اعتماد «سي آي إيه» على المخابرات العربية منعها من التكهن بالربيع العربي و«القاعدة» في اليمن وسوريا تجنبت أخطاء تنظيم «الدولة» وترفض السيطرة على مناطق

حجم الخط
0

لندن «القدس العربي»: في افتتاحية لصحيفة «دايلي تلغراف» تحت عنوان «طلبنا الديمقراطية فحصلنا على الدولة الإسلامية» علقت فيها على الهجوم الذين نفذه مسلحان على مسابقة للصور الساخرة عن النبي محمد في بلدة غارلاند ـ تكساس الأمريكية.
وقالت إن مزاعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بأنه وراء العملية لا يمكن أن تحمل على محمل الجد.
وربما أراد التنظيم استغلال الحادثة لتوسيع «شروره» كما تقول، ومع ذلك لا شيء مستبعد خاصة أن ما يجري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو نتاج للآمال الضائعة للربيع العربي. فالثورات التي قامت ضد أنظمة علمانية فتحت الأمل من أجل قيام ديمقراطية الليبرالية والرأسمالية Kوهما العاملان اللذان يقفان وراء ثراء الدول الغربية وحريتها. وترى الصحيفة أن تنظيم الدولة الإسلامية هو واحد من وجوه الأزمة في الشرق الأوسط، فهناك الفوضى في ليبيا والتي سمحت للمهربين وتجار البشر بالعمل بحرية. كما أن عودة القمع والعنف إلى مصر هي صورة عن الأزمة. وفوق كل هذا هناك صراع للهيمنة على الشرق الأوسط بين السعودية وإيران.
وتتحمل الولايات المتحدة والدول الغربية جزءا من المشكلة، فبحسب ما قاله نائب مدير الاستخبارات الأمريكية السابق (سي آي إيه) مايكل موريل فقد مارست الولايات المتحدة سياسة خارجية تجاهلت فيها دروس حرب العراق وقللت من أهمية أسامة بن لادن زعيم القاعدة وأثره، واعتمدت، أي السياسة الخارجية بشكل مفرط على الأجهزة الاستخباراتية العربية.

الحرب العظمى
وفي كتابه «الحرب العظمى لزمننا» يكشف موريل عن تجربته في سي أي إيه على مدار 3 عقود. ولكنه يركز على مكافحة الإرهاب ويكتب في مقتطفات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» من الكتاب الذي سيصدر لاحقا هذا الشهر «لقد فكرنا وأخبرنا صناع السياسة أن الانفجار في الثورة الشعبية سيضر بالقاعدة وسيضعف رواية الجماعة.» ولكن الربيع العربي كان هبة للجماعات الإسلامية المتطرفة في كل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضاف «من منظور مكافحة الإرهاب فقد تحول الربيع العربي إلى شتاء». ويظهر الكتاب تفاؤل الوكالة المبالغ فيه بعد الربيع العربي، فبعد أربعة أعوام من انتفاضة الشوارع التي بدأت في تونس حققت القاعدة وفروعها مكاسب وسيطرت على مناطق وقوة في بلدان تتراوح من مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن.
ويخصص الكاتب فصلا لعودة القاعدة بعد وفاة بن لادن عام 2011 التي اعتبرها المسؤولون الأمريكيون مناسبة لنهاية التنظيم. واللافت أن موريل لا يفرق بين القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية حتى لو ركز الأخير على العراق وسوريا فقد كتب موريل «لقد أعلنت الدولة الإسلامية عن نيتها لضربنا تماما كما فعل بن لادن.» ورغم دفاعه عن أساليب التعذيب التي استخدمتها وكالته السابقة ونقده لتحقيق لجنة الأمن في الكونغرس لهذه الممارسات إلا أنه يعتذر لكولن باول، وزير الخارجية الأمريكي السابق الذي ضللته الوكالة حول أسلحة الدمار الشامل التي زعم أن العراق يملكها. واتهم ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي السابق بممارسة الضغط على الوكالة لخلق علاقة لم تكن موجودة بين صدام والقاعدة. ويقول موريل إنه حذر الحكومة الليبية شخصيا من خطر الجماعات المتطرفة قبل عام م من مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز في بنغازي عام 2012.

دور المخابرات العربية
ويرى موريل أن فشل المؤسسات الأمنية الأمريكية التكهن باندلاع الانتفاضات العربية نابع من اعتماد المخابرات الأمريكية على مخابرات دول الشرق الأوسط وكتب «كنا في حالة من التراخي ولم نخلق نافذتنا الخاصة لمعرفة ما يجري. فالقيادة التي كنا نعتمد عليها كانت معزولة ولم تكن واعية بالموجة العارمة التي كانت ستضرب الشاطىء». ومع سقوط الحكومات هذه فقد ضعفت قدرتها على احتواء الجماعات التي تستلهم أفكارها من القاعدة.
ويكتب تحديدا عن الاتصالات التي جرت بينه وبين عمر سليمان مدير المخابرات المصري السابق أثناء الثورة المصرية. فقد اتصل سليمان بمدير سابق للمخابرات الأمريكية يطلب منه التوجيهات.
وأصبح موريل نقطة الاتصال مع سليمان عبر رجل آخر. ويقول موريل إن المخابرات الأمريكية آصبح لديها اعتقاد بأن سليمان كان يحاول الحصول على توجيهات من الأمريكيين من أجل النجاة من الانتفاضة والوصول للحكم عبر القنوات السرية بدون معرفة رئيسه حسني مبارك. وفي أثناء المراسلات طلب موريل من سليمان حث مبارك على إلقاء خطاب يعرب فيه عن استعداده لنقل السلطة إلى مجلس انتقالي كحل للأزمة. وكتب الرسالة مستشار البيت الأبيض دينس ماكدو وصادق عليها كبار مسؤولي الإدارة.
وكتب موريل «لاحقا أخبرني رجل الاتصال عبر الهاتف إن سليمان لم يتلق الرسالة فقط بل وأقنع مبارك على تبني النقاط». ولكن مبارك في خطابه في الاول من شباط/فبراير 2011 كان يسير في اتجاه مختلف. فبدلا من التخلي عن السلطة حاول التمسك بها، وبعد عشرة أيام أجبر مبارك على التنحي حيث أعلن سليمان القرار بعد ضغط من الجيش، كما وأجبر سليمان نفسه على الخروج من السلطة وتوفي عام 2012.
ويكشف كتاب موريل أن السياسة الغربية في تعاملها مع الربيع العربي بنوع من التفاؤل وإيمانها بحلول سهلة لمشاكل معقدة أدت لسياسات خاطئة فتحت المجال أمام صعود القوى الجهادية، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ، وفي سوريا واليمن تنظيم القاعدة الذي يؤسس لوجوده من جديد بعد أن تراجع تأثيره خاصة في سوريا بسبب صعود تنظيم الدولة الإسلامية.

عودة القاعدة
وفي تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أشارت فيه إلى حالة الإحياء التي يعيشها تنظيم القاعدة. فبعد سيطرة مقاتليه على مدينة المكلا في جنوب اليمن عقدوا صفقة مع العشائر هناك للمشاركة في السلطة، وشمل الإتفاق عدم رفع علم القاعدة. وبل ونشر التنظيم بيانا نفى فيه أنه قام بمنع الحفلات الموسيقية.
ويدير المدينة الآن مجلس من العشائر. وهذه الطريقة في الحكم تقف على النقيض من الطريقة الوحشية التي يدير بها تنظيم الدولة مناطقه.
وهناك على ما يبدو استراتيجية لدى القاعدة بتمييز نفسها عن جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية. وبل وطلب انور الظواهري زعيم القاعدة من أتباعه تجنب أساليب تنظيم الدولة القاسية من أجل الحصول على دعم المدنيين. وقد أثمرت الاستراتيجية ثمارها بل وتعتبر القاعدة الفائز الوحيد في الصراع الجاري في اليمن اليوم وفي ظل الحملة التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين. وبحسب علي الشريف مسؤول الاستخبارات العسكرية اليمني فالقاعدة هي «حصان طروادة المستقبل»، مضيفا أن دور القاعدة قادم حيث ستقوم بملء الفراغ والسيطرة. وتأتي قوة القاعدة على خلاف توقعات الأمريكيين والاوروبيين من أن يؤدي الصراع بين الجهاديين لإضعاف شوكتهم، لكن كل طرف منهما يحاول المناورة بطريقة يستفيد من الفوضى الحالية بالمنطقة. ومع ذلك تظل الحالة اليمنية استثناء ففي مصر وليبيا وحتى نيجيريا التي كانت مناطق نفوذ للقاعدة أصبحت أعلام تنظيم الدولة أمرا اعتياديا فيها. وكان إعلان تنظيم الدولة عن «الخلافة» أثر في جذب حركات وجماعات والآلاف من المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا والعراق للدفاع عن «الدولة الإسلامية»، ويضاف إلى هذا وحشية التنظيم وممارساته التي تتراوح من قتل الرؤوس إلى استرقاق النساء حيث أسهمت بتقديم صورة عن تنظيم لا يتهاون.
ونتيجة لهذا وصلت رسالة تنظيم الدولة إلى المناطق التي كانت حتى وقت قريب معقل القاعدة كما في أفغانستان، فانتصار التنظيم في سوريا والعراق جعل الكثير من شباب طالبان المحبطين من الحرب التي مضى عليها 14 عاما في بلادهم يبحثون عن مخرج. وهو ما قاد عددا من قادة التنظين في إقليم زبول لاستبدال علم طالبان بعلم تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول نادر نادري، مدير وحدة أفغانستان للأبحاث والتقييم «هذه منطقة خصبة « لتنظيم الدولة الإسلامية.

خلافات السلفية الجهادية
وأدى صعود التنظيم إلى انقسام بين مشايخ السلفية الجهادية حيث تحفل منابر النقاش في وسائل التواصل الاجتماعي بالاتهامات والسباب المتبادل بين مؤيدي القاعدة وتنظيم الدولة. وتأمل القاعدة أن يحترق تنظيم الدولة بالنار التي أشعلها ويواجه التحالف الدولي بطريقة تضعفه. فيما يحاول تنظيم القاعدة الاستفادة من ضعف منافسه وبناء قاعدة له. ورغم دعوة الظواهري إلى ضرب رأس الكفار: الولايات المتحدة وإسرائيل والأنظمة العربية إلا أنه دعا لتجنب استهداف الشيعة والمسيحيين وقتل المدنيين. ففي سوريا تحول تنظيم جبهة النصرة لأقوى قوة في فصائل المعارضة وتعاونت مع بقية عناصر المعارضة واستطاعت معها وبدعم من السعودية وتركيا وقطر على تحقيق مكاسب في شمال سوريا – إدلب وجسر الشغور.
وفي اليمن كان تنظيم القاعدة القوة الوحيدة المتماسكة القادرة على مواجهة الحوثيين. وبحسب أداكي أورين المحلل في «لونغ وور جورنال» التي ترصد تحركات التنظيم فالقاعدة «ظهرت باعتبارها القوة الوحيدة القادرة على مواجهة الحوثيين»، فقد قدمت نفسها «كطليعة حامية للقبائل السنية». ولكن القاعدة تلعب في المكلا عاصمة حضرموت أكبر المحافظات اليمنية من الخلف، فمن يشرف على الأمن هي مجموعات تطلق على نفسها «أبناء حضرموت». وتقول القاعدة إنها تتجنب السيطرة على مناطق خشية أن لا يحرف هذا نظرها عن قتال الحوثيين.
ويتهم ناشطون جنوبيون الحركة الحوثية بالمسؤولية عن مظاهر نشاط القاعدة. ويقول أحدهم «سيصبح الجنوب أفغانستان جديدة.» وهذه ليست بعيدة عن طاجيكستان.»

تجنيد العمال في موسكو
في المقابل ينشط تنظيم الدولة الذي يعتمد على المقاتلين الأجانب في تجنيد العمال المهاجرين في موسكو للقتال في سوريا وذلك حسب تقرير أعده دانيل تيرفوسكي ونشرته صحيفة «الغارديان».
ويبدأ التقرير بقصة غولرو أوليموفا الفتاة من طاجيكستان التي حلمت بدراسة الطب لكنها التقت مع لويق رجبوف وعاشا معا في بلدة كولياب الطاجيكية. وقد وجد رجبوف صعوبة في تأمين المطالب اليومية للعائلة. ولهذا اضطر للسفر إلى موسكو للعمل في البناء. وفي هذه الفترة قرر نقل عائلته معه إلى هناك ثم اختفى ليظهر في سوريا.
وتقول حماته مريمبي أوليموفا إنها أبلغت السلطات عن سفر زوج ابنتها إلى سوريا ولم تفعل شيئا. وتقول «أريد أن يحضروه (رجبوف) ويسكبوا الكاز على رأسه ويحرقوه.»
ويقول تيرفوسكي إنه سافر إلى طاجيكستان للتحقيق في مزاعم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من أن مقاتلي تنظيم الدولة يشكلون تهديدا على روسيا. وأثناء تحقيقه وجد أن معظم الشبان الطاجيك يتم تجنيدهم لتنظيم الدولة وهم يعملون في مواقع البناء بموسكو ومن خلال «عصابة شيشانية.» ونتيجة لجهودهم هناك أكثر من 4.000 مقاتل من آسيا الوسطى يقاتلون اليوم في سوريا.
واتصلت غولرو مع أمها عدة مرات وقالت لها إن تنظيم الدولة قدم لهم 30.000 دولار للرحلة حتى حلب وأنها تعيش مع زوجها في شقة من أربع غرف ومجهزة بتلفزيون وثلاجة. وقالت إن زوجها لا يشارك في القتال بل يقوم بتفتيش السيارات بحثا عن الخمور والسجائر. وتقول غولرو إن تنظيم الدولة يمنح كل عائلة 35 دولارا مساعدة عن كل طفل. وقالت «ستأتي الخلافة إلى طاجيكستان حيث سيعيش كل المسلمين تحت حكم الله.»

وباء الدولة الإسلامية
ووصف رئيس طاجيكستان إمامولي رحمون تنظيم الدولة «بوباء القرن وخطر كبير». وقال إن تنظيم الدولة يقوم بتجنيد حلفائه في أفغانستان ويرسلهم لطاجيكستان. وقد وعدت روسيا بتقديم الدعم للحكومة 70) مليون روبل) لحماية الحدود الطويلة مع أفغانستان والتي تسيطر عليها طالبان. ويقول أحمد إبراهيم وهو محرر الصحيفة المحلية في كولياب «بايك» إن هناك 100 من مؤيدي تنظيم الدولة في أفغانستان، ويدربون الطاجيك والأوزبك حتى يقوموا بالسيطرة على دولهم «ويمكنهم السيطرة على طاجيكستان في يومين.»
ويجتمع المتطوعون الطاجيك حول شخصية نصرت نزاروف أو أبو خلودي الكلوبي وهو من بلدة كولياب. ويقول إبراهيم إن نزاروف أخبره عبر الهاتف أنه يقود جماعة في سوريا ولكنه مستعد للهجوم على طاجيكستان من أفغانستان. وفي فيديو وضع على اليوتيوب في 19 آذار/مارس ظهر نزاروف محاطا بمقاتلين وقال إنه في حالة استمر قدوم الطاجيك إلى سوريا فلن يبق في البلد أحد. وفي نهاية الفيديو قال إن الرسالة القادمة ستكون من الكرملين أو طاجيكستان «سنجلب الجهاد لطاجيكستان لإقامة شرع الله.»

من الحشيش إلى الجهاد
والتقى الصحافي مع شقيق نزاروف خير الله الذي يعمل سائق تاكسي وعلم عن سفر شقيقه إلى سوريا من المخابرات الطاجيكية.
ووصف خيرالله شقيقه بأنه «صعب المراس ومشكلة.» وقال إن شقيقه كان يحلم أن يعيش حياة باذخة، فعندما وصل عمره الـ18 في عام 1993 انضم إلى الجيش لكنه هرب بعد خمسة أيام وذهب إلى موسكو للعمل في «كبومبيلا- سائق تاكسي» وعاد إلى كولياب عام 1999 وبدأ يبيع الكانبيس- الحشيش. وسجن عام 2005 بسبب تجارة الهروين. وعندما أفرج عنه بدأ بالعمل في موسكو. وكلما عاد من رحلاته بدأت مظاهر التدين تظهر عليه. وفي عام 2013 بدأ يصف من حوله بالكفار. وقال إنه التقى مع شيشان في جامع «بروسبيكت ميرا» في موسكو، وهم الذين فتحوا عينيه على الإسلام الصحيح.
ويقول إخوته إن «كل واحد يصل إلى موسكو يلتقي مع الشيشان في المساجد أو أماكن العمل حيث يقولون للعمال إن عليهم العيش في سوريا حيث الخلافة.» ويقولون إن من يذهب إلى سوريا يذهب بسبب كراهيته لروسيا حيث «لا يمكنك الحصول على عمل بدون أن تخرق القانون، والأوضاع في روسيا مستحيلة حتى لو وجد مال بسيط. وعند داعش يعدون بالمال والحرية فلماذا لا نذهب؟.»
ويعيش في موسكو حوالي مليون طاجيكي، ولهذا السبب سافر نزاروف من موسكو إلى تركيا حيث التقاه ممثلون عن تنظيم الدولة وأعطوه تعليمات للذهاب إلى غازي عينتاب القريبة من الحدود. ويقود نزاروف «كتيبة خراسان» التي تهدف لنشر الخلافة في افغانستان والباكستان وتركمنستان وطاجيكستان واوزبكستان. ويقول إبراهيم محرر «بايك» إنه تلقى تهديدات من نزاروف « نحن مخيفون ونقطع الرؤوس وسنحرقكم ونعرف كيف نصل إليكم.»

الشيشان
وتؤكد روايات مهاجرين طاجيك في موسكو أن الشيشان هم الذين يقومون بالتجنيد حيث يزورون مواقع البناء في جماعات من 3-4 رجال في الثلاثين من أعمارهم ويعرضون على العمال السفر إلى سوريا «يجب أن لا تعيشوا مثل العبيد» يقولون ويشرحون لهم الحياة في ظل تنظيم الدولة والمنافع التي سيحصلون عليها.
وينقل عن رجل طاجيكي قوله إنه كان سينضم لتنظيم الدولة لو طلب منه «فهناك خلافة ويمكنك العيش كمسلم وأنت لست بحاجة للقتال .. وستصبح جزءا من دولة الله، بدون مثليين أو قذارة.»
ولا يعرف العمال من الشيشان المنطقة التي جاء منها الشيشان، وربما جاءوا من بانكيسي غورج التي جاء منها القيادي أبو عمر الشيشاني.
ويقول حاجي ميرزو وهو إمام سابق من كولياب إنه يتلقى مكالمات من عمال في موسكو يطلبون النصح حول السفر إلى سوريا. ويقول غولنازار كيلدي مؤلف النشيد الوطني الطاجيكي إن الفقر هو السبب الرئيس الذي يدفع الشبان وراء الجماعات المتطرفة. ويضيف أن الكثير من الشبان يواجهون أعمالا صعبة ويعيشون حياة بائسة في بلد أجنبي ثم يظهر من يعدهم بمال وجنة على الأرض.
وكان تقرير لمجموعة الأزمات الدولية في بروكسل قد أشار إلى أن هناك ما بين 2.000 -4.000 متطوع من طاجيكستان. وجاء فيه أن دعوة التنظيم الشبان للتطوع كمدرسين وأطباء وممرضين ومهندسين وليس فقط كمقاتلين كانت جذابة. وأشار التقرير إلى أن ظروف الحياة الصعبة وتدني الأجور تجعل الكثيرين يتعاونون معا عبر الدين.
ويرى التقرير أن الوضع في وسط آسيا يتدهور بسبب وحدة الحركة الإسلامية الأوزبكية التي نشأت عام 1996 مع تنظيم الدولة.

qal

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية