وول ستريت جورنال: الرد الانتقامي الإيراني على إسرائيل سيحدث في غضون يومين

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا لمراسليها دوف ليبر وبينويه فوكون ووارن بي ستروبل، قالوا فيه إن الهجوم الانتقامي الإيراني على قصف إسرائيل قنصلية طهران في دمشق، سيحدث في غضون يومين.

وفي خبر حصري، قالت الصحيفة إن إسرائيل تتحضر لهجوم مباشر من إيران على الجنوب والشمال يوم الجمعة أو السبت على أقرب تقدير، وذلك حسب شخص على معرفة بالأمر.

إلا أن شخصا على معرفة بالخطط الإيرانية، أكد أن هناك نقاشا للهجوم، إلا أن الموعد النهائي لم يحدد بعد. وأعلنت عن نيتها الانتقام للهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في بداية الشهر الحالي، وأدى لمقتل ضابط كبير في الحرس الثوري وعدد من مساعديه. وحذّرت المخابرات الأمريكية بداية هذا الأسبوع من أن هجوما ضد أهداف إسرائيلية ثمينة بات محتوما، ولكن مصادر تقول إن الهجوم قد يحدث داخل حدود إسرائيل.

ويوم الخميس، قال مسؤول أمريكي على معرفة بالأمر، إن التقارير الاستخباراتية تشي بأن الهجوم الإيراني لا يبعد سوى أيام، و”ضد المحتل داخل الأراضي الإسرائيلية” وليس المصالح الإسرائيلية في أماكن أخرى.

وطلبت السفارة الأمريكية يوم الخميس، من موظفيها وعائلاتهم عدم التنقل خارج تل أبيب والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر. وجاء الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة الوسطى المسؤولة عن عمليات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط إلى إسرائيل يوم الخميس أيضا. وهدد رئيس الوزراء  الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، بالرد المباشر على أي هجوم ضد الدولة العبرية. وقال إن من يجرؤ على الإضرار بهم سيتضرر، وأن حكومته جاهزة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه دولة إسرائيل، دفاعيا وهجوميا، على حد قوله.

واتهمت سوريا إسرائيل بشن الغارة التي قتلت الجنرال محمد رضا زاهدي، المسؤول عن عمليات فيلق القدس في سوريا ولبنان. وهو أكبر جنرال إيراني يُقتل منذ اغتيال الولايات المتحدة قاسم سليماني في بغداد عام 2020.

ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الاتهامات بقصف منشأة دبلوماسية في دمشق، قائلا إنها كانت مبنى تابعا لفيلق القدس تم تقديمه على أنه منشأة مدنية. وفي بداية الأسبوع الجاري، قدّم قادة الحرس الثوري عددا من الخيارات للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لضرب أهداف إسرائيلية.

وتشمل السيناريوهات ضربة مباشرة لإسرائيل باستخدام صواريخ متوسطة المدى. ونشرت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مرتبطة بالحرس الثوري، لقطات فيديو تحتوي على محاكاة لهجوم صاروخي ضد ميناء حيفا ومفاعل ديمونا. وقال مسؤول إيراني إنهم سيضربون محطات الطاقة وتحلية المياه لو هوجمت الأراضي الإيرانية.

ولم يقرر آية الله خامنئي بعد أي خيار يجب تبنيه، ويخشى أن يفشل الهجوم الصاروخي المباشر، مقابل رد إسرائيلي قوي يستهدف البنى التحتية الإيرانية. وقال المستشار للحرس الثوري: “خطط الغارات أمام المرشد الأعلى، ولا يزال يوازن المخاطر السياسية”.

ومن السيناريوهات المفترضة أيضا، اللجوء إلى الجماعات الوكيلة التي زودتها طهران بالصواريخ والمسيرات. وربما يتم ضرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة لتجنب الهجوم على إسرائيل مباشرة، أو ضرب القوات الإسرائيلية في غزة أو استهداف السفارات الإسرائيلية في الخارج.

وفي الوقت نفسه، يحاول المجتمع الدولي منع توسع الحرب، حيث دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ونظيرها البريطاني ديفيد كاميرون، نظيرَهما الإيراني حسين عبد اللهيان لعدم ضرب إسرائيل، حسب مسؤولين إيرانيين وبريطانيين. وقال متحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة بنيويورك: “وُجهت دعوات من وزرراء في المنطقة وأوروبا لوزير خارجية إيران”.

من جهة أخرى، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعدته ميسي راين ودان لاموث، قالا فيه إن البنتاغون أعرب عن إحباطه من عدم إبلاغ إسرائيل له بضرب القنصلية الإيرانية في دمشق. وقالت إن وزير الدفاع الأمريكي اشتكى مباشرة لنظيره الإسرائيلي حول هذا الأمر.

وفي الوقت الذي ينسق فيه المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون جهود مواجهة الرد الإيراني، قال مسؤولون أمريكيون رفضوا الكشف عن هوياتهم، إن أوستن وعددا من قادة وزارة الدفاع الأمريكيين، يعتقدون أنه كان على إسرائيل إبلاغهم مسبقا نظرا لتداعيات الغارة على القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة. وعبّر أوستن عن عدم رضاه في مكالمة مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في 3 نيسان/ أبريل.

ولم يذكر بيان الوزارة المكالمة الذي جاء فيها أن أوستن “كرر الدعم الأمريكي للدفاع عن إسرائيل ضد عدد من التهديدات الإقليمية”.

وتكشف المكالمة عن توتر جديد في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية، والفجوة في الاتصالات، والنقد الأمريكي لنتنياهو بشأن الطريقة التي أدار فيها الحرب على غزة والفشل في حماية المدنيين الفلسطينيين وتوفير المساعدات لهم.

وهدد الرئيس جو بايدن بتغيير سياسته من إسرائيل، إلا إذا أظهرت حكومة نتنياهو أنها أحدثت تغيرات على ظروف المدنيين الفلسطينيين/ وأكدت أن الخطة الإسرائيلية للهجوم على رفح لن تؤدي لتدهور الأوضاع نحو الأسوأ.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن التغيرات، وفيما إن فشلت إسرائيل بتطبيق المطالب الأمريكية، بما في ذلك فرض واشنطن الشروط على المساعدات العسكرية. لكنهم قالوا إن إسرائيل واعية بالتحول في الرأي العالمي وداخل أمريكا، وتقوم بتغييرات في حملتها.

وسارعت واشنطن حالا وأبعدت نفسها عن الهجوم الذي قالت إيران إنه استهدف قنصليتها في دمشق. ورغم عدم رضا المسؤولين الأمريكيين عن سلوك إسرائيل، إلا أنهم تعهدوا بالوقوف إلى جانبها إذا ضربتها إيران. وأكد الجنرال كوريلا في زيارته لإسرائيل، أن الدعم الأمريكي “قوي مثل الحديد”.

واتخذت إسرائيل استعدادات ضد هجوم إيراني مرتقب، حيث أوقفت إجازات جنود الاحتياط، وعززت حماية المنشآت المدنية. وكتب غالانت على منصات التواصل أنه ناقش مع أوستن الخطط الإسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية