مدينة الشيخان (بكسر السين) والتي عرفت باسـم عين سفني في المصادر المسيحية القديمة، هي إحدى مدن سهل نينوى الذي يشكل جزءا مهما مما يعرف بالمناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، فالشيخان إداريا تمثل أحد أقضية محافظة نينوى لكنها تدار من حكومة إقليم كردستان باعتبارها تابعة لمحافظة دهوك الكردستانية. وتقع في الجزء الشمالي من محافظة نينوى وتبعد عن مدينة الموصل مركز المحافظة حوالي 50 كيلومترا. قضاء الشيخان يحده من الشمال مدينة العمادية بمحافظة دهوك، ومن الشرق قضاء عقرة، ومن الجنوب قضاء الحمدانية، ومن الغرب قضاء تلكيف. وتقع بلدة باعذرا في هذا القضاء والتي تُعتبر العاصمة السياسية للإيزيديين في العراق.
الشيخان من الأقضية العراقية القديمة، إذ يرجع تاريخ استحداثه كقضاء إلى الأيام الأولى لتأسيس الدولة العراقية الحديثة؛ ففي 16 كانون الأول/ديسمبر سنة 1924 صدر الأمر الملكي بتأسيس القضاء، الذي تبلغ مساحته حوالي 1259 كيلومترا مربعا، ويسكنه 300 ألف نسمة مختلطة من الكرد والعرب، المسلمين والإيزيديين والمسيحيين. ويذكر المؤرخ ابراهيم العلاف إن «سكان قضاء الشيخان هم من اليزيديين والآثوريين والمسلمين من العرب والأكراد، ويعيش الجميع بسلام ومحبة وتعايش منقطع النظير. ولعل من الأمور التي تدلل على هذا التعايش أن الإيزيديين هم من تبرع وأنشأ جامع الشيخان القديم للمسلمين سنة 1944 وهذه قصة يتداولها أهالي المدينة».
الشيخان يتكون إداريا من مركز القضاء وأربع نواحي تابعة له هي قصروك، وزيلكان، واتروش وباعذرا، حيث تتعايش فيها مختلف الأديان والقوميات، ويمثلون لوحة موزائيك جميلة، وتتميز مدينة الشيخان والنواحي التابعة لها بموقعها الاستراتيجي على ضفاف نهر دجلة. كما تتميز بطبيعتها الجبلية حيث تنتشر فيها الجبال والوديان، وتضم العديد من المواقع الأثرية والتاريخية. ويعتبر قضاء الشيخان متكاملا من الناحية الإدارية والتنظيمية؛ ففيه مبان للدوائر الحكومية مثل القائمقامية، ومراكز للشرطة، ومبان للمحاكم، والبلدية، ومديرية الزراعة والغابات، ومديرية الري، ومديرية شرطة المرور، ودوائر الصحة. كما يضم العديد من الأسواق القديمة التراثية، والحديثة، والمطاعم الشعبية والفاخرة، والمقاهي، والنوادي الرياضية ومنها مثلا نادي السلام الرياضي. فضلا عن المولات والمقاهي والصيدليات وعيادات الأطباء الخاصة. كما يوجد في القضاء مستشفيات ومراكز صحية ويمكن هنا الإشارة إلى مستشفى الشيخان العام الذي يقع في وسط ناحية عين سفني.
يعتمد اقتصاد الشيخان بشكل أساسي على الزراعة والثروة الحيوانية، مع وجود بعض الصناعات إذ توجد في المدينة بعض مصانع الألبسة والأحذية، بالإضافة إلى وجود ثروة نفطية غير منقب عنها حتى الآن. وتمثل السياحة أحد مصادر الدخل المهمة فيها، إذ تمثل المدينة وجهة سياحية مهمة وذلك بفضل طبيعتها الخلابة وتاريخها العريق وتنوعها الإثني والديني وما تحويه من مزارات دينية إيزيدية ومسيحية. ومن أهم المعالم السياحية في القضاء؛ قلعة الشيخان، ومعبد وادي لالش، وقبور شيوخ الإيزيدية وأهمها قبر الشيخ عدي بن مسافر، وكنيسة كلدانية كاثوليكية لمار يوسف، وكنيسة مار كوركيس (كنيسة المشرق القديمة) بالإضافة إلى القلاع الآشورية في المدينة القديمة. ويرتبط قضاء الشيخان بباقي مناطق العراق بشبكة طرق برية جيدة ومريحة.
الاسم والتاريخ
أذا أردنا الحديث عن مدينة الشيخان وتاريخها فلابد أن نذكر الآثار الآشورية في المدينة أولا، وتحديدا في قرية خنس، كما تجدر الإشارة إلى نهر الكومل الذي يعتبر القلب النابض للآثار في خنس، هو نهر موسمي جبلي واسع نوعا ما، يقع شمال شرق قضاء الشيخان على بعد 9 كم. وينبع النهر من الجبال والأراضي الواقعة شمالا، يبلغ طوله 60 كم تقريبا، ويجري باتجاه الجنوب فيخترق العديد من القرى حتى يلتقي بنهر الخازر، وعند موقع خنس تقوم مقصورة رائعة لصورة معروفة جدا عند المختصين بالآثار الآشورية، المنحوتة البارزة الرئيسية هي لوح هائل الحجم مربع الشكل منقور ومصقول في وجه كتلة صخرية تعلو المجرى مباشرة وتتضمن أربعة رسوم بشرية جبارة الحجم هي الآن مهشمة مشوهة بفعل الزمن ومؤثرات الطبيعة
ويقول عن آثار خنس اللاهوتي الاسكتلندي دبليو أي ويكرام، القادم لكردستان مبعوثا من رئيس أساقفة كانتربري لدراسة مشكلة الآثوريين النساطرة في المنطقة، حيث ألف كتابه «مهد البشرية.. الحياة في شرق كردستان» الصادر عام1921 ويقول فيه؛ «إن المنحوتة الآشورية في خنس على نهر الكومل مذهلة بعزلتها هنا في هذا الوادي القفر، وتوجد فوق هذه اللوحة حوالي عشر منحوتات على صف واحد في أعلى طبقة من الجرف وتحت المنحوتات يوجد في القاع لوحتان عظيمتان غمرهما الماء إلى النصف تحتوي الصورة في اللوح الأكبر على شكلين مكررين كل نصف من الصورة أشبه بالمراة العاكسة للنصف الآخر». أما المصادر الإسلامية فقد ذكرت المدينة بتهجئة اسمها الكلداني عين سفنة، ويذكر يوسف جرجيس جبو في بحثه المعنون «كورة نينوى وأعمالها في العصور الإسلامية» أن معنى الاسم بالسريانية هو عين الأخشاب والأوتاد، ويعتقد أن الاسم العربي مشتق من عين سفني في إشارة إلى الاعتقاد الإيزيدي بأن المدينة كانت موقع بناء سفينة نوح. أما الاسم الرسمي لها اليوم، الشيخان فقد اشتق من صيغة الجمع الكردية لكلمة شيخ التي تصبح شيخان، وبالتالي يُترجم الاسم إلى أرض رجال الدين.
عين سفني وردت
في المصادر الكلدانية
يذكر كوركيس عواد مدينة عين سفني في مقال نشره في مجلة «سومر» بعنوان «تحقيقات بلدانية تاريخية أثرية في شرق الموصل» جاء فيه؛ «عين سفني، قرية في شمال شرقي الموصل، على بعد 50 كيلومترا منها. وهي مركز قضاء الشيخان أحد أقضية لواء الموصل. يسكنها 1800 نسمة أكثرهم من اليزيدية واسمها آرامي فلفظة سفني تعني الأوتاد الخشب أو السفين ولعين سفني ذكر قديم في بعض المصادر الكلدانية. فقد كانت مركزا أسقفيا للنساطرة، عرف من أساقفتها بر سهدي، وقد حضر مجمع مار حزقيال الجاثليق الذي عقد في سنة 576 م، أما المصادر العربية فإن كتب البلدان والرحلات قد أغفلت ذكرها، ونوه بها بعض المؤرخين. من ذلك ما ذكره ابن الفوطي في ترجمة مجد الدين ابي حفص عمر بن أحمد العنسفي النحوي، المتوفى في الموصل سنة 613هـ (1216م) قال إنه ينسب إلى عين سفينة من بلاد الهكار. وذكر شمس الدين الذهبي عين سفني في ترجمة عمر بن أحمد المذكور وقال: يقال له العنسفي نسبة إلى عين سفنة قرية بنواحي الموصل».
أما عبد الرزاق الحسني فيذكر المدينة مطلع خمسينات القرن الماضي في كتابه «العراق قديما وحديثا» فيقول؛ «في شمالي شرقي الموصل عدة جبال متتالية يفصلها عن بعضها وديان أو أنهار صغيرة يسميها كتبة الكلدان جبال قردو، ويسميها العرب جبال الهكارية، وهي سلسلة جبال تمتد إلى وان. ومن فروع جبال قردو جبل يدعى بيت عذرا، أو باعذرا، يبدأ من سهل دهكان وهي قرية صغيرة شمالي الموصل، فيمتد من الغرب إلى الشرق، فيشرف على ألقوش قرية ناحوم النبي المبنية في لحفه، ثم يسير تاركاً في جنوبه قرية باعذرا على مسافة ثلاث ساعات تقريباً، ويتصل بجبل العقر، لا يفصله عنه سوى نهر الخازر» ثم يكمل الحسني بقوله؛ «وبيت عذرا هذه التي دعي بها الجبل المذكور قرية مشهورة في تاريخ الكلدان، وهي اليوم مركز الإمارة اليزيدية، واليزيديون يطلقون عليها وعلى ما يجاورها من القرى اسم الشيخان، ويسمون رئيسهم الزمني الأعلى مير شيخان أي أمير الشيخان، فأسمت الحكومة القضاء الذي يضم قرى اليزيدية في شمالي شرقي الموصل قضاء الشيخان، وجعلت قرية عين سفني – قرية مشايخ اليزيدية- مركزاً لهذا القضاء».
الشيخان في كتابات
الرحالة الغربيين
لفت وجود الديانة الإيزيدية ومزاراتها في مدينة الشيخان أنظار الرحالة والمستكشفين والضباط الغربيين الذين زاروا المنطقة، ويشير أرشد حمد محو في كتابه «الإيزيديون في كتب الرحالة البريطانيين من مطلع القرن 19 إلى نهاية الحرب العالمية الأولى» إلى بعض هذه الكتابات، فيذكر الميجر سون الذي تنقل لمدة سنتين مطلع القرن التاسع عشر في كردستان متخفيا بزي رجل إيراني عرف باسم ميرزا غلام حسين شيرازي، ونشر كتابه عن هذه الرحلة بعنوان «رحلة متنكر إلى بلاد ما بين النهرين وكردستان» الذي ذكر مدينة الشيخان عندما أشار إلى وجود عدد كبير من القرى الإيزيدية المكونة من بيوت وأكواخ مبنية من الحجارة والطين، وكانت هذه القرى – على حد قوله – مطمورة إلى النصف في الأرض. كما تحدث رحالة آخرون من الذين زاروا القرى الإيزيدية في الشيخان عن طراز بناء البيوت وشكلها والمواد الداخلة في البناء، فيصف هنري لايارد القرى التي مر بها منذ مغادرته الموصل وحتى وصوله إلى باعذرا بهدف زيارة الأمير الإيزيدي المقيم فيها، بأن بعضها كانت مبنية من الحجارة المنحوتة التي تلصق مع بعضها البعض بالطين والجص، والبعض الآخر قد شيد باللبن غير المفخور بالنار، وبعد تجواله في قرية باعذرا أشار لايارد إلى بساطة وجمال بيوتها، حيث يصف أحداها بارتياح قائلاً: «لقد أسعدني ما رأيته من نظافة البيوت وما فيها من أثاث بسيط» ويضيف أن «كل بيوت القرية كانت ذات بناء جيد وتوجد في بعضها حدائق تملؤها الورود، وكان يوجد قرب البعض الآخر جداول ماء جار تأتي من الينابيع التي تنبع من التل الذي يطل على القرية».
كما وصفت مس غيرترود بيل بيوت باعذرا التي رأتها بأنها موحدة الطراز، حيث بنيت في محيط التل وشيدت من الطين أو الصخور الملتحمة بالطين بسقوف مسطحة، أما عدد الغرف فغالباً اثنتين أو ثلاث مع ساحة صغيرة محاطة بجدار واطئ. كما أشار الرحالة الغربيون إلى بعض القلاع التي توجد في مناطق الإيزيديين ومنها قلعة الشيخان، إذ ذكروا أن هذه القلاع تعتبر من المظاهر العمرانية التي تحمل صبغة دفاعية، حيث كتبوا عن قلعتين في مناطق الإيزيدية الأولى هي قلعة قصر الإمارة في باعذرا والثانية قلعة لزعيم إيزيدي في قرية سميل، أما قلعة الإمارة فقد زارها عدد من الرحالة وتحدثوا عنها ووصفوا طرازها المعماري وعدد حجراتها والمواد الداخلة في بنائها، إذ يشير هنري لايارد الذي قضى ليلة فيها عندما حل ضيفاً على الأمير حسين بك عام 1846م إلى أن القلعة كانت تقع على تل مرتفع وسط قرية باعذرا وتبعد عن عين سفني حوالي خمسة أميال، وكان يجري بقربها جدول ماء عذب، وأن علي بك الأول والد حسين بك هو الذي بناها. أما مس غيرترود بيل فقد ذكرت بأن القلعة كانت تشبه حصنا عسكريا ويحيط بها سور محصن من جميع الجهات، ويؤيد ذلك دبليو أي ويكرام إذ يذكر بأن القلعة كانت حصنا مسورا من كل جهاتها، وكان مجرى ماء يهدر من عين فوقها تماماً ويدور بقاعدة التل الذي تقوم فوقه القلعة وعلى ضفتي المجرى تجثم قرية باعذرا الإيزيدية. ويعقب ويكرام في وصف القلعة قائلاً: «إنها مبنية بالحجر والجص، وديوان خانتها (غرفة الضيوف) قاعة واسعة معقودة وجدرانها المطلية بالنورة البيضاء مخدوشة في كل موضع منها برسوم قاتمة ساذجة».
الإيزيدية ومعبد لالش
والشيخ عدي بن مسافر
لابد من التعريف، ولو بعجالة، بالديانة الإيزيدية التي يدين أغلب سكان مدينة الشيخان بها. وهنا نذكر ما كتبه القاضي زهير كاظم عبود في كتابه «الإيزيدية؛ حقائق وخفايا وأساطير» الذي حاول فيه تفنيد مختلف الأخطاء والاتهامات والتدليسات التي مورست على امتداد قرون بحق هذه الديانة، إذ يقول؛ «الحقيقة الثابتة التي تؤيدها كل شواهد التاريخ القديم في منطقة ميزوبوتاميا والشرق كون الإيزيدية من الديانات القديمة الموغلة بالقدم، وحقاً أن الإيزيدية الحالية هي بقايا ذلك الدين القديم والموغل بالقدم مثلما تشير أحداث ووقائع التاريخ».
وقد وصف الكثير من الباحثين والمؤرخين والرحالة، وادي لالش المقدس بالنسبة للإيزيدين بالجمال والروعة، إذ يصف جون س. كست في كتابه «الحياة بين الكرد.. تاريخ الإيزيديين» الصادر عام 2011 ص 51 وادي لالش فيقول؛ «هو واد ناء يقع على بعد 36 ميلا شمال شرق الموصل، ويمتد لميلين فقط ويقع في انحناءة جبل يمكن دخوله من نهايته الشرقية عبر واد صغير ضيق، والمسافرون من سهول نينوى الجرداء يشقون طريقهم نحو الأعلى صوب مقدمات التلال ليدخلوا غابات البلوط الجبلي، والتوت، والصفصاف، والحبة الخضراء، والزعرور البري والدفلى».
أما القاضي زهير كاظم عبود فيقول في كتابه «الإيزيدية وصحف إبراهيم الأولى» الصادر 2010 في ص201؛ «تمسك الإيزيدية بديانتهم القديمة في منطقتهم حيث مركز ديانتهم ومعبدهم المقدس في لالش. ويقولون إن عمر معبد لالش يزيد على ستة آلاف عام، ويضم المعبد الكثير من أسرار ديانتهم، إذ يمارسون الطقوس التي يقومون بها حيث توجد الآثار التي يحتفظون بها، والتي يعتقدون أنها تعود لبداية الحياة على الأرض. ويحتوي المعبد الذي يحج إليه الإيزيديون على قبور وأماكن مقدسة، كما ينبع منه عين ماء العين البيضاء كاني سبي، التي يؤمنون أن ماءها يعود للطوفان الذي حمل سفينة النبي نوح، وهناك نبع آخر يسمونه زمزم، وصخرة يقولون إنها جزء من القالب الذي صنع فيه آدم أبو البشر». ويضيف عبود قائلا؛ «لقد اعتبر كثير من الباحثين أن قدسية لالش تأتي من وجود ضريح الشيخ عدي بن مسافر فيه، لكن الثابت أن للمكان علاقة رمزية ودينية بالإيزيديين، فالمكان مقدس قبل حلول الشيخ فيه وإن أضاف وجوده إلى المكان قدسية أكبر، فالمكان له علاقة بقصة الطوفان الإيزيدية ذات العلاقة بقصة الطوفان السومرية أو الرافدية التي نقلت إلى جميع الأديان».
كما وصف صديق الدملوجي وادي لالش المقدس في كتابه «اليزيدية» الصادر عام 1949 إذ قال؛ «في وادي لالش المقدس، وسط الجبال الشاهقة المكسوة بشجر البلوط والحور سالكين طريقا معوجا يرتفع بنا تارة وينبسط أخرى. سلكه مئات ألوف من الناس خلال الأعصر الغابرة قاصدين زيارته، وفي صعودنا الجبل نقف حائرين أمام تلك العظمة التي تجلت على هذا الوادي وجمال الطبيعة الذي شمله حتى يخال لنا ونحن مجردون عن الخيال والحس أننا في عالم علوي غير هذا العالم. وهناك يلتوي بنا الطريق ونعبر قنطرة (برصراطي) أي جسر الصراط حيث هناك يخلع الزائرون أحذيتهم دلالة على دخولهم منطقة الحرم الشريف، ونسير بين أشجار حجبت الشمس بأغصانها الكثيفة وعطرت النسيم العليل بأريجها الزكي وقد شمل الكون سكون مهيب لا يعكره سوى تغريد الطيور وهدير العنادل وخرير المياه التي تصب في الوادي».
أما الروائية أجاثا كريستي فتذكر في مذكراتها التي صدرت بعنوان «تعال قل لي كيف تعيش» المعبد المقدس بعبارة: «أعتقد أنه لا يوجد مكان في العالم بجماله وسكينته» وتضيف؛ «مقام الشيخ عدي هو من الأمكنة التي لن أنساها ما حييت، كما لن أنسى أبدا السلام الكلي والرضا المطلق اللذين استوليا على روحي هناك».
الشيخ عدي بن مسافر الأموي والذي يلفظ بالكردية: شيخ ئادي (467 هـ 1075 م – 557 هـ 1162م) هو متصوف ولد في قرية بيت فار بالقرب من مدينة بعلبك في لبنان، وانتقل إلى العراق وقضى معظم شبابه في بغداد، ثم اتخذ منسكًا له في شمال العراق في قرية عين سفني قرب الموصل في وادي لالش حيث كان هناك وجود للعديد من الديانات مثل الزرادشتية والإيزيدية، ولهذا فإن مبادئه الصوفية تأثرت بتعاليم الديانة الإيزيدية حتى عده أتباعها مجدد الديانة. وأصبح قبره الذي تعلوه القباب المخروطية الثلاث أهم معابد الديانة الإيزيدية التي يحجون لها في وادي لالش.