لندن- “القدس العربي”: تشارك الفنانة المغربية المقيمة في بريطانيا نادية بولعيش في معرض جماعي بالعاصمة لندن، بلوحات تمثل حقبتين من مسارها الفني، المغربي والغربي.
وتأتي المشاركة في إطار الدورة السابعة للمعرض الجماعي الذي تقيمه قاعة “بومبير غاليري” في العاصمة لندن وهذه المرة بعنوان “ماهية الفن”، بمشاركة 36 فنانا من عشرات الجنسيات من أوروبا وإفريقيا وآسيا والقارة الأمريكية.
وبدأ المعرض الأسبوع الماضي ويمتد الى الجمعة من الأسبوع الجاري، ويشكل فرصة للتعرف على مختلف المدارس الفنية في العالم لاسيما التشكيليين المقيمين في بريطانيا.
وتقول بولعيش لـ”القدس العربي”: تقدم لوحات الفنانين المشاركين رؤية لمختلف الثقافات للفن التشكيلي وكيف يعكس الفنان تجاربه بين ثقافته الأصلية وتفاعله مع ثقافة دولة من حجم بريطانيا، ويمكن للمتلقي أن يرى غياب الانسجام في تجارب المشاركين لكن تجاربهم وإبداعاتهم حلقات تكمل بعضها البعض وتبرز غنى التجارب التشكيلية بين لوحات ذات أسلوب كلاسيكي وأخرى متأثرة بالتقدم التكنولوجي وخاصة ما هو مرتبط بالعالم الرقمي”.
ووفق هذا التصور، شاركت نادية بولعيش بلوحات تمثل مسارين مختلفين من تجربتها الفنية، بلوحات موضوعها مدينة تطوان شمال المغرب وأسلوبها المستوحى من إرث مدرسة الفنون الجميلة في هذه المدينة حيث درست هناك، ثم فترة إقامتها في الغرب بين إسبانيا ثم بريطانيا خلال السنوات الأخيرة. ومن ضمن اللوحات المعروضة لوحة “متاهة الألوان” ذات الحجم المتوسط، وهي مزيج بين شخصيات تكاد تغيب نهائيا في تصاهر وتدافع لجدران المدينة القديمة لتطوان.
وفي لوحة أخرى بعنوان “التفكير في الضياع ” وتنتمي الى تجربتها في بريطانيا، تعالج بألوان باردة من خلال شخصية إنسان منزوي الشعور بالوحدة الذي بدأ يسيطر خلال العقود الأخيرة في الغرب على حياة الناس، وتكاد الألوان الباردة والفضاءات اللونية الداكنة أن تكون ستارا أشبه بالضبابية حول الحياة الغامضة التي يعيشها الناس في الغرب رغم سيادة مظاهر حياة الترفيه والانفتاح.
ودرست نادية بولعيش في مدرسة تطوان للفنون الجميلة، وحصلت على الإجازة من كلية الفنون الجميلة في برشلونة ثم الماستر من جامعة غرناطة ببحث بعنوان “تأثير ماريانو بيرتوتشي على الفن التشكيلي المغربي”، ويعتبر الفنان الإسباني ماريانو بيرتوتشي مؤسس المدرسة الشهيرة للفنون الجميلة التي تخرج منها كبار الفنانين التشكيليين المغاربة. وتنشر نادية بولعيش مقالات حول الفن التشكيلي في منابر منها القدس العربي.
لوحة “متاهة الألوان”
لوحة الضياع