هآرتس: لماذا ينكر نتنياهو جميل “الصهيوني الأكبر” ويتهمه بتأخير إرساليات السلاح؟

حجم الخط
0

الشريط الوقح الذي نشره رئيس الوزراء بالإنكليزية هذا الأسبوع وهاجم فيه إدارة بايدن بفظاظة على تأخير إرساليات سلاح وذخيرة في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل “في سبيل وجودها”، هو دليل آخر على أن احتمال ضرر نتنياهو لم يستنفد في 7 أكتوبر.

 لقد باتت طبيعة رئيس الوزراء الكاذبة معروفة جيداً للإسرائيليين، وتسحر الكثيرين من مؤيديه وفقاً للمنطق المريض الذي بموجبه نتنياهو وإن كان محتالاً، لكنه محتالنا ويكذب من أجلنا. المشكلة أنه لا يوجد من يشتري البضاعة الشخصية المضروبة هذه من خارج إسرائيل. عندما يكذب نتنياهو بالأمريكيين يغضبون. “لا فكرة لنا بما يتحدث”، قالت الناطقة بلسان البيت الأبيض، كارين جان بيير. فقد صادقت الإدارة الأمريكية في الأشهر الأخيرة على سلسلة إرساليات سلاح لإسرائيل، بل وتعرضت جراء ذلك للنقد من جانب الجناح اليساري. وباستثناء تأخير إرسالية واحدة لقذائف بوزن ثقيل – بهدف منع استخدامها في رفح – لم تتأخر أي إرسالية سلاح أخرى لإسرائيل.

 هذه ليست كذبة فحسب، بل أيضاً نكران للجميل من الدرجة الأولى. إسرائيل، ونتنياهو على رأسها، كان ينبغي لها أن تكون ممتنة بالشكر للولايات المتحدة، وبخاصة لبايدن، على التجند المطلق لنجدتها. بايدن صهيوني أكثر من قسم من أعضاء حكومة إسرائيل. فأين كان مصير إسرائيل بدون السلاح والذخيرة والقبة الحديدية الحقيقية والدبلوماسية في الأمم المتحدة وأمام المحاكم الدولية؟ كل ما فعله بايدن هو محاولة حماية إسرائيل ليس من أعدائها فحسب، بل حتى من نفسها: من اليمين المتطرف المسيحاني؛ من أضرار بعيدة المدى لدائرة الثأر، من القيادة التي ترفض البحث في الأهداف السياسية للحرب وتحكم على شعبها بحرب خالدة مع أهداف مبسطة كالنصر المطلق.

لكن كالعقرب في مثال العقرب والضفدع، نتنياهو يلذع بايدن. بحق عظيم تناول الناطق بلسان مجلس الأمن القومي من البيت الأبيض جون كيربي الشريط الذي نشره نتنياهو، وقال إن “كان هذا محرجاً، فنحن خائبو الأمل”. واتهمه موظفون كبار آخرون في الإدارة بـ “نكران الجميل”. في هذه الأثناء، رد البيت الأبيض بإلغاء لقاء حوار استراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة في موضوع إيران.

 ينثر نتنياهو التهديدات ضد لبنان وإيران، ولكن بالتوازي يمس بالحلف الاستراتيجي الأهم. ويعرض إسرائيل لخطر قد يجرها إلى الضياع. يجب استبداله بشكل عاجل.

أسرة التحرير

 هآرتس 21/6/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية