بغداد ـ «القدس العربي»: أخذ تنظيم «الدولة» يوجه هجماته وتحركاته في الآونة الأخيرة نحو الطريق الصحراوي بين الأنبار وكربلاء، وهو الطريق الدولي الوحيد الذي يربط العراق الآن بسوريا والأردن.
وذكرت المصادر الأمنية إن هجومين شنهما التنظيم خلال أيام كان آخرهما الهجوم الذي وقع قبل يومين عندما انفجرت سيارة محملة بالمتفجرات في نقطة تفتيش عسكرية قرب بلدة النخيب، وهي المدينة الرئيسية الوحيدة على طريق الأنبار كربلاء بعد قطع الطرق الدولية الأخرى غرب العراق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف منذ حزيران/يونيو 2014.
وأشار ضابط في قيادة عمليات الأنبار أن عناصر داعش نفذوا هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة أعقبته اشتباكات مع الجنود الذين تمكنوا من إفشال الهجوم الذي أسفر عن مقتل سبعة جنود على الأقل إضافة إلى مقتل معظم المهاجمين.
وكانت السلطات الأمنية في كربلاء، أعلنت السبت، عن قيام تنظيم الدولة بقطع طرق الإمدادات العسكرية والإنسانية باتجاه الأنبار من جهة محافظة كربلاء، وفي حين بينت أن ذلك أدى إلى محاصرة 1500 عائلة نازحة في أماكن إيواء مؤقتة وتفاقم معاناتها، أكدت أن القوات الأمنية باشرت بقصف عناصر ذلك التنظيم وتعزيز حماية الحدود الغربية لكربلاء.
ومن جانبه، صرّح قائمقام قضاء عين التمر، (حوالى 100 كم غرب مدينة كربلاء)، رائد المشهداني، أن «عناصر تنظيم داعش الإرهابي قاموا بقطع الطريق العام في ناحية الرحالية، التابعة لمحافظة الأنبار، وحفر خندق طويل على الطريق الرابط بين الناحية والفلوجة، إضافة إلى بناء ساتر ترابي عليه»، مشيراً إلى أن ذلك «تسبب بقطع الطريق أمام مرور القوات العسكرية باتجاه الأنبار، فضلاً عن المساعدات الإنسانية إلى ناحية الرحالية».
وأضاف المشهداني، أن «العوائل الموجودة في ناحية الرحالية محاصرة الآن من قبل عناصر داعش فضلا عن قرابة 1500 عائلة كانت قد نزحت من الفلوجة ومناطق أخرى من الأنبار»، مبيناً أن «زعماء عشائر تلك المنطقة أكدوا أن أوضاع النازحين باتت مأساوية من جراء قطع داعش وصول أي مساعدة إنسانية إليهم».
وتشير المصادر أن «.قيادة عمليات الفرات الأوسط باشرت بتعزيز القطعات المنتشرة بين قضاء عين التمر والرحالية، كما أن «.طيران الجيش نفذ عدة طلعات جوية لضرب أماكن تواجد عناصر التنظيم بالمنطقة».
وسبق أن شن التنظيم هجوما بثلاث سيارات مفخخة على النقطة الحدودية بين العراق والأردن قبل يومين أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى في عناصر المعبر كما توقفت الحركة عبره لأيام.
ويعتقد مصدر في وزارة الداخلية أن تحرك التنظيم على طريق الوحيد الرابط بين العراق وسوريا والأردن، وازدياد الهجمات عليه مؤخرا، يأتي ضمن محاولات التنظيم لخفض الضغط على عناصره في معركة الرمادي التي تدور هناك منذ أيام، وتهديد التنظيم بإمكانية غلقه هذا الطريق الاستراتيجي، إضافة إلى التشديد على القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي التي تنتشر على هذا الطريق وخاصة من جهة كربلاء وتتخذ إجراءات أمنية مشددة على حركة عبور نقل البضائع والمسافرين والنازحين، إضافة إلى إقامة خندق ممتد على طول الحدود الإدارية بين كربلاء والأنبار.
ويستخدم تنظيم الدولة طريق الأنبار وكربلاء لخلق مخاوف باستمرار لدى السلطات الأمنية والحكومة المحلية في محافظة كربلاء باحتمال ارسال مقاتليه عبره لتنفيذ عمليات إرهابية على الأماكن المقدسة فيه وعلى الزائرين الشيعة الذين يتوافدون عدة مرات سنويا.
مصطفى العبيدي