لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً للمفاوض الأمريكي السابق دينيس روس وديفيد ماكوفسكي، الموظف السابق في الخارجية الأمريكية، والأستاذ حالياً بجامعة جونز هوبكنز، قالا فيه إن إسرائيل والولايات المتحدة يجب عليهما الاتفاق لإنهاء حرب غزة، التي يجب أن تظل منطقة منزوعة السلاح، وللأبد.
وقالا إن صدمة هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر لا تزال حاضرة في ذهن الإسرائيليين، وخاصة أن الأسرى لا يزالون في غزة، وهو تذكير بما حدث في ذلك اليوم.
الصحيفة: على إدارة بايدن أن تخطط لقوة مهام دولية تشترك فيها الإمارات ومصر، وقوة مهام خاصة يكون للفلسطينيين دور فيها،.. شخصيات فلسطينية بسجل موثوق، مثل سلام فياض أو جهاد الوزير، يمكنها لعب هذا الدور
وقد ركّز بايدن على صفقة تؤدي إلى الإفراج عن الأسرى ونهاية حرب غزة. أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فيقول إن الحرب لن تنتهي إلا بهزيمة “حماس” عسكرياً، ونهاية حكمها في غزة، وتحرير الأسرى لديها.
ويقول الكاتبان إن الجانب الأمريكي والإسرائيلي يشتركان في الهدف الرئيسي، لكن أياً منهما لم يقدم رؤية واضحة حول متى وكيفية نهاية الحرب.
وظل نتنياهو، ومنذ البداية، يتحدث عن “النصر الكامل”، وهو في الحقيقة شعار وليس هدفاً. ويمنح الشعار لنتنياهو مساحة للمناورة. إلا أن الهدف النهائي له هو أوسع من رؤية بايدن، وهو عدم قدرة “حماس” على القيام بهجمات واسعة ضد إسرائيل. فلو كان تعريف نتنياهو واسعاً، فإن تعريف بايدن ضيّقٌ جداً، ويفتح المجال أمام إمكانية عودة “حماس” وإعادة تنظيم نفسها من جديد.
ويعتقدان أن هناك طريقاً لأمريكا وإسرائيل للتوافق على رؤية مشتركة، وهي نزع السلاح من غزة، وضمان عدم حصولها على السلاح. وهم على اعتقاد أن إسرائيل تقترب من تفكيك “حماس” عسكرياً.
وعندما تستكمل إسرائيل تدمير ما تبقى لدى “حماس” من كتائب في رفح ووسط غزة، وتفقد أيّ قوة عسكرية، ولن تكون لها قيادة أو تحكّم، فيجب على إسرائيل، من أجل استكمال عملية نزع الأسلحة، تدمير “حماس” وبنيتها التحتية، مختبرات السلاح ومنشآت الإنتاج ومخازن الأسلحة، بحيث لا تستطيع إعادة بناء نفسها والحصول على الإمدادات.
وأضافا أن هذه أهداف قابلة للقياس، ولأن الإسرائيليين يقتربون من هزيمة “حماس” عسكرياً، فيجب على إدارة بايدن البحث عن اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية يتعلق بالمدى الذي يجب على إسرائيل المضي به من أجل تدمير “حماس” عسكرياً. وبالمقابل؛ على الإسرائيليين الطلب من إدارة بايدن تقديم رؤية مفصلة حول الضمانات التي ستقدمها أمريكا والدول المتحالفة معها لقطع مصادر التمويل والمواد والأسلحة عن حركة “حماس”، بحيث لا تكون قادرة أبداً على النهوض من جديد.
وطالبا بتأمين الحدود مع مصر لمنع التهريب فوق الأرض وتحتها.
الصحيفة: اتفاقية أمريكية- مصرية بشأن إدارة الحدود ضرورية. ويمكن لواشنطن تقديم أجهزة استشعار لاكتشاف أو منع استخدام الأنفاق أو إعادة بنائها
ورغم كل محاولات إسرائيل تقييد ما يدخل إلى غزة إلا أن “حماس” نجحت بتهريب كل شيء تريده لبناء شبكة أنفاق طولها 300 ميل، وإنشاء قاعدة صناعة عسكرية قادرة على إنتاج الأسلحة.
ومن هنا فإن اتفاقية أمريكية- مصرية بشأن إدارة هذه الحدود ضرورية. ويمكن للولايات المتحدة تقديم أجهزة استشعار لاكتشاف أو منع استخدام الأنفاق أو إعادة بنائها من جديد.
وعلى الرئيس عبد الفتاح السيسي معرفة أن إغلاق معابر التهريب امتحانٌ للعلاقات الأمريكية- المصرية.
وربما قدمت إدارة بايدن دعماً مالياً مهماً لمصر من أجل منع التهريب ومنح المتعهدين المصريين دوراً قيادياً في إعادة بناء غزة.
ويقولان إن وقف التهريب مهم جداً، لكن إن لم يكن هناك فريق على الأرض يُعتَمَد عليه لإعادة الإعمار، فستكون “حماس” قادرة على حرف المواد المستوردة بطريقة قانونية واستخدامها لأغراضها الخاصة. وعلينا أن نكون واضحين؛ فإن الجهود التي تم التوافق عليها لوقف عمليات حرف المواد والمساعدات، وأشرفت عليها الأمم المتحدة، فشلت بعد حرب عام 2014، ويجب على الولايات المتحدة عمل أمر أفضل، وهو مطالبة بإنشاء آلية لمتابعة المواد من نقطة دخولها إلى تخزينها واستخدامها. وأيّ حرف للمواد يعني وقف عمليات الإعمار.
وبالنسبة لليوم التالي، على إدارة بايدن أن تخطط لقوة مهام دولية تشترك فيها الإمارات ومصر ودول أخرى، من أجل تقديم الأمن بعد انسحاب القوات الإسرائيلية والإفراج عن الأسرى، وقوة مهام خاصة يجب أن يكون للفلسطينيين دور فيها، وبشرط عدم تلطخ هؤلاء الفلسطينيين بالعلاقة مع “حماس”، أو أي فصيل آخر.
وقالت إن شخصيات فلسطينية بسجل موثوق، مثل سلام فياض أو جهاد الوزير يمكنها لعب هذا الدور. وكلاهما نتاج لنظام صندوق النقد الدولي، ويعرفان الكثير عن التنمية وواقع غزة.
ورغم اقتراب إسرائيل من نزع أسلحة “حماس” إلا أنها لن تكون قادرة على نزع أسلحة “حماس” مهما ظلت في غزة.
الصحيفة: لو اتفقت أمريكا وإسرائيل على نقطة نهاية الحرب، ستتحقق أشياء أخرى كثيرة. ولو لم تتفقا، فإن نتائج أسوأ تتنظر المنطقة
والسؤال هو عن كيفية تعامل المجتمع الدولي مع ما تبقى من “حماس”، فهل سيحاول فرض النظام، أم التوصل لاتفاق معها من أجل الحفاظ على السلام، وهل هناك ظروف يمكنهم فيها القبول بتدخّل إسرائيل عند عجزهم عن احتواء التهديد؟ وهم يعرفون بالتأكيد أن إسرائيل ستتحرك مباشرة عندما تكتشف أي تهديد على إسرائيل. وأي قوة مستعدة للمساهمة في تحقيق الاستقرار بغزة الإجابة عن هذه الأسئلة. وستكون حساسة بالنسبة للقادة العرب الذين لا يريدون الظهور بمظهر من يستخدم القوة ضد الفلسطينيين نيابة عن اسرائيل.
ويقول الكاتبان إنهما لم يطرحا كل الأسئلة المتعلقة بمرحلة ما بعد الحرب، وفيما إن أدت العملية لحكم فلسطيني ذاتي، وفيما إن تم إصلاح السلطة الوطنية. ولكن لا حاجة للإجابة على كل الأسئلة من أجل البدء بالتفكير بنهاية اللعبة.
ولو اتفقت أمريكا وإسرائيل على نقطة نهاية الحرب، فعندها ستتحقق أشياء أخرى كثيرة. ولو لم تتفقا، فنتائج أسوأ تتنظر المنطقة.