ماكرون يريد “وضع اللمسات الأخيرة” على تحالف لإرسال مدربين إلى أوكرانيا

حجم الخط
0

باريس:  أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إلى جانب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يريد “وضع اللمسات الأخيرة على تحالف” الدول المستعدة لإرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا، مؤكدا البدء المرتقب لتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات ميراج 5-2000 الفرنسية.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي في قصر الإليزيه إن “الكثير من شركائنا أعطوا موافقتهم بالفعل” و”سنستغل الأيام المقبلة لوضع اللمسات النهائية على التحالف”، معتبرا أن هذا الطلب المقدم من أوكرانيا “مشروع”.

وأضاف الرئيس الفرنسي أن الأوكرانيين “عبروا صراحة عن احتياجاتهم لسبب بسيط” ألا وهو أنهم في صدد “التعبئة بقوة شديدة” وسيتعين عليهم “تدريب عشرات آلاف الجنود”، وهو أمر “أكثر عملية على الأراضي الأوكرانية”.

من جهة ثانية تجاهل ماكرون تهديدات روسيا لفرنسا. وكان المتحدث باسم الكرملين قال الجمعة إن تصريحات ماكرون الأخيرة “تؤجج” التوترات في أوروبا وتظهر أنه يحضّر باريس للاضطلاع بدور مباشر في أوكرانيا.

رسميا لا تنشر فرنسا حاليا عسكريين يساعدون أو يدربون القوات الأوكرانية في أوكرانيا، لكن كييف قالت الأسبوع الماضي إنها تجري “محادثات” مع باريس بهذا الشأن.

وقالت روسيا الثلاثاء إنها ستعتبر أي مدربين أجانب يُرسلون إلى أوكرانيا “اهدافا مشروعة” لضرباتها.

 المزيد من الجهد

ودعا زيلينسكي الجمعة الغرب إلى بذل مزيد من الجهد لتحقيق سلام عادل في ظلّ الغزو الروسي لأوكرانيا، معرباً في الوقت ذاته عن ثقته في أنّ كييف ستخرج منتصرة من هذه الحرب.

وغداة إحياء قادة عدد من دول العالم الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي الذي قاد إلى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، تحدث زيلينسكي إلى البرلمان الفرنسي في باريس.

وأعرب أمام المشرعين الفرنسيين الجمعة عن أمله في أن تؤدي القمة التي تستضيفها سويسرا في وقت لاحق هذا الشهر بشأن السلام في أوكرانيا، إلى تسريع التوصل إلى نهاية عادلة للصراع.

وقال إنّ “قمة السلام يمكن أن تصير صيغة تجعلنا أقرب من نهاية عادلة لهذه الحرب”.

وأضاف “أنا ممتن لكلّ ما تفعلونه، وهو كثير. لكن من أجل سلام عادل، لا بدّ من بذل مزيد من الجهود”.

وحذّر من أنه بعد مرور 80 عاماً على إنزال النورماندي في الحرب العالمية الثانية، لم تعد أوروبا “للأسف قارة تنعم بالسلام” منذ غزو أوكرانيا، واصفاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “عدو مشترك” لبلاده وأوروبا.

 النصر ممكن

وأكد زيلينسكي الذي استقبله ماكرون بعد ظهر الجمعة في قصر الإليزيه أن النصر ممكن رغم التقدم الروسي على الجبهة. وقال “هل يمكننا الفوز في هذه المعركة؟ طبعا”.

وحذر من أن “هذه المعركة أمام مفترق طرق” لكن “من أجل السلام العادل، هناك حاجة إلى المزيد (…)”.

وتواصل كييف مطالبة أوروبا بزيادة دعمها العسكري، مع تحقيق روسيا مكاسب ميدانية في الأشهر الأخيرة في شرق أوكرانيا وشمالها، وفي وقت يشعر الحلفاء بالقلق إزاء التبعات المحتملة على الحرب في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

 “لم تستسلموا”

خلال اجتماع عُقد بين زيلينسكي ونظيره الأميركي جو بايدن في باريس، أعلن الأخير مساعدة جديدة بقيمة 225 مليون دولار لأوكرانيا، مؤكداً أنّ “الولايات المتحدة ستكون معكم دائماً”.

وقال بايدن “أنتم لم تستسلموا”، مقدما “اعتذاراته” عن أشهر المفاوضات التي سبقت إقرار الكونغرس حزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

من جهته، شكر زيلينسكي لبايدن “الدعم الكبير” الذي تقدّمه الولايات المتحدة، مضيفا “نحن نعتمد على دعمكم”.

الخميس، قال ماكرون في حديث للتلفزيون الفرنسي إن فرنسا ستنقل طائرات مقاتلة من طراز ميراج إلى أوكرانيا في إطار تعاون عسكري جديد مع كييف التي تحارب الغزو الروسي.

وردا على سؤال حول ما إذا كان إرسال مدربين غربيين إلى أوكرانيا لتدريب الطيارين الاوكرانيين على هذه المقاتلات يشكّل تصعيدا في مواجهة موسكو قال ماكرون “الجواب هو كلا”.

ووفقا للناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، فإن هذه التصريحات تظهر أن فرنسا “مستعدة للمشاركة بشكل مباشر في الصراع”.

خلال احتفالات 6 حزيران/يونيو، أجرى بايدن مقارنة بين قتال الأوكرانيين ضد القوات الروسية ومعركة تحرير أوروبا من ألمانيا النازية.

وبعد ظهر الجمعة، تحدث الرئيس الأميركي من بوانت دو هوك في نورماندي قائلا “أرفض تصديق أن عظمة أميركا هي أمر من الماضي” مستحضرا ذكرى الجنود الأميركيين الذين شاركوا في واحدة من أصعب المعارك في يوم الإنزال.

وعلى صعيد آخر قال “الديموقراطية الأميركية تتطلب (…) أن نؤمن بأننا جزء من شيء أكبر من أنفسنا. لذلك فإن الديموقراطية تبدأ مع كل منا”.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية