البصرة – رويترز: عندما قُتل زوجها على يد مسلحي «تنظيم الدولة «، عملت سجى مهدي عبد الرسول في مغسلة ملابس حتى تعول طفليها.
وقالت سجى، التي تدير الآن مشروعها التجاري المستقل، إنه كان عليها أن تتعلم مهارات جديدة من الصفر، لكنها سرعان ما أصبحت قادرة على فهم خصوصيات وعموميات كيفية إدارة متجر لغسل الملابس في البصرة.
وأضافت سجى «بعد استشهاد زوجي من داعش (تنظيم الدولة)، قررت أن أكون الأم والأب وأساعد أولادي. عملت في محل لوندري (مغسلة) والمحل كان جديد الإنشاء، وكنت أول مرة أعمل، فبدأت أبدع في عملي وتعلمت الغسل والكوي. وبعد أن نجحت في هذا المكان ونجح المشروع رأيت نفسي أني أستطيع أن أفتح مشروعا خاصا لي واستدنت مبلغا معينا فقررت أن أفتح المشروع الخاص بي، والحمد لله استطعت أن افتتح المشروع، والحمد لله اليوم هو ناجح».
وتعيش مدينة البصرة، مركز الإنتاج الرئيسي لصادرات النفط من جنوب العراق، تبعات سنوات من الصراع، وتتطلع منذ فترة طويلة إلى أن تشهد تأثيرا ملحوظا لعوائد النفط على الاقتصاد وعلى حياة الناس اليومية.
وكانت المنطقة خط المواجهة في الحرب مع إيران في الثمانينيات، ثم وقعت بعد ذلك في قبضة فصائل شيعية متناحرة طردتها قوات الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا في عام 2008.
ووسط هذا المشهد، تفاجأ العديد من أفراد المجتمع بنجاح شركات تديرها النساء.
محيطها الاجتماعي كان مشجعا لها فتخطت صعوبات كثيرة
وقالت سجى « كل شي في البداية صعب. لقد رأيت نفسي أمام مسؤولية إنه أنا الأم والأب ولدي مدارس وأولاد يجب أن أعتني بهم وأهتم بتربيتهم، فكل شيء كان صعبا والفراق صعب وغير سهل، الحمد لله والشكر. تجاوزت عوامل ومشاكل كثيرة وصار اليوم أحد أولادي في المرحلة السادسة والثاني في المرحلة الخامسة من الدراسة، الحمد لله والشكر».
وقال مصطفى عبد الكريم وهو أحد زبائن سجى، «كمجتمع شرقي، كمجتمع عراقي حاليا، أن من الصعب على المرأة أن تشق طريقها من دون الرجل، لكن أنا أتيت إلى هذا اللوندري (المغسلة) وتفاجأت أن وجدت فقط نساء يعملون. أنا أشيد بهن، واليوم نقول إن المعيشة مستحيلة… فالرجل يشق بصعوبة طريقه في الحياة، فكيف المرأة؟ فأنا أشجع هكذا مشاريع خاصة ومشاريع صغيرة ودائما نحن من الداعمين لهذه الأمور».
ومع مرور الوقت ونجاح مشروع المغسلة التي تديرها وتمتع طفليها بصحة جيدة، تشعر سجى بالامتنان للدعم الذي يقدمه المجتمع وتتمنى أن تحذو المزيد من النساء حذوها نحو مجتمع أكثر حرفية حيث يمكن للرجال والنساء الاستثمار على حد سواء على جميع المستويات.
وقالت «الكل متفاجئ بالمشروع، وكيف أن امرأة هي التي تقود المشروع، فالكل دعمني والكل شجعني من النساء والرجال. اليوم نرى مشاريع كثيرة تخص النساء في حال أفضل من ذي قبل. ففي السابق كانت الأمور صعبة بشكل كبير، فالأهل والأقارب والكل كان يرفض، أما حاليا فلا، حيث أصبحت شيئا طبيعيا أن ترى كثيرا فتيات عندهن مشاريع ناجحة، والمرأة عندما تضع شيئا في عقلها فإنها تنجح».