بعد قتل الطبيب البرش وزملائه.. لـ”لاهاي”: لا تنسي “مصلحة السجون” وقادة “الشاباك”

حجم الخط
0

كان الدكتور عدنان البرش رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في غزة. اضطر في الحرب إلى الانتقال من مستشفى إلى آخر بعد أن تم تدميرها على يد الجيش الإسرائيلي. منذ بداية الحرب، لم يعد إلى بيته في جباليا. منذ كانون الأول 2023 اختفت آثاره. مؤخراً، تبين أنه مات في سجن إسرائيلي، كما يبدو بسبب التعذيب والضرب أثناء التحقيق معه.

 آخر من رأوه على قيد الحياة، أطباء ومعتقلون آخرون أطلق سراحهم، أبلغوا جاكي خوري وبار بيلغ بأنهم تعرفوا عليه بصعوبة. “كان من الواضح أنه مر بجهنم. تعذيب وإهانة وعدم نوم. لم يكن الشخص الذي عرفناه، بل ظله” (“هآرتس”، 12/5). ظهر في الصورة التي نشرت بعد وفاته كشخص أنيق. في صورة أثناء الحرب، تمت رؤية ملابسه ملطخة بالدماء. كانت له زوجة اسمها ياسمين وستة أولاد. تعلم الطب في رومانيا وتخصص في بريطانيا. كتب له تامر نفار رثاء جميلاً (“هآرتس”، 5/6). طبيب ورئيس قسم تم تعذيبه وضربه حتى الموت في السجن الإسرائيلي، ولم يُقرع أي ناقوس في إسرائيل. تقريباً كل الأطباء، بما في ذلك قيادة المؤسسة الطبية ومن يشاركون في عملية التعذيب المخيفة في “سديه تيمان” وفي مصلحة السجون لم ينبسوا ببنت شفة. لقد قتلوا رئيس قسم بالضرب. ماذا في ذلك؟ في نهاية المطاف، هناك 500 طبيب وأفراد في الطواقم الطبية قتلوا في الحرب، ولم يثر مصيرهم أي اهتمام. فلماذا سيثير موت البرش الاهتمام؟ لأنه رئيس قسم؟

 موت هذا الطبيب رافقه شيء آخر يثير الاشمئزاز، وهو رد السلطات. صمت “الشاباك” كالعادة. كل شخص في هذا الجهاز هو الآن محلل كبير في التلفاز، معلم للقوانين يؤخذ برأيه. ولكن “الشاباك” لم يتطرق قط لمن حقق معهم وعذبهم. الجيش الإسرائيلي تملص من المسؤولية. “تم استيعاب” الطبيب في منشأة اعتقال تابعة للجيش، ثم نقل على الفور إلى منشأة تحقيق لـ “الشاباك” في “كيشون”، ومن هناك إلى سجن “عوفر” تحت مسؤولية مصلحة السجون. رد مصلحة السجون سجل رقماً قياسياً. “المصلحة لا تتطرق إلى ظروف موت المعتقلين الذين هم ليسوا مواطنين إسرائيليين”. شخص توفي في السجن، ولم تفكر مصلحة السجون بأن عليها إبلاغ الجمهور عن ظروف موته، لأنه لم يكن مواطناً في الدولة. بكلمات أخرى، دماء هؤلاء الأشخاص الذين ليسوا من مواطني الدولة مهدورة في السجون الإسرائيلية. لنتذكر ذلك عندما يتم اعتقال إسرائيلي في قبرص بسبب الاغتصاب، أو في البيرو بسبب المخدرات، ونصرخ باحتجاج على ظروف اعتقالهم. لنذكر ذلك أكثر عندما نقلب العالم وبحق حول مصير مخطوفينا.

كيف يمكن عدم التماهي مع ألم الإسرائيليين حول مصير المخطوفين، في الوقت الذي يتبين فيه بأن نفس هؤلاء الإسرائيليين قلوبهم مغلقة وغير مبالين تجاه المخطوفين من الطرف الثاني. لماذا لا يوجد أي منشور في ميدان المخطوفين يطالب بالتحقيق في موت الطبيب الغزاوي؟ هل كان دمه أقل حمرة من دماء المخطوفين الذين ماتوا؟ لماذا يجب على العالم أن يهتم بمخطوفينا فقط، وليس بمخطوفيهم، الذين يجب أن تقلق ظروف اعتقالهم وحتى عدد موتاهم في السجن، كل شخص؟

 الدكتور البرش كان مختطفاً لدى الجيش الإسرائيلي مثل مخطوفينا، مخطوفي النخبة. الاشتباه الذي كان أو لم يكن ضده، لم يبرر موته بسبب التعذيب والضرب. ومشكوك فيه أن يبرر اختطافه. ربما شاهد أشياء في مستشفى الشفاء، ولم يوافق على التحدث عنها لمن حققوا معه. لو كان إسرائيلياً لقلنا بأنه بطل لم يكسره التحقيق. لا يمكن التصديق بأن شخصاً كرس حياته للطب وانتقل من مستشفى إلى آخر في الحرب لمعالجة المصابين، قد شارك في القتال بأي طريقة.

 تذكروا رد مصلحة السجون: “لا نتعامل مع المقاتلين غير القانونيين”. القائمة التي تعدّها الآن محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، يجب أن تضيف أسماء عدد من قادة “الشاباك” ومصلحة السجون. فهم مشاركون في الجريمة.

بقلم: جدعون ليفي

 هآرتس 16/5/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية