بعد زاهدي و”الأخوة هنية”.. رئيس الاستخبارات الإسرائيلي: “السيئ ينتظرنا” 

حجم الخط
0

إسرائيل تثأر بسرعة. الخوف من التأخر في الرد، وعندها ينسى العالم البادئ، ثم يفقد الشارع الإسرائيلي الثقة، ويدفع مقرري السياسة للعمل فوراً، وأحياناً بتسرع. أما إيران فتثأر ببطء. مر نحو شهرين عن العملية الأمريكية لتصفية قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، في 2020 إلى أن جاءت عملية الرد ضد قاعدة أمريكية في العراق؛ ومر أكثر من شهر على اغتيال الأمين العام لحزب الله عباس موسوي على أيدي إسرائيل حتى جاءت العملية الجماعية ضد السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس في 1992. يتبين أن الإيرانيين أكثر استقراراً منا: دفترهم مفتوح واليد تسجل.

لم يثأروا في الأيام العشرة الأولى على اغتيال زاهدي، الأسبوع الماضي. لكن دعوات الثأر انطلقت من كل منصة، فاجأت المسؤولين في إسرائيل. وتحفز الأمريكيون أيضاً. قائد المنطقة الوسطى لديهم الجنرال مايكل كوريلا وصل إلى هنا. محادثه الفوري، للدفاع وللهجوم، هو سلاح الجو. ثمة ثأر. التقديرات تتركز في الأيام القريبة القادمة. يعمل سلاح الجو ليل نهار على الرد على كل ما هو في الترسانة الإيرانية: صواريخ باليستية، صواريخ جوالة، مسيرات. ثمة افتراض بأن يأتي الهجوم من واحد أو عدة وكلاء لإيران، لكن قد يأتي من إيران نفسها.

 التحدي هو إحباط الهجوم، ومع ذلك إبقاء فتحة تسمح للإيرانيين الادعاء بتحقيق هدفهم. الخطر في الأطراف: حملة إيرانية ناجحة قد تتدهور إلى حرب إقليمية؛ حملة إيرانية فاشلة ستستدعي حملة إيرانية إضافية.

إيران تلذع وتبني في المواجهة المتواصلة بين الدولتين: فقد بنت إمبراطورية إقليمية تتيح لها إطلاق النار من لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة. وبالتوازي حظيت بمكانة شريك كبير في المحور الروسي – الصيني. أما إسرائيل فتلذع.

يقدر الجيش الإسرائيلي بأن الإيرانيين سيحاولون ضرب منشأة عسكرية، وليس بلدات مدنية. للتقدير، قد يقرر الإيرانيون ضرب مركز مدني. قد يصوبون نحو منشأة عسكرية ويخطئون في التوجيه. قد يضربون منشأة عسكرية ويتسببون بقتل جماعي. مثلما قال، في زلة لسان محرجة، رئيس شعبة الاستخبارات “أمان”، السيئ لا يزال أمامنا.

هل الرضا عن تصفية عميد في الجيش الإيراني، مهما كان سافلاً، يبرر الجلبة؟ ليس مؤكداً. المنفعة من وراء الإحباطات المركزة موضع خلاف منذ سنين؛ فهي أكثر مما تشكل حلاً عسكرياً، تشكل حلاً معنوياً. شيء ما نتحلى به عندما نفتقد حلولاً أفضل.

 استهداف أبناء إسماعيل هنية الثلاثة وأحفاده الصغار الثلاثة مقلق لسبب آخر: فقد صدر الأمر عن ضباط في رتبة متوسطة في قيادة المنطقة الجنوبية دون تبليغ قائد المنطقة، رئيس الأركان أو المستوى السياسي. فهل كان هؤلاء سيقرون التصفية لو عرفوا من في السيارة؟ ليس مؤكداً. هنية واحد من اثنين أساسيين إضافة إلى السنوار في المفاوضات العالقة لتحرير المخطوفين. فهل ستؤثر التصفية على مطالب حماس؟ من شبه المؤكد أن لا. لكن مثل هذا القرار لا يتخذه ضابط ليس لديه الأدوات، ولا معرفة لفهم التداعيات.

صدر القرار حسب الكتاب، أو ما يسميه الجيش القيادة والتحكم. قيادة المنطقة الجنوبية أصدرت الأمر: سلاح الجو نفذ. في اختبار النتيجة كان هذا دليلاً آخر على مصاعب القيادة العسكرية للتحكم بما يجري في الميدان بعد نصف سنة من بداية القتال.

 ناحوم برنياع

 يديعوت أحرونوت 12/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية