الغارديان: مخرجان بريطانيان يستقيلان من رعاية دار سينما معروفة بسبب عرضها لفيلم عن هجوم 7 أكتوبر

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعدته ناديا خوماني، مراسلة الفن والثقافة، قالت فيه إن المخرجين السينمائيين المعروفين كين لوتش ومايك لي، استقالا من مصبيهما كراعيين لسينما “فونيكس” في لندن؛ احتجاجا على استقبالها مهرجان فيلم تدعمه إسرائيل.

وتعد السينما واحدة من أقدم دور العرض السينمائي في بريطانيا، حيث نظمت ليلة الخميس عرضا خاصا لفيلم “سوبر نوفا: مذبحة مهرجان الموسيقى”، كجزء من “مهرجان سيريت للفيلم”.

ويقدم الفيلم الوثائقي استعادة لهجوم حماس على مهرجان نوفا الموسيقى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بناء على شهادات ناجين.

إلا أن جماعات التضامن مع فلسطين وكذا العاملين ومسؤوليهم، دعوا مدراء السينما ومجلس الأمناء لإلغاء العرض بسبب علاقة المهرجان بوزارة الثقافة الإسرائيلية وسفارة إسرائيل في بريطانيا. وتم طلاء السينما في شمال لندن بالغرافيتي والشعارات التي قالت: “لا للتبييض الفني”.

وأكد كل من لوتش ومايك لي بشكل مستقل للغارديان، بأنهما استقالا كراعيين لدار العرض. وكان المخرجان من بين 40 فنانا ومخرجا سينمائيا دعوا لمقاطعة مهرجان “سيريت” في رسالة للغارديان عام 2015.

وجاء في الرسالة: “تتحول دور السينما عبر الاستفادة من أموال دولة إسرائيل إلى متواطئة صامتة مع العنف الذي يرتكب ضد الشعب الفلسطيني. وتشارك الحكومة الإسرائيلية بدعم المهرجان عبر سفارتها في لندن، بشكل يخلق رابطة مباشرة بين دور العرض وعرض أفلام المهرجان وسياسات إسرائيل”.

وفي رسالة للغارديان من مجلس أمناء فونيكس قالوا فيها: “تمت الموافقة على تأجير خاص لمهرجان سيريت من مجلس أمناء فونيكس في لقاء عقد قبل فترة. وبعد الاستماع للمواقفة المخالفة لهذا القرار من البعض بمن فيهما راعيان للسينما، ناقش المجلس عملية التأجير، واعتبر أن الآراء تم الاستماع إليها”، و”جاء قرار المجلس أنه يجب على فونيكس ألا تهدف لممارسة الرقابة أو الاعتراض على محتويات العرض، طالما ظلت قانونية، إلا إذا نصحتنا الشرطة بعدم المضي في العرض لأنه غير آمن”.

وقال الأمناء إنهم اتخذوا القرار بوعي أن دار السينما هي جمعية خيرية ملتزمة بالتعليم عبر الفن، وأضافوا: “نسعى في برامجنا للتنوع في العمل والأصوات، ونرحب بعرض عدد متنوع من العروض الخاصة التي تسمح للأفراد والمجتمعات باختيار ما تريده من محتوى”.

وقالوا إنهم يعرفون بمواقف الرأي العام العاطفية والقوية من الأحداث في إسرائيل وفلسطين، و”نحترم من لا يتفق مع قرارنا. ورغم ذلك، نأمل أن يبقى معظم الناس مكرسين لرؤيتنا عن سينما حية ومستدامة ومستقلة في إيست فينتشلي ولمجتمعنا المحلي في لندن”.

وقال لوتش للغارديان: “تظهر استقالتي كراع لسينما فونيكس، رأيي في قرارهم، وهو ببساطة غير مقبول”.

ودعا المحتجون ضد الحرب إلى مقاطعة المهرجان، مما أدى لإلغاء عروض في لندن، حيث ألغت سينما كيروزن كل العروض بداعي السلامة.

وقالت المؤسسة المشاركة لمهرجان سيريت، أوديليا حاروش، إنها تعتقد بضرورة فصل السياسة عن الثقافة “يجب على صنّاع الأفلام ألا يعانوا بسبب الوضع السياسي”. وأضافت أن “معظم صنّاع الأفلام هم من اليساريين، ولهذا ترى عدة أفلام تنتقد في الحقيقة إسرائيل. وهو ليس عن الإعجاب بإسرائيل، بل إظهار التنوع الثقافي والاجتماعي داخل المجتمع الإسرائيلي من خلال الفيلم”، وفق قولها.

إلا أن “شبكة بريطانيا للفنانين من أجل فلسطين” ترى في سيريت أنه “جزء من استراتيجية تبييض فني واسعة” تشرف عليها دولة إسرائيل لـ”التبييض والتستر على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية