نيويورك تايمز: الشرطة خرقت الدستور بمنعها الصحافيين من مراقبة هجومها على جامعة كولومبيا

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا لعضوة التحرير فيها، مارا غي، أشارت فيه إلى الجانب الآخر من هجوم شرطة مدينة نيويورك على جامعة كولومبيا، وما لم يره الصحافيون من عنف، حيث تحدثت عن القيود والمتاريس في محاولة قمع اعتصام مؤيدي فلسطين.

وقالت الكاتبة: “مهما كان موقف الإنسان من التظاهرات المؤيدة لفلسطين، والتي اجتاحت جامعات أمريكا، فإن قرار شرطة نيويورك يوم الثلاثاء منع الصحافيين من مراقبة مداهمة جامعة كولومبيا، كان خرقا واضحا للتعديل الأول من الدستور. فالمواطنون لهم الحق بمعرفة ما تقوم قوى حفظ النظام بعمله في حُرم الجامعات الأمريكية، ولكنهم ظلوا في الظلام في لحظة مهمة”.

وبدلا من الشهادات الحية من الصحافيين والطلاب، كان على الأمريكيين الاعتماد على شهادات عمدة نيويورك إريك أدامز، ومسؤولي الشرطة، وكذا الفيديوهات التي نشرتها الشرطة على منصات التواصل الاجتماعي. وأظهرت اللقطات رجال الشرطة بعتادهم الكامل وهم يدخلون قاعة هاميلتون، وهي بناية في جامعة كولومبيا سيطر الطلاب عليها بطريقة غير قانونية، وفق الكاتبة.

وكانت هناك تقارير أولية حول تصرفات عنف من ضباط الشرطة تجاه المحتجين، مع أن المداهمة لم تنتج وحشية واسعة، كما تقول مارا. ولكننا لا نعرف ذلك، لأن الشرطة لم تسمح للصحافيين بدخول الحرم الجامعي حيث احتجزتهم في بناية أبعد من موقع المداهمة.

وتحدثت إذاعة الطلاب في جامعة كولومبيا (دبليو كي سي أر) عن تهديد للصحافيين الطلاب إذا غادروا بناية كلية الصحافة لتغطية الحادث. وقال مسؤولو المدينة يوم الأربعاء إن 109 أشخاص اعتُقلوا في جامعة كولومبيا، و173 اعتُقلوا في سيتي كوليج، في منهاتن العليا.

وزعم عمدة نيويورك أن الشرطة استخدمت تكتيكات دقيقة وبأقل قدر من القوة. لكنه لم يقدم أي أدلة عن دور “محرضين من الخارج” و”محترفين” على التظاهرات.

وقال في تصريحات لبرنامج “صباح الخير جو” على شبكة “أم أس أن بي سي”: “هناك أشخاص مضرّون يريدون التأثير على أطفالنا، ولا يمكننا تجاهل هذا”. وأكد في مؤتمره الصحافي أكثر من مرة، أن الشرطة دخلت الجامعة بناء على طلب من الإدارة.

وفي مؤتمر صحافي صباح الأربعاء، ظهر مفوض الشرطة إدوارد كابان، وهو يحمل سلسلة لتقييد عجلة هوائية كدليل على وجود محرضين من الخارج تسللوا إلى صفوف المحتجين بجامعة كولومبيا.

وفي ضوء المزاعم المماثلة التي عادة ما قُدمت أثناء تظاهرات المطالبين بالحقوق المدنية، فما صدر من الشرطة يثير الشك، فلو سمح آدامز ودائرة الشرطة للصحافيين القيام بعملهم، لتم التأكد من هذه المزاعم.

وقالت الكاتبة إن آلافاً من الطلاب يشاركون في تظاهرات حاشدة بجامعات البلاد احتجاجا على الحرب في غزة. ومن أجل فهم دوافعهم، فلا يمكننا الاعتماد على الشرطة وروايتها بدون السماح  للصحافيين بالمراقبة ورصد الأحداث. وعندها يكون سرد الشرطة مقبولا حالة التأكد منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية