برلين- “القدس العربي”:
تزداد الأصوات المعارضة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا لبقاء أولاف شولتس كمرشح للمستشارية، مع استعداد البلاد للانتخابات العامة في عام 2025.
ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة “فورسا” لصالح شبكة التحرير الألمانية، فإن ثلث أعضاء الحزب فقط يرون شولتس كخيار مناسب لقيادة البلاد في الانتخابات القادمة.
وأظهر الاستطلاع، الذي نُشر الإثنين، أن 33% من أعضاء الحزب يدعمون وزير الدفاع الحالي، بوريس بيستوريوس، كمرشح محتمل للمستشارية، بينما يفضل 8% منهم اختيار رئيس الحزب المشارك، لارس كلينغبايل. من ناحية أخرى، لا يزال 55% من أعضاء الحزب راضين عن أداء شولتس كمستشار.
رغم الشعبية المتراجعة لشولتس بين أعضاء حزبه، يواجه الحزب أيضا تحديات خارجية. يشك 66% من أعضاء الحزب في قدرته على الفوز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات القادمة إذا كان فريدريش ميرتس، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، هو مرشح الاتحاد للمستشارية. وتزداد هذه الشكوك في شرق ألمانيا، حيث يعبر 71% من الأعضاء عن قلقهم.
وبلغ عدد أعضاء الحزب -بحسب بياناته- 365190 عضوا مطلع هذا العام. وتم إجراء الاستطلاع في الفترة ما بين 8 و12 تموز/ يوليو 2024، أي بعد اتفاق قادة الائتلاف الحاكم على النقاط الرئيسية في موازنة 2025.
ووفقا للمعهد، فإن من الممكن استطلاع رأي شريحة تمثيلية من أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي لأن الحزب يقوم ضمن استطلاعاته المستمرة للمزاج السياسي والتي يتم فيها استجواب أكثر من 120 ألف ناخب مؤهل سنويا، بسؤالهم أيضا عما إذا كانوا أعضاءً في حزب سياسي. وبالتالي تمكن المعهد من إعادة استجواب الأعضاء الذين هم أعضاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي والذين منحوا إذنهم للاستجواب مرة أخرى.
يذكر أن شولتس نفسه كان مقتنعا تمام الاقتناع بأنه سيكون مرشح الحزب لمنصب المستشار في الانتخابات الفيدرالية القادمة، حيث رد في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني في الشهر الماضي بشكل موجز بـ”نعم” على سؤال حول ما إذا كان واثقا من كونه مرشح الحزب التالي لمنصب المستشار في ظل الانتقادات.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الحزب الاشتراكي يمر بأزمة شديدة أم أن الأمر لا يكاد يعدو مجرد تراجع مؤقت في الحالة المزاجية المؤيدة للحزب، أجاب 51% ممن شملهم الاستطلاع، بأن الحزب يمر بأزمة شديدة، مقابل 46% رأوا أن الأمر مجرد تراجع مؤقت في الحالة المزاجية.
يتوقع حوالي نصف الأعضاء حصول الحزب على نسبة تتراوح بين 15% و19% من الأصوات في الانتخابات القادمة، بينما يعتقد 37% أن الحزب قد يحصل على نسبة تتراوح بين 20% و25%. وفي حين يتوقع 10% فقط من الأعضاء تحقيق نسبة أعلى من 25%.
تُظهر النتائج أن لارس كلينغبايل يحظى بشعبية أكبر من شولتس بين أعضاء الحزب، حيث أبدى 79% من الأعضاء رضاهم عن أدائه. كما أن الأمين العام للحزب، كيفن كونيرت، يحظى بشعبية جيدة بنسبة رضا تصل إلى 65%.
بينما يستعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي لخوض الانتخابات العامة المقبلة، تظل قضية اختيار المرشح للمستشارية موضوعا حاسما. مع تزايد الأصوات المعارضة داخل الحزب، يتعين على القيادة الحزبية البحث عن استراتيجية جديدة تعزز من فرصها في الانتخابات وتعزز وحدة الصفوف داخل الحزب.