إسرائيل لنصر الله: انتهى عصر المعادلات وردود الفعل المقنونة

حجم الخط
0

عوديد غرانوت

الصاروخ الفتاك، الذي أطلقه حزب الله نحو قيادة الجيش الإسرائيلي في تلال “رميم”، قضى على حياة أطفال أبرياء في ملعب كرة القدم في مجدل شمس، ويجب على أصحاب القرار بإسرائيل إعادة احتساب المسار.

منذ نحو عشرة أشهر وإسرائيل تدير حرباً في الشمال – لا تديرها بل ترد – وفقاً للمعادلات التي ثبتها أمين عام منظمة الإرهاب وليس وفقاً لخطة مرتبة. إصابات جنود الجيش تستجاب بتصفيات، وإصابات لنشطاء الإرهاب. يحذر الجيش الإسرائيلي من المس بمدنيين لبنانيين، بل ويجتهد ألا يتسبب بدمار كبير بالقرى في جنوب لبنان.

هذه السياسة، أو غيابها، والتي غايتها “احتواء” الأحداث في الشمال للامتناع عن الدخول إلى معركة شاملة ربما تتطور إلى حرب إقليمية، انهارت أمس مع الصاروخ الذي سقط في ملعب كرة القدم في مجدل شمس وقتل مواطنين أبرياء. نصر الله لا يتحمل فقط المسؤولية عن فتح جبهة ضد إسرائيل في 8 أكتوبر، بل وأيضاً عن تحطيم المعادلات التي أعدها هو نفسه.

ملزمون بالرد

السرعة التي تحفزت بها المنظمة للتنكر بمسؤوليتها عن الكارثة تشهد بأنها باتت مدركة لما ينبغي لإسرائيل أن ترد الآن مثلما لم ترد في الماضي. لا حاجة للمس بمدنيين لبنانيين عن قصد، ولا حاجة لقصف بيروت، لكن يجب نزع القفازات التي فرضت علينا في هذه الحرب، دون خوف من أن يؤدي هذا إلى حرب أوسع حتى نصر الله هو الآخر لا يريدها.

هذا نداء صحوة حتى لمن اعتقد إنه يمكن الانتظار قبل ردود فعل أكثر تصميماً على هجمات حزب الله في الشمال إلى أن تنتهي الحرب في غزة. فالصاروخ كان أليماً جداً وفتاكاً، لكنه كاد يكون محتماً على خلفية مسيرة واضحة من التصعيد من جانب منظمة الإرهاب في عشرة الأشهر الأخيرة: كل تصفية في لبنان تجر رشقاً أثقل من الصواريخ، ومحاولات أكثر للمس بإسرائيل بالمسيرات المتفجرة.

ولعلنا لم ننتبه، لولا اعتراض المُسيرة التي أطلقها حزب الله باتجاه طوافة الغاز في البحر المتوسط بنجاح، لكنا اليوم في مكان آخر تماماً وفي ظل حدث أكبر بكثير.

السطر الأخير هو أن الرد الإسرائيلي على ما حصل أمس في مجدل شمس، محسوب لكنه قوي، ويجب أن يوضح لنصر الله بأن عصر المعادلات وردود الفعل المقنونة انتهى. التصفيات المركز وحدها لن تكفي.

 إسرائيل اليوم 28/7/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية