الأمم المتحدة- “القدس العربي”: بعد انتهاء اجتماع التعهدات المالية لدعم وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) الذي استمر يوما كاملا واستمع إلى 62 متحدثا عقد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، مؤتمرا صحافيا في قاعة المؤتمرات حيث أعرب عن امتنانه للدول المتبرعة، كما أعرب عن سعادته لتوقيع 118 دولة رسالة رسمية تضم كل أعضاء مجلس الأمن تحت عنوان “التزام مشترك” لدعم الأونروا لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها لخمسة ملايين ونصف المليون من اللاجئين الفلسطينيين.
وأعلن لازاريني أن الدول الـ16 التي قطعت تمويلها عن الأونروا عادت إلى التمويل ما عدا دولة واحدة، بينما أعلنت بريطانيا أنها تعيد النظر في تجميد تبرعاتها.
وردا على عدد من الأسئلة لـ”القدس العربي” حول سرعة الاتهامات التي وجهت للأونروا وسرعة التحقيق بينما عندما تطالب الأونروا بالتحقيق في مجازر ارتكبت في مدارسها فلا أحد يحقق أو يهتم بالموضوع، قال: “لا يخطئن أحد، جميع الاتهامات الموجهة ضد الوكالة لها دوافع سياسية. ونحن سعداء أن تم التحقيق في موضوع “حيادية الوكالة” والذي أثبت أن الوكالة من أكثر وكالات الأمم المتحدة حيادية. وهذا يعزز الثقة في الوكالة وهو الذي أعاد بعض الدول المانحة لاستئناف التمويل، لكن التهم وراءها دوافع سياسية تهدف إلى تجريد الفلسطينيين من وضعية اللاجئ. وهذا يهدف إلى تدمير أمل الفلسطينيين في حق تقرير المصير وبالتالي يدمر حل الدولتين.
أما عن قرار وقفا لاثني عشر موظفا فقراري بوقفهم صحيح لأن التهمة كبيرة وقد أخذنا قرارا في ذلك. أما التحقيق الذي تحدثت عنه في الهجومات على مواقع الأونروا فالحرب ما زالت قائمة. التحقيق يستلزم إرسال محققين وأخذ عينات وبحوث جنائية وهذا غير متوفر الآ. أما عندما تتوقف الحرب فسنقوم بهذه التحقيقات كما فعلنا عام 2014 بعد الهجوم على مقرات الأونروا. حجم الهجمات الآن لا تقارن بما حدث عام 2014.
وحول آخر زيارة له لغزة، قال المفوض العام: “لقد طلبت زيارة غزة منذ أسبوعين ولم أتلق أي رد لحد الآن، كما أن تأشيرتي لدخول القدس لم تجدد لحد الآن”.
كما طلبت “القدس العربي” من المفوض العام أن يشارك الصحافة بمذكرة التفاهم التي وقعها الحاكم العسكري الإسرائيلي مع الأونروا عشية الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية عام 1967 تؤكد على تسهيل عمل الوكالة في الأراضي المحتلة.
وقال لازاريني إن الأونروا ستكون أمام تحديات كبرى بعد وقف الحرب سواء ما يتعلق بإعادة البناء أو تقديم الخدمات النفسية للأطفال. وأضاف أن مقرات الأونروا قد تكون استخدمت من قبل المسلحين والقوات الإسرائيلية فهذه حرب وقد رأينا على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تشير إلى وجود جنود مسلحين في مواقع تابعة للأونروا.
وتابع لازاريني أن الوكالة قبل هذا الاجتماع لم يكن لديها تمويل يكفي إلا لنهاية شهر آب/ أغسطس، أما الآن فالأمور بالتأكيد أفضل، لكن ما تحتاجه الوكالة يصل إلى 1.2 مليار دولار.
وذكر المفوض العام “أن نحو 200 من موظفي الوكالة قد فقدوا أرواحهم في هذه الحرب، كما قتل 500 مدني كانوا يحتمون في مؤسسات الأونروا، ومع هذا نتعرض لاتهامات وحملات تشويه ومظاهرات أمام مقراتنا في القدس. نحن نتحمل الكثير”.