لندن ـ “القدس العربي” ووكالات:
نفّذت إيران هجوما بمسيّرات وصواريخ ليل السبت الأحد أعلنت إسرائيل “إحباطه”، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنّها “الجمهوريّة الإسلاميّة” ضدّ “الدولة العبريّة”، ردا على تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
ولم تعترف إسرائيل رسميا باغتيال زاهدي، لكنها لم تنفِ مسؤوليتها عن الاغتيال أيضا.
ويأتي الهجوم الذي أكدت واشنطن مشاركتها في التصدي له، في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي خلف أكثر من 100 ألف بين شهيد وجريح ومفقود، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
بايدن يؤكد مساهمة واشنطن في إسقاط “تقريبا كل” المسيرات والصواريخ الإيرانية ويجدد التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل
وأكّد الحرس الثوري الإيراني شنّ “عملية محدودة وناجحة” بهجوم “بمسيّرات وصواريخ” على إسرائيل. في المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، في بيان “إحباط” الهجوم مؤكدا اعتراض “99 بالمئة” من الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.
وقال الجيش “الهجوم الإيراني كما تمّ التخطيط له من قبل إيران أحبِط”، مضيفا “اعترضنا 99 بالمئة من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية. هذا انجاز استراتيجي مهم”.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان أن واشنطن ساهمت في إسقاط “تقريبا كل” المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل.
وشدد على أنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي “التزام الولايات المتحدة الثابت أمن إسرائيل”.
وكان المتحدّث باسم الجيش دانيال هغاري قال في وقت سابق إنّ إيران أطلقت أكثر من 200 مسيّرة وصاروخ.
وتزامنا مع الهجوم الذي انطلق من الأراضي الإيرانية، نفّذ حلفاء لطهران في المنطقة هجمات ضدّ إسرائيل، اذ أطلق حزب الله اللبناني صواريخ كاتيوشا في اتّجاه هضبة الجولان المحتلة، وأطلق المتمرّدون الحوثيّون في اليمن في اتّجاه جنوب الأراضي الإسرائيليّة.
في مؤشر على انتهاء التهديد الأمني في الوقت الراهن، أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي بعد إغلاقه..وكذلك فعل الأردن ولبنان والعراق
وفي مؤشر على انتهاء التهديد الأمني في الوقت الراهن، أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي اعتبارا من الساعة 04,30 ت غ الأحد، بعد إغلاقه تزامنا مع الهجوم، وفق هيئة المطارات المحلية.
كذلك فعل الأردن ولبنان والعراق.
وندّدت دول عدّة بالهجوم، وتخوّفت من خطورة التصعيد فيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأحد بناءً على طلب إسرائيل، للبحث في العملية الإيرانية.
وذكر بايدن أنّه سيدعو قادة مجموعة السبع الأحد إلى تنسيق “ردّ دبلوماسي موحّد” على الهجوم الإيراني “الوقح”.
في المقابل، أعربت الصين عن “بالغ القلق جرّاء تطوّرات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية جميع “الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.
🔻لحظة سقوط صواريخ كروز على هدف عسكري للعدو الصهيوني في النقب المحتل pic.twitter.com/hO1lRIwK32
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) April 13, 2024
هو الله ..
يا رب سدد الرمي وثبت الأقدام pic.twitter.com/xYPWGJvlgT— بلال نزار ريان (@BelalNezar) April 13, 2024
الصواريخ الإيرانية فوق قبة الصخرة في ما يوصف بأنه أكبر هجوم لطائرات بدون طيار في التاريخ.. إيران بهذه الخطوة غطت المجال الجوي لدولة الاحتلال بالكامل من الجليل إلى النقب مرورًا بالقدس المحتلة. pic.twitter.com/lYrWdXu6KO
— مُنى حوّا • Muna Hawwa (@MunaHawwa) April 13, 2024
هنا العاصمة
هنا القدس الحبيبة pic.twitter.com/GlJU3u8zbQ— بلال نزار ريان (@BelalNezar) April 13, 2024
إيران : المسألة يمكن اعتبارها منتهية
من جهتها، كتبت البعثة الإيرانيّة لدى الأمم المتحدة عبر “إكس” إن “المسألة يمكن اعتبارها منتهية. لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإنّ ردّ إيران سيكون أشدّ خطورة بكثير”.
البعثة الإيرانيّة لدى الأمم المتحدة : المسألة يمكن اعتبارها منتهية. لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإنّ ردّ إيران سيكون أشدّ خطورة بكثير
وطلبت طهران من واشنطن عدم التدخّل في هذا التصعيد. وأكدت البعثة الإيرانية “هذا نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، ويجب على الولايات المتحدة البقاء في منأى عنه”.
وسمع دويّ انفجارات فجرا في أجواء القدس، وانطلقت صفارات الإنذار في المدينة. كذلك، أطلِقت الصفارات في شمال إسرائيل وفي النقب جنوباً.
قاعدة عسكرية… وسفينة
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) بأنّ أكبر قاعدة جوّية في النقب تعرّضت “لأضرار جسيمة” بعدما أصابتها صواريخ إيرانيّة ليلاً. وقال التلفزيون الرسمي إنّ “نصف الصواريخ التي أُطلِقت قد أصابت هدفها بنجاح”.
وأكد الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار “طفيفة” في القاعدة. وقال في بيان “من أصل أكثر من 120 صاروخاً بالستياً، اخترق عدد ضئيل جدا الحدود الاسرائيلية… سقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم (جنوب) وألحقت أضرارًا طفيفة في منشأة”.
الا أنه أكد أن “القاعدة تواصل عملها ومهامها”، وأن إيران “فشلت” في اعتقادها بأنها “ستشل عمل القاعدة الجوية وستضر بقدراتنا الجوية”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال مساء السبت إن اسرائيل “مستعدة لمواجهة أيّ سيناريو دفاعياً كان أو هجومياً”.
إيران: “أضرار جسيمة” في أكبر قاعدة جوّية إسرائيلية في النقب..وجيش الإحتلال: وقوع أضرار “طفيفة” في القاعدة
وفي وقت مبكر الأحد، أعلن حزب الله اللبناني الذي يتبادل القصف يوميا مع إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر، أنه استهدف بصواريخ الكاتيوشا، قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، للمرة الثانية خلال ساعات قليلة.
وقال إنه استهدف “المواقع الإسرائيلية نفح ويردن وكيلع في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا”.
الى ذلك، أفادت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري بأنّها تلقّت تقارير مفادها أنّ “الحوثيين أطلقوا طائرات من دون طيّار باتجاه إسرائيل”.
ولفتت إلى أنّ عمليّة الإطلاق من جانب الحوثيين تمّت “بالتنسيق مع إيران”، مشيرة إلى أنّ “الموانئ الإسرائيليّة تُعتبر أهدافاً محتملة” للهجوم.
وأتت هذه الإطلاقات بعد ساعات من قيام القوة البحرية للحرس الثوري السبت، باعتراض سفينة حاويات تحمل اسم “ام سي اس أريز” (MCS Aries) “مرتبطة” بإسرائيل قرب مضيق هرمز وعلى متنها 25 بحارا واقتادتها الى المياه الإقليمية الإيرانية.
ودعا البيت الأبيض إيران إلى الإفراج فورا عن ناقلة الحاويات وطاقمها.
ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاتحاد الأوروبي الى إدراج الحرس على قائمة “المنظمات الإرهابية” بعد احتجاز السفينة.
إدانات غربية
وكان بايدن قطع عطلة نهاية الأسبوع خارج واشنطن وعاد إلى البيت الأبيض السبت لإجراء مشاورات عاجلة مع فريقه للأمن القومي بشأن الشرق الأوسط.
ودانت الدول الغربية الهجوم الإيراني.
واعتبرت باريس أنه “يتجاوز عتبة جديدة” في زعزعة الاستقرار، بينما وصفه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بـ”المتهوّر” وأكد أن بريطانيا “ستواصل الدفاع عن أمن اسرائيل”.
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر منصة “إكس”، أن الاتحاد “يدين بشدة” هجوم إيران، منددا بـ”تصعيد غير مسبوق” و”تهديد خطير للأمن الإقليمي”.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة التصعيد الخطير” المتمثل في الهجوم الإيراني.
إقليميا، أعربت الخارجيّة السعوديّة عن “بالغ القلق جرّاء تطوّرات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية جميع “الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.
بدورها، أكدت مصر عبر وزارة خارجيتها أنها على “اتصال مباشر بكل أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع”، محذّرة من “خطر توسع إقليمي للنزاع”.
وقال متحدّث باسم البعثة الدبلوماسيّة المالطيّة الى الأمم المتحدة التي تتولّى رئاسة مجلس الأمن في نيسان/أبريل إن المجلس سيعقد اجتماعا الأحد الساعة 16,00 (20,00 بتوقيت غرينتش) بطلب من إسرائيل.
الملك الأردني أسقط الصواريخ الإيرانية على مواطنيه كرمال حماية إسرائيل pic.twitter.com/aGIUakriEq
— بلال نزار ريان (@BelalNezar) April 13, 2024
سقوط أجسام معدنية في محيط منطقة مرج الحمام في العاصمة الأردنية عمان بعد اعتراض صواريخ ومسيرات إيرانية كانت متجهة نحو فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/dYbbH1206P
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) April 13, 2024
#شاهد.. مشاهد غير مسبوقة للقصف الإيراني على إسرائيل من بلدة علار قضاء طولكرم. pic.twitter.com/CpsIj9rzbr
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) April 13, 2024
شهادة ميدانية
وقد دوت أصوات الانفجارات في العديد من المناطق الإسرائيلية من هضبة الجولان شمالا إلى إيلات في أقصى الجنوب، ليلة السبت الأحد، بعد الهجوم الإيراني بالمسيرات والصواريخ.
وأفاد مراسل “القدس العربي” بأنه شاهد العديد من الصواريخ والمسيرات الإيرانية في أجواء جنوب مدينة الخليل وهي تتجه إلى أهداف إسرائيلية في النقب جنوبي إسرائيل.
وقال المراسل إن أصوات انفجارات عنيفة هزت المنطقة لعدة دقائق، وسط محاولات إسرائيلية لإسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية عبر أنظمة الدفاع الجوي.
وقد دوت صافرات الإنذار من أقصى شمال هضبة الجولان السورية المحتلة، مرورا بالقدس، والأغوار في الضفة الغربية، وصولا إلى مدينة إيلات في أقصى الجنوب. وقد أظهر تطبيق الإنذار المبكر من الهجمات الصاروخية في إسرائيل، أن مئات المواقع قد دوت فيها صافرات الإنذار، ومنها مدينة ديمونا التي يتواجد فيها المفاعل النووي الإسرائيلي.
في السياق ذاته، ذكر مصدران أمنيان، أن مقاتلات أردنية أسقطت عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية فوق شمال ووسط الأردن، أثناء توجهها صوب إسرائيل.
مقاتلات أردنية أسقطت عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية فوق شمال ووسط الأردن، أثناء توجهها صوب إسرائيل.
وقال المصدران إن الطائرات المسيرة أُسقطت في الجو على الجانب الأردني من غور الأردن، وكانت متجهة نحو القدس. وتسنى اعتراض أخرى بالقرب من الحدود العراقية السورية.
وقد أظهرت فيديوهات على مواقع التواصل، أجزاء من الصواريخ التي جرى اعتراضها وسقطت على أحياء في العاصمة الأردنية عمان.
وقد ذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية ” أن طائرات حربية أمريكية وبريطانية أسقطت بعض الطائرات المسيرة الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل فوق منطقة الحدود بين العراق وسوريا”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن فرنسا كانت من بين الدول المشاركة في الدفاع ضد الهجوم الإيراني على إسرائيل خلال الليل.
طائرات حربية أمريكية وبريطانية أسقطت بعض الطائرات المسيرة الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل فوق منطقة الحدود بين العراق وسوريا
وأضاف “تمتلك فرنسا تكنولوجيا جيدة للغاية وطائرات ورادارات، وأعلم أنهم كانوا يساهمون بعمل دوريات في المجال الجوي”، مشيرا إلى أنه ليس لديه تفاصيل دقيقة عما إذا كانت الطائرات الفرنسية قد أسقطت أيا من الصواريخ التي أطلقتها إيران.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر قوله “إن معظم المسيرات الإيرانية تم اعتراضها خارج المجال الجوي الإسرائيلي”.
المقدسيون يستقبلون الصواريخ الايرانية بالتكبيرات والهتاف pic.twitter.com/8cxm6XGB7s
— رغد (@PalisRag) April 13, 2024
بدوره، أصدر الحرس الثوري الإيراني تحذيرا شديد اللهجة للولايات المتحدة بالبقاء خارج الصراع.
وجاء في بيان للحرس الثوري الإيراني بثه التلفزيون الرسمي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، أن “أي دعم أو تورط في الإضرار بمصالح إيران” سيؤدي إلى “رد حاسم من قبل القوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية”.
وبحسب البيان، نجح الحرس الثوري الإيراني في استهداف وتدمير “أهداف عسكرية مهمة للجيش الإرهابي الصهيوني في الأراضي المحتلة” باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ.
في خضم العدوان الإسرائيلي على غزة
ويأتي هجوم طهران في سياق وتيرة متصاعدة من التوتر والعداء بين طهران وتل أبيب، في خضم العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقد خلف العدوان أكثر من 100 ألف بين شهيد وجريح ومفقود، ودمارا واسعا وأزمة إنسانية حادة في القطاع أوصلت سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص إلى حافّة الجوع، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتستمر الحرب من دون أفق للتهدئة.
فقد أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) الذي يتولى المفاوضات مع حماس بهذا الشأن، الأحد أن الحركة رفضت مقترح الوسطاء لهدنة تشمل الإفراج عن الرهائن في القطاع وإطلاق معتقلين فلسطينيين.
وقال الموساد إن “رفض المقترح… يُظهِر أن (رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى) السنوار لا يريد اتفاقا انسانيا ولا عودة الرهائن، ويواصل استغلال التوتر مع إيران” ويسعى الى “تصعيد شامل في المنطقة”.
وكانت حماس قد أكدت ليل السبت أنها ردّت على المقترح، وأعادت تأكيد مطالبها القائمة على “وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش (الإسرائيلي) من كامل قطاع غزة وعودة النازحين الى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار”.
وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس.