القاهرة – «القدس العربي»: قرر القائمون على مهرجان العودة السينمائي الدولي، الذي يقام سنويًا في غزة، إطلاق الدورة الثامنة من المهرجان. وهو ما أعلنه سعود مهنا، رئيس المهرجان، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلاً: «من خيم النزوح وتحت قصف طائرات ودبابات الاحتلال الهمجي المجرم، ورغم الحصار الظالم والقاتل، ما زلنا نعمل من أجل السينما الفلسطينية ومن أجل تأكيد حق العودة من خلال مهرجان العودة السينمائي الدولي».
وأضاف «رغم كل المعاناة، انطلقنا لصناعة أفلام توثق حياة النزوح وقصص الأطفال والنساء في مواجهة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وتواصلنا مع عشرات المخرجين في فلسطين والدول العربية والأجنبية للمشاركة في الدورة الثامنة لمهرجان العودة السينمائي الدولي».
ويهدف المهرجان إلى تأكيد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم المسلوبة؛ ليمنح الفلسطيني، وتحديداً اللاجئ، مساحة للتعبير عن نفسه. ويعزز دور الفن والسينما في إعطاء صوت لمن لا صوت لهم للتعبير عن آمالهم وطموحاتهم وآلامهم، وحفظاً لذكرياتهم من العبث والضياع.
كما يضم المهرجان أفلاماً تطرح قضايا اجتماعية متنوعة لتسليط الضوء عليها الى جانب الأفلام التي تعنى بالعودة.
وكانت دورات المهرجان تنطلق سنويًا تزامناً مع إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية في شهر أيار/مايو من كل عام؛ لتسليط الضوء على أهمية هذه الذكرى للفلسطينيين في حدث يضم مشاركات دولية عديدة. إذ يضم المهرجان فعاليات ومسابقات مختلفة تقام على مدى عدة أيام، وتتنوّع الأفلام المشاركة في المهرجان بين المحلية والعربية والأجنبية من مختلف أنحاء العالم، للتركيز على عدد مختلف من القضايا الفلسطينية الوطنية والإنسانية محلياً ودولياً.
ويقدم المهرجان في كل دورة له سبع جوائز وهي: أفضل فيلم للعودة، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل فيلم روائي، وأفضل تمثيل رجالي، وأفضل تمثيل نسائي، وأفضل تمثيل طفل، وأفضل إخراج، وأفضل فيلم نسائي. وينطلق هذا الحدث من قطاع غزة المحاصر، الذي تعاقبت عليه حروب كثيرة مما كان يؤخر ويعيق ديمومة الحدث السنوي في بعض السنوات، ويشكل عائقاً أمام مؤسسيه من التواصل مع العالم الخارجي.
ويعد المهرجان تظاهرة فنية مقاومة رغم الظروف الصعبة المحيطة به من الاحتلال والمجتمع، ويؤكد على أهمية السينما في توصيل المعاناة والتجارب الإنسانية الفلسطينية المختلفة للعالم.
ويقام المهرجان بجهود وتمويل فردي من سعود مهنا ومجموعة من المثقفين والسينمائيين الفلسطينيين واستمراريته لسبع دورات يوضح عزم وإصرار الفلسطيني في خدمة قضيته بطرق شتى، رغم قسوة الواقع.