تونس- “القدس العربي”:
نظم المئات من أنصار الرئيس التونسي، قيس سعيد، الأحد، مسيرة في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة للتعبير عن دعمهم له، وهو ما اعتبرته المعارضة “حملة انتخابية مبكرة” لسعيد.
وحمل المشاركون في المسيرة أعلاما تونسية وفلسطينية، مرددين شعارات من قبيل “الشعب يريد قيس سعيد” و”الشعب يريد سيادة وطنية” و”نعم للمحاسبة.. لا للتدخل الأجنبي”. وأشارت بعض المصادر إلى أن الأطراف المؤيدة لسعيد قامت بجلب عدد كبير من المشاركين في المسيرة بحافلات من ولايات بعيدة على غرار القيروان وسيدي بوزيد (وسط) وباجة (شمال غرب) وغيرها.
واعتبرت المعارضة أن هذه المسيرة تعتبر “حملة انتخابية مبكرة” للرئيس قيس سعيد، الذي لم يعلن حتى الآن ترشحه -رسميا- للانتخابات الرئاسية المنتظر إجراؤها في الخريف المقبل.
ونشر عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد، صورة لدعوة تظاهر تداولتها عشرات الصفحات المؤيدة لسعيد على موقع فيسبوك للتعبير عن دعم الرئيس. وعلق بقوله: “دعوة قذافية هزلية للإساءة لرئيس الجمهورية في “مظاهرة انتخابية” لقياس واختبار الشعبية على مدارج المسرح البلدي بالعاصمة، الذي كان استهزأ هو ذاته (الرئيس سعيد) من “الواقفين على عتباته”، ويأتي “الاختبار القذافي” قبل 147 يوما من نهاية العهدة الرئاسية”.
وأضاف: “الغريب هو لافتة دعاية مجهولة المصدر قذافية السجل والقاموس والألوان والأهازيج التسطيحية الفولكلورية القذافية. وقد تكون الدعوة من صنيع بقايا “اللجان الشعبية” القذافية التي كان أنشأها العقيد المخلوع كطابور خامس ومرتزقة تونسيين مرتمين في أحضان الخارج القذافي. وقد تكون قمة الاستهزاء من شعب مل الهذيان ولاذ بالنكتة والسخرية كأسلوب مقاومة مدنية. وفي الحالتين هي كارثة سياسية واتصالية لرئيس الجمهورية في خريف العمر ونهاية “الخماسية” في آخر بقايا أيام عهدته الرئاسية”.
وكان عدد من نواب البرلمان دعوا عبر صفحاتهم الاجتماعية إلى المشاركة بكثافة في المسيرة المؤيدة لسعيد.
ودونت سيرين مرابط: “نداء إلى الشعب التونسي العظيم وإلى كل أحرار هذا الوطن: ننظم على بركة الله يوم الأحد الساعة 10 صباحا أمام المسرح البلدي بالعاصمة، وقفة مساندة لسيادة الرئيس قيس سعيد ولرفع راية تونس عاليا، تعانق عنان السماء، وهي رسالة إلى كل العالم ان السيادة الوطنية خط أحمر، وأننا كشعب تونس لن نساوم ولن نسامح ولن نهادن”.
وأعاد نواب آخرون نشر الدعوة المذكورة، فيما تحدثت بعض المصادر عن قيام بعض النواب بحشد المؤيدين وتأمين حافلات لنقلهم إلى العاصمة.
ودون الوزير السابق رفيق عبد السلام: “مقولة أن قيس سعيد له شعبية تبخرت في الهواء، فكل ما لديه هو بوليس بزيّ مدني يتم تحشيده وقلة من الأنصار يتم جلبهم بأجهزة الدولة، وحتى جماعة حزبي الوطد وحركة الشعب يرغبون بـ”الابتزاز” مقابل حصولهم على نصيب من الحكم.
وعلق على المسيرة بقوله: “ولاة ومعتمدون وداخلية وبوليسية وكيران (حافلات) وفلوس، ورغم ذلك جاؤوا بهذا النزر القليل، هذا يعني أن النظام الزقفوني (نظام سعيد) عارٍ، وبلا شرعية ولا مشروعية”.
وخلال السنوات السابقة، كان شارع الحبيب بورقيبة مسرحا لمسيرات مؤيدة ومعارضة للرئيس قيس سعيد.
وكان الرئيس قيس سعيّد أكد العام الماضي أنه لا يفكر بالترشّح مجددا للرئاسة، لكنه قال إنه لن يسلم بلاده لأشخاص “غير وطنيين”، وهو ما دعا المعارضة للتحذير من عدم إجراء انتخابات رئاسية في البلاد.