مقام الأقصى

على جناحِ فَرَاشةِ خطيئتي الأولى
بين ألوانِ ملاءاتِ سريرِ تُفّاحِها
أمضي سارياً في مجازات نجومٍ تستعِدُّ رُجوماً
لشياطين إسرائي
مِنْ أدنايَ في طبقاتِ الجحيم
إلى أقصى ما تَفَتَّحَ لي مِن أقاصي السماوات
لأمضي عارجاً إلى أقصايَ
أمضي سادراً تمرّ بي عائدةً إلى ماضيها
قوافلُ حُجّاجٍ أضاعوا في طريق عودتِهم بَلَدَهم
وهُمْ يتلون آياتِ إيمانِهم ببقرةٍ
لا يعلمون من أيّ مزارع الأوهام أتتْ حائرةً
في مغازي ومجازاتِ ألوانِها
أمضي إلى حيث أشهدُ تكرار مساخر معجزاتِ ولادةِ الربّ
من بقرةٍ حمراءَ يُنهي بسيْلِ دمائها
آثامَ ارتكاب كائنِه المختار
إبادةَ ما لا يُعدُّ من أطفالٍ لا خيارَ لهم في احتمالات الحصار
ويفتحُ بوابةَ بَدء طوفان
حرب القيامة
أمضي عابثاً إلى ما لا يمضي ولا يقفُ ولا يسيرُ ولا يَقْضي
في غسيل ما سال من دماء الأطفال على جدران المستشفيات
على ألواح المدارسِ قبابِ المساجدِ أيقوناتِ الكنائسِ على الأشجار
متجاوزاً ليلَ إسرائي
بقُبلةِ صباح الأنهار
على ثغرِ أميرتيَ النائمة
في أوراق شجرة تُفّاحها…
أهمز خاصرة براقي إلى ما بعد أقصى سماءِ
ما أراد أرباب الدماء
أن يسفحوه سَوَاقي على أرض أسلافي
في مزارع اللصوص المستوطنين جثثَ زيتوني
لأرى ما لا أرى في غابة أشجار الدماء المطيرة
«بعد السماء الأخيرة»1
حدودَ ما يُفضي إلى اجتياز المجاز
وصولاً إلى سدرةِ لا منتهى جنوني
في قلب طاولة المراهنات باحتمالات «لاعب النرد»2
على سلاطين الثبات
أهمز خاصرة براقي لألاقي
طوفان أعلامي في تنامي نبض المظاهرات
سوداء بيضاء خضراء حمراء صادحةً بأغنياتِ
حرّية فلسطين
لألمس وجوه من ماتوا واحداً واحداً
في فيضان الجثث المكدّسة من المقابر الجماعية
بمغزل حرير نسج الأمنيات
في مدّ شرايين الموت بالمعنى
أهمز خاصرة براقي
لأجمع ما تشظّى من احتجاجاتٍ على تطهير الأعراق
في مرايا الكون
وأطلِقها حَمَاماتِ سلامٍ مسلَّحةً بانعدام اللون
إلى أقصى ما يُلاشي رغائبَ الفتك
في مخالبِ هذه البشريةِ الماضيةِ إلى مصير فنائها
بِرَفّة جناحِ فراشة…
على جناح فراشةِ خطيئتي الأولى في
معراج معصيتي
أمضي سارياً
بعطر حديقةِ تُفّاحها
إلى ما بعد الحبّ في توليد الجنون
ما بعد قتلِ الحقيقةِ أوهامَ اليقين
ما بعد فتح الأرض أجنحةَ الطيران
ما بعد اختزان السماء خطايا انفجار الطوفان
ما بعد مرايا هذي السماوات الأسيرة
بأرقام تعدادها الوحيدة في جليد عزلتها
وإلى ما «لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي»3
بارتكاب الحدود.
10 حزيران/يونيو 2024

1، 2،3: تداخل مع قصيدة محمود درويش هي أغنية هي أغنية، التي أخذ منها إدوارد سعيد عنوان كتابه «بعد السماء الأخيرة» ـ حيوات فلسطينية، يتبعها تداخل مع «لاعب النرد»، و»لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي».

شاعر سوري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية