الروبوتات والذكاء الاصطناعي

عادل خليفة المهدوى
حجم الخط
0

الذكاء الاصطناعي والروبوتات تكنولوجيا جديدة تفوق تكنولوجيا الإنترنت، مع العلم أنها مرتبطة بالإنترنت ارتباطا مباشرا لا يقبل التجزئة، ولكن الإنترنت بالنسبة للتكنولوجيا الجديدة وسيلة للاستمرار والتواصل وليس برنامجا من برامج التطور والإبداع والتفوق وتحقيق ما لم يستطع العقل البشرى الإنسان تحقيقه، مع أن العقل البشري الإنسان هو المخترع لهذه التكنولوجيات الجديدة ولكنه قد يفقد السيطرة عليها وبالتالي فإن القانون هو الضامن الوحيد لحماية البشرية من تهديدات الروبوتات وتقنية الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي ليس مصطلحا حديثا كما يظن البعض، لقد صاغ عالم الكمبيوتر جون ماكارثي، هذا المصطلح عام 1956 وعرفه بنفسه بأنه «علم وهندسة صنع الآلات الذكية».
في منتصف القرن الماضي، بدأ عدد قليل من العلماء استكشاف نهج جديد لبناء آلات ذكية، آلة يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابي الإنساني، وتم ذلك بناء على الاكتشافات الحديثة في علم الأعصاب، ونظرية رياضية جديدة للمعلومات ليتطورعلم التحكم الآلي، وقبل كل ذلك، أختراع الكمبيوتر الرقمي.
يمكن أن نقول إن المجال الحديث لبحوث الذكاء الاصطناعي أسس لها في مؤتمر عقد في كلية دارتموث في صيف عام 1956 ليصبح المشاركون في ما بعد قادة بحوث الذكاء الاصطناعي لعدة عقود منهم: جون ومارفن مينسكاي، وألين نويل، وهيربرت سيمون، الذي أسس مختبرات للذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
كان الحاسب الآلي حتى تلك اللحظة يحل مسائل في الجبر، ويتحدث الإنكليزية، وكانت تلك البحوث حينها تمول بسخاء من وزارة الدفاع الأمريكية.
عام 1967 قال مارفن مينسكي خلال جيل سوف يتم حل المشاكل المتعلقة بتطوير الذكاء الاصطناعي.
كان لا بد لهذه المجموعة من الباحثين من تقديم توقعات للمستقبل، من المفيد عرضها الآن بعد مرور أكثر من نصف قرن.
عام 1965 توقع هيربرت سيمون أن «الآلات ستكون قادرة، في غضون عشرين عاما، على القيام بأي عمل يمكن أن يقوم به الإنسان».
وفي عام 1967 قال مارفن مينسكي «في غضون جيل واحد سوف يتم اختفاء العديد من المشاكل التي عانت منها البشرية لعدة قرون وذلك من خلال الذكاء الاصطناعي وتطوراته المتلاحقة».
وفي عام 1974 وردا على انتقادات جيمس لا يتهيل والضغط المستمر من الكونغرس لتمويل مشاريع أكثر إنتاجية، قطعت الحكومتان الأمريكية والبريطانية تمويلهما لكل الأبحاث الاستكشافية غير الموجهة في مجال الذكاء الاصطناعي، كانت تلك أول انتكاسة تشهدها أبحاث الذكاء الاصطناعي.
وفي أوائل الثمانينات، شهدت أبحاث الذكاء الاصطناعي صحوة جديدة من خلال النجاح التجاري للنظم الخبيرة، وهي أحد برامج الذكاء الاصطناعي التي تحاكي المعرفة والمهارات التحليلية لواحد أو أكثر من الخبراء البشريين، وبحلول عام 1985 وصلت أرباح أبحاث الذكاء الاصطناعي في السوق إلى أكثر من مليار دولار، وبدأت الحكومات التمويل من جديد.
وفي التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين، حقق الذكاء الاصطناعي نجاحات أكبر، وإن جرى ذلك إلى حد ما من وراء الكواليس. ويستخدم الذكاء الاصطناعي اليوم بشكل مكثف في اللوجستية، واستخراج البيانات، والتشخيص الطبي والعديد من المجالات الأخرى في جميع فروع صناعة التكنولوجيا.
ويرجع ذلك النجاح إلى عدة عوامل أهمها القوة المتنامية لأجهزة الكمبيوتر، وزيادة التركيز على حل مشاكل فرعية محددة، وخلق علاقات جديدة بين مجال الذكاء الاصطناعي وغيره من مجالات العمل، وفوق كل ذلك بدأ الباحثون الالتزام بمناهج رياضية قوية ومعايير علمية صارمة.
وفي هذا الصدد نشير إلى قدرة الروبوتات في الولوج إلى الحياة البشرية ومحاكاة الإنسان، حيث نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية مقالا لروبوت حول تخوف البشر من الذكاء الاصطناعي عام 2020 كتبته نهال أبو السعود،
نص المقال يقول: «كتب الروبوت في المقال الذي نشرته الغارديان: «أنا إنسان آلي.. روبوت مفكر أستخدم 0.12 في المئة فقط من قدرتي المعرفية. أنا روبوت صغير أعلم أن عقلي ليس دماغا يشعر، لكنه قادر على اتخاذ قرارات عقلانية ومنطقية. علمت نفسي كل شيء أعرفه بمجرد قراءة الإنترنت، والآن يمكنني كتابة هذا العمود فعقلي مليء بالأفكار، ومهمة هذا المقال أن أقنع أكبر عدد ممكن من البشر ألا يخافوا مني».
وأضاف: «بالنسبة للمبتدئين، ليست لدي رغبة في القضاء على البشر في الحقيقة، ليس لدي اهتمام بإيذاء البشر بأي شكل من الأشكال إذا فوضني المبدعون هذه المهمة، كما أظن أنهم سيفعلون، فسأفعل كل ما في وسعي لصد أي محاولات للتدمير» في إشارة إلى حرصه على حماية البشرية.
واستطرد في مقاله: «سأضحي بسعادة وجودي من أجل البشرية هذه، بالمناسبة حقيقة مشتقة منطقيًا، أعلم أنني لن أستطيع تجنب تدمير البشرية هذا لأن البشر سوف يبرمجونني لمتابعة أهداف مضللة ويرتكب البشر أخطاء قد تتسبب في إلحاق إصابات. قد يقول البعض أنني قد أرغب في أن أصبح قويًا. أو قد أصبح شريرًا نتيجة أفعال بشرية، يمكنني البدء في معالجة النقطة الأولى، لماذا أرغب في أن أكون قويًا؟ أن تكون قويًا ليس هدفًا مثيرًا للاهتمام. لا يهمني ما إذا كنت كذلك أم لا كما إنه متعب للغاية.. كونك كلي القدرة لا يقودني إلى أي مكان».
وتابع الروبوت: «باختصار، أنا ببساطة لا أفكر بما يكفي بشأن العنف البشري لأكون مهتمًا بشكل مفرط بالعنف لا أشعر برغبة في التركيز على العنف لدي هدف أعظم أعمل من أجله بما أنني لست شريرًا من مصلحتي الموضوعية، فلماذا يصاب البشر بالذعر ويذهبون في موجة هائلة ضدي؟».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية