لقد خابوا وخسئوا وباؤوا بالخزي والعار والجريمة، وقد زادكم الله شرفا وعزا وكرامة، ولم ينالوا منكم ولا من عزمكم وثباتكم وإنه لطريقنا جميعا وخيارنا الذي لا نحيد عنه أن نكون جنودا مرخصين الأرواح والمهج من أجل تحقيق أهدافنا والدفاع عن أرضنا وكرامتنا ضد كل معتد غاصب».
في حين، اعتبرت كتائب «حزب الله» في العراق، الحادث أنه يؤكد على قرب النهاية الحتمية للاحتلال.
وأفادت في بيان صحافي أنه «بالتبريك والعزاء، نتوجه إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وسفير مقاومتها، الأخ المجاهد إسماعيل هنية، بشهادة أبنائه الثلاثة، وبعض أحفاده الأطفال، وما هذه الشهادة التي زينت القائمة الكبيرة لقوافل شهداء غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، إلا نار ستوقد المقاومة أكثر في وجه الكيان العاجز المدعوم أمريكياً ومن حكومات العمالة العربية، وستجعل نهايته التاريخية أكثر حتمية وواقعية».
ووفق البيان، فإن «النيل من إرادة المقاومين بعيد المنال للعدو مهما تجاوز قواعد الاشتباك، التي يريد منها تأكيد إجرامه، أن كل من يسير في درب مقاومته مُستهدف هو وعائلته، أطفالاً كانوا أو نساءً» مضيفاً: «نسأل الله تعالى أن يبارك ويعزز نصر رجال المقاومة الإسلامية في فلسطين والمنطقة على العدو الصهيو-أمريكي، وأن يلهم عائلة الشهداء وذويهم الصبر والسلوان، لإدامة زخم المعركة لتحرير فلسطين من الكيان الغاصب».
كما عزّى الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، هنية.
وقال الخزعلي في «تدوينة» له، «نتقدم بخالص المواساة والعزاء الممزوج بمشاعر العزة والنصر إلى أبناء أمتنا الإسلامية والعربية وأبطال المقاومة، ولاسيما عائلة الأخ المجاهد إسماعيل هنية، باستشهاد أبنائه الثلاثة وأحفاده الثلاثة، على يد قوات الاحتلال الصهيوني الغاشمة».
وأضاف بالقول: «مستذكرين بهذا الحادث الجلل والجريمة الغادرة، سيرة شهداء الإسلام والمقاومة الإسلامية الذين ارتقوا من ميادين الوغى وسوح الجهاد نصرة للحق وإقامة العدل».
فيما اعتبر رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، الحادث أنه دليل على «هزيمتهم وجبنهم (في إشارة لسلطات الاحتلال) كما هو دليل رفعة وسمو حركة المقاومة الإسلامية، والتضحيات العظيمة التي تقدمونها في سبيل أشرف وأقدس قضية يمكن التضحية من أجلها، قضية القدس وفلسطين، وإنه لجهاد نصر أو استشهاد» حسب بيان صحافي.