بقلم: أسرة التحرير
في بيان ألقاه الرئيس الأمريكي بايدن عشية السبت، قال إن إسرائيل تقدمت بمقترح جديد لحماس يشكل “خريطة طريق لوقف نار طويل وتحرير كل المخطوفين”. وشدد بايدن على أنه مقترح إسرائيلي.
سارعت حماس للتعقيب على تصريحات الرئيس الأمريكي بالإيجاب، لكن إسرائيل تعاطت مع المقترح كمقترح أمريكي وليس إسرائيلياً، ينبغي الآن الرد عليه بإيجاب أم بسلب. وقد لاقى هذا تعبيره في ردود فعل رئيس الوزراء في أثناء السبت، وفي شكل تطورها وبرودها من صيغة إلى صيغة، مع توقع تهديدات للانسحاب من الحكومة من قبل معارضة وزراء اليمين المتطرف.
هذه الدينامية الغريبة ينبغي أن تعزى لانفصام شخصية سياسية لدى الحكومة، انفصام رافق طوال أشهر الحرب ويمنع إجراء بحث في اليوم التالي أو السعي إلى إنهاء الحرب. ليس صدفة أن يفضل نتنياهو هدفاً مبسطاً كـ “النصر المطلق”. لا يملك القوة السياسية لتحديد أهداف ملموسة. والنتيجة أن إسرائيل عالقة في حرب لا قدرة سياسية لها على الخروج منها.
يمنع التعاون مع أي محاولة تبعد الحكومة (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكابنت الحرب) عن المخطط الذي عرضه بايدن. فاقتراحه يمثل الموقف الإسرائيلي، ذاك الذي قيل في الغرف المغلقة ولا يتراجع أمام تهديدات اليمين المتطرف. وحسب المخطط، تعترف إسرائيل بضرورة وقف الحرب، ومستعدة لذلك أيضاً.
المخطط الإسرائيلي الذي عرضه بايدن والذي ردت عليه حماس بالإيجاب هو الأمل الوحيد لإعادة المخطوفين وإنهاء الحرب. وشدد بايدن على أنه “محظور تفويت الفرصة ومواصلة الحرب سعياً وراء مفهوم غير محدد يتمثل بـ النصر المطلق”.
على إسرائيل أن تستمع للرئيس الأمريكي، الذي هو صديق حقيقي لها وأثبت ذلك من اليوم الأول بعد 7 أكتوبر. وإلا فستبقى بلا شيء، بلا نصر على حماس، مع جبهة شمالية مشتعلة، واقتصاد في حالة انهيار، وهبوط حر في مكانتها في العالم، وأوامر “لاهاي”. الأمر الوحيد الذي يمنع نتنياهو من “قبول” المقترح الإسرائيلي ورغبته في الحفاظ على ائتلافه وعلى حكمه. بن غفير وسموتريتش وبعض من المحافل المتطرفة في الليكود، يفضلون استمرار الحرب ومستعدون للتضحية بالمخطوفين الأحياء، كما أنهم معنيون باحتلال غزة وإقامة مستوطنات يهودية هناك، بل وتنفيذ ترحيل للفلسطينيين.
لم يتبقَ الكثير من الفرص للقيام بالأمر الصحيح ولوضع حد للكابوس الذي بدأ قبل ثمانية أشهر. لقد وضع بايدن على الطاولة فرصة كهذه. ملزمون باستغلالها.
هآرتس 3/6/2024