نواكشوط -«القدس العربي»: يتواصل دون كلل أو ملل، وبنفس إيماني ثابت، وقوف الشعب الموريتاني بكافة أطيافه وفئاته مع أشقائه في غزة، وهو ما أكدته الأنشطة التضامنية المستمرة في الجمعات، والمسيرات الاحتجاجية المتواصلة طيلة الليالي، ووقفات الاحتجاج الضاغطة على السفارة الأمريكية بشعاراتها الغاضبة المرددة في مكبرات الصوت الضخمة.
وتنشغل الهيئات المؤطرة للأنشطة التضامنية يتقدمها الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني حالياً بالتحضير لمؤازرة الأهالي في عيد الأضحى، وبجمع التبرعات لذلك؛ وقد سلمت قبيلة البوصاديين الأنصار حصيلة تبرعها لغزة البالغة 502 مليون أوقية موريتانية قديمة، لممثل حركة حماس في موريتانيا.
وعلى صعيد التحسيس والتعبئة، تواصلت أنشطة يوم الجمعة المخصصة للدعم، بتنظيم مسيرتين أولاهما تحت شعار “المقاومة تصنع النصر”، والثانية بعنوان “رفح لن تكسر”، وذلك “إنكاراً للإبادة التي يتعرض لها إخوتنا في رفح ودعماً للمقاومة”، وفقاً لتعبير المنظمين.
وفي كلمة ألقاها خلال المسيرات، خاطب الدكتور محمد صبحي أبو صقر ممثل حركة حماس في موريتانيا باسم المقاومة جموع المشاركين قائلاً: “نتقدم بالشكر للمنظمات والجمعيات الموريتانية المؤطرة للتضامن مع غزة، وعلى رأسها الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني والمنتدى الإسلامي الموريتاني، على ما تم بذله من جهد لإيصال مساعداتكم وجهادكم وأموالكم؛ فما تشهده غزة الآن من صمود هو نتاج لما تقوم وتقدمه الجمعيات الموريتانية”، مضيفاً “أن أول مساعدة مالية تصل للشمال كانت من موريتانيا”.
وقال: “كفاكم فخراً أنكم قمتم بما عجز عنه القريب بل ما عجز عنه من هو على مرمى حجر من غزة”.
وفي كلمة أخرى، أكد الشيخان بيبا، الأمين العام للرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني، أن “الشعب الموريتاني بكل توجهاته السياسية والاجتماعية وبكل تشكيلاته الإثنية، يقف مع فلسطين؛ ولا يوجد في موريتانيا من يعارض هذا الموقف”.
وقال: “نطلب من العاملين في مجال الإعلام أن يفضحوا مكايد ومكر العدو الصهيوني، وأن يبذلوا جهدهم لتوضيح المواقف، وأن يدعموا المؤسسات التي تقف مع القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الحرجة فهذا هو المطلوب”.
ودعا الأمين العام “المرشحين للانتخابات الرئاسية التي ستشهدها موريتانيا آخر حزيران/ يونيو الجاري إلى تخصيص يوم وطني موريتاني في الحملة الانتخابية خاص بفلسطين والتضامن معها، وأن تكون الأعلام الفلسطينية، وشعارات المقاومة حاضرة في جميع المهرجانات السياسية الخاصة بالانتخابات”.
كما دعا ولد بيبا “إلى إدخال تاريخ فلسطين والقدس والقضية الفلسطينية بتطوراتها الحالية في المناهج الدراسية، وأن يكون ذلك التزاماً من المترشحين في برامجهم”؛ كما دعا إلى “تخصيص تمويل في ميزانية الدولة لتنفيذ برامج ومشاريع داخل فلسطين، بل إلى إنشاء وكالة رسمية موريتانية متخصصة في دعم الشعب الفلسطيني في المجالات الاقتصادية والاجتماعية”.
وضمن الحراك الشعبي الموريتاني الداعم للقضية الفلسطينية، واصلت المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة، مسيراتها بالسيارات، مع تنظيم وقفات احتجاجية أمام السفارات الداعمة للكيان الصهيوني تضامناً مع أهل غزة واستنكاراً لجرائم الاحتلال.
ونظمت المبادرة ليلة الجمعة مسيرة تضامن غزة، مختومة بوقفة احتجاج أمام مقر السفارة الأمريكية، حيث أعلن خطباء المسيرة عن “استمرار طلاب موريتانيا في نصرة إخواننا في غزة، مع رفض جرائم الاحتلال، والتنديد بما يقدمه وكلاؤه في الإدارة الأمريكية من دعم له في عدوانه على أهلنا في رفح، وبصمت العالم الرسمي وتخاذله”.
وأضاف الخطباء: “إن الأهالي في غزة وفي رفح يعانون منذ شهور أشد الويلات جراء العدوان فلندعم صمودهم فيما يتعرضون له من تشريد وحرمان فقدوا فيها أغلى ما يملكون وحرموا مصدر رزقهم وأبسط احتياجاتهم”.
وتابع الخطباء: “لنكن معهم، وندعم صمودهم ونقدم ما يليق بتضحياتهم في هذه الأيام العشر المباركة الأولى من ذي الحجة؛ لنجد ببعض ما نملك، لأجل من جادوا وقدموا الغالي والنفيس لأجل القدس”.