نائب نصر الله: لم نتوقع غباء نتنياهو بهذه الدرجة.. وإسرائيل: انكشفت هشاشتنا

حجم الخط
0

الحرائق المعربدة في الشمال، ومعاناة السكان المخلين دفعت موضوع الجبهة الشمالية إلى رأس العناوين. توسيع “حزب الله” شدة ومدى النار- في رد على توسيع مدى عمليات الجيش الإسرائيلي- يثير في أوساط الكثيرين، بما في ذلك الجيش، الحاجة لعمل عسكري في لبنان. لكن الحقيقة أكثر تعقيداً.

عملياً، بالضبط مثلما ترتبط مسألة المخطوفين بمسألة هزيمة “حماس”، هكذا أيضاً في الشمال؛ فهي ليست ساحة منفصلة عن المعركة في غزة. بمعنى أن من يسعى للسير ضد “حماس” حتى النهاية على هذا النحو، فعليه أن يفهم بأن مصير المخطوفين يحسم هكذا، وهكذا أيضاً من يريد السير مع “حماس” حتى النهاية، فعليه أن يفهم بأن هذا سيأتي على حساب استمرار هجر الشمال.

مثلما في بداية الحرب، أعلن نائب نصر الله، نعيم قاسم، بأن “حزب الله” سيثقل على إسرائيل، وسيقف خلف “حماس” مثلما- على حد قوله- تقف الولايات المتحدة خلف إسرائيل. وقد أعلن على الملأ بأن “حزب الله” لن يخرج إلى حرب، لكن ما دامت إسرائيل تعمل على إبادة “حماس”، فسيصعّب عليها بنار من الشمال. ووعد “حزب الله” بالتوقف حال أوقفت إسرائيل الحرب.

فهمتْ إسرائيل هذا. وعليه، فضّلت إخلاء المواطنين من الشمال لمنع فقدان حياة الإنسان، ولكيلا تصل إلى وضع تلزمها فيه ضربة واسعة للمواطنين بالعمل في الجبهتين. وعليه، ينبغي الاعتراف بالحقيقة المرة؛ من يريد “حتى النهاية” في غزة فعليه أن يدفع الثمن بحياة المخطوفين، وبتواصل هجر الشمال.

لو كانت لإسرائيل قيادة شجاعة تقول الحقيقة لأمكن الطلب من سكان الشمال أن يدفعوا الثمن كي نضمن تصفية “حماس”. لكن قيادتنا تفضل تفادي الحقيقة، وتعرض لنا معركة فيها جبهتان ظاهراً، يمكن معالجتهما على نحو منفرد. وكأنه يمكن أولاً السير على “حماس”، وفقط بعد ذلك على “حزب الله”.

فما بالك لو كانت لنا قيادة تقول الحقيقة، لكانت مطالبة بشرح ما الذي يمنحه التطلع إلى “النصر المطلق” إذا كان لا يتضمن بديلاً واقعياً لـ “حماس” في اليوم التالي، وثمنه ينطوي على استمرار المعاناة في الشمال وفقدان المخطوفين. بمعنى، أنه لن يكون مطلقاً في كل الأحوال.

نائب نصر الله أضاف، قبل شهرين، في مقابلة أفلتت من الرادار الجماهيري، أنه “لم نتوقع أن يكون نتنياهو غبياً بهذا القدر، بحيث يواصل حرباً بهذا الطول”.

بالفعل، فإن خطأ إسرائيل الحرج كان أن بُعد الزمن، بخلاف مفهوم الأمن من عهد بن غوريون الذي سعى إلى معركة قصيرة، لم يؤخذ بالحسبان. وبدلاً من التخطيط لمعركة تنتهي بـ 3 – 4 أشهر، تتصرف إسرائيل وكأن الزمن سيكون في صالحها دوماً. هذا ليس صحيحاً، والسنوار أيضاً يفهم هذا.

ما العمل للخروج من الورطة؟ اتخاذ سياسة تقلل الخسائر. بدلاً من التباحث دون جدوى حول منحى وقف نار يؤدي على أي حال إلى نهاية الحرب، علينا أن نقترح بأنفسنا وقف الحرب مقابل إعادة المخطوفين يرافقه هدوء مطلق في الشمال يتضمن انسحاباً ما لـ “حزب الله” إلى الوراء.

بعد ذلك، ينبغي تصميم إستراتيجية إسرائيلية من جديد. لقد فقدنا الردع لأننا انكشفت هشاشتنا، لكن إسرائيل لا تزال أقوى من أعدائها، و”حماس” بالفعل ضُربت ضربة حرجة.

 بعد أن تنتهي المعركة الحالية، ينبغي الاستعداد لحرب حقيقية مع “حزب الله” في السنوات القادمة، عندما تدخل منظومة الليزر لاعتراض الصواريخ قيد الاستخدام.

بالتوازي، علينا محاولة حل المسألة الفلسطينية بشجاعة انطلاقاً من الاعتراف بأنه لا حل غير التسوية والمساومة. وبالطبع، الاتفاق مع السعودية سيعزز هو الآخر مكانتنا.

صحيح، تورطنا. لكن هناك إمكانيات للخلاص من الوضع إذا لم نسر بعيون مغمضة في البحث عن “النصر المطلق” في غزة.

د. آفي شيلون

يديعوت أحرونوت

 6/6/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية