لندن ـ «القدس العربي»: كشف موقع «أكسيوس» الأمريكي، عن مكالمة «متوترة» بين السفير المصري لدى الولايات المتحدة، معتز زهران، وأعضاء في مجلس النواب الأمريكي، في مايو/أيار الماضي، على خلفية مقترح بشأن هدنة في غزة قبل اجتياح الاحتلال لرفح.
ونقل الموقع عن 3 مشرعين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن المحادثة الهاتفية التي جمعت زهران مع أعضاء مجلس النواب تتعلق بإعلان حماس في مطلع مايو/أيار الماضي، قبولها مقترح وقف إطلاق النار بوساطة مصرية قطرية.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون حينها أن الإعلان الصادر من حماس فاجأهم، واتهموا مصر بتقديم مقترح جديد لـ«حماس» دون تنسيق مع إسرائيل.
ووفق شبكة «سي إن إن» الأمريكية، فإن «المخابرات المصرية غيّرت شروط المقترح الذي وقعت عليه إسرائيل، قبل عرضه على حماس» حينها، لكن القاهرة نفت هذه التقارير.
وخلال المحادثة التي جمعت زهران مع أعضاء الكونغرس، «سئل السفير عما إذا كان يشعر أن مصر فقدت مصداقيتها» بعد هذه الواقعة، وأشار أحد المشرعين إلى أن السفير «غضب بشدة» بعد هذا الاتهام.
وقال عضو الكونغرس لـ«أكسيوس» إن زهران رد بالقول: «لا على الإطلاق، لا لا، ما زلنا نستضيف محادثات وقف إطلاق النار. كيف يمكن أن نفقد مصداقيتنا إذا كانت إسرائيل وحماس موجودتين في القاهرة للتفاوض؟».
ووفق عضو آخر شهد المكالمة فإن رد السفير على أسئلة النواب كان «دفاعياً تماماً».
خلال مكالمة هاتفية… وعلى خلفية دور القاهرة في مفاوضات غزة
في حين قال مشرع ثالث: «كانت مكالمة متوترة. كنا واضحين للغاية معهم أننا في حاجة إلى أن تتحمل مصر مسؤولياتها».
وكانت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، قد دعت مصر في أكتوبر/تشرين الأول إلى «تحمل مسؤوليتها الإنسانية» لتوفير مناطق آمنة للفلسطينيين وتسهيل تدفق المساعدات إلى غزة.
وبين أحد النواب الأمريكيين، خلال المكالمة: «كان يجب أن تلعب مصر دوراً أكبر في الوضع. أعتقد أنهم لم يساعدوا بالقدر الذي كان بإمكانهم القيام به» مضيفاً: «أعتقد أن هناك الكثير من الإحباط نحو السفير المصري والحكومة المصرية».
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، لعبت مصر دورا في الوساطة مع قطر برعاية أمريكية في محاولة للتوصل لصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي ووقف دائم لإطلاق النار في القطاع.
وشهدت العلاقات المصرية الإسرائيلية توترا على خلفية اجتياح الاحتلال للمحور الحدودي والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في بداية شهر مايو/ أيار الماضي ما أدى إلى توقف حركة المساعدات وعبور المصابين والأفراد من قطاع غزة إلى مصر.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن موقف بلاده من اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979، مرتبطة بالمصالح المصرية وتطور الأوضاع، ما اعتبر تصعيدا في لهجة الدبلوماسية المصرية التي حافظت منذ بدء العدوان على التأكيد أن اتفاقية السلام خيار استراتيجي التزمت به مصر على مدى 4 عقود.
وتطورت الأمور إلى اشتباكات شهدتها المنطقة الحدودية أواخر شهر مايو/ أيار الماضي بين قوات مصرية وجيش الاحتلال، أسفرت عن استشهاد جنديين مصريين، وقال المتحدث العسكري المصري، في بيان مقتضب وقتها إن الحادث قيد التحقيق، فيما قالت مصادر رفيعة المستوى، إن مصر حذرت من تأثير اجتياح رفح على الأوضاع في المنطقة.