ماذا يريد نتنياهو؟

حجم الخط
0

لا أحد يستطيع أن يخمن ما يجول في عقل رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو وإلى أين هو ذاهب؟ أسئلة كثيرة تدور في خلد المحللين والمراقبين حول العالم، ولكن ما يريده نتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل، وما يريده اليسار والوسط واليمين العلماني، كلهم يريدون الضفة الغربية كاملة، كجزء لا يتجزأ من الدولة اليهودية. الموضوع ليس وقف الحرب على غزة وتحقيق، كما يزعم نتنياهو، أهداف الحرب والقضاء على السنوار ومحمد ضيف وغيرهما من قيادات حركة حماس، بالعكس للحرب والعدوان على غزة أهداف أخرى، وهو يطمح إلى أبعد من ذلك، بالسيطرة الكاملة على فلسطين التاريخية، التهجير الطوعي، وهذا ما صرح به بن غفير وسموتريتش مرارا وتكرارا، هذا الهدف الذي تسعى إليه حكومة الاحتلال، هو من ضمن البرامج السياسية المتداولة في المطابخ المغلقة في حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
في إيجاز بسيط للحرب أهداف أخرى وما يعول عليه نتنياهو بعيدا عن مستقبله السياسي، الذي يتداوله المراقبون، والخوف من غيابات السجون في حال تم إقصاؤه بطريقة أو أخرى، هو التمسك المطلق بأرض ما يسمى إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وهذا الوعد الذي يتشدق به المتدينون والعلمانيون حتى الخاصرة الرخوة في النظام السياسي الإسرائيلي اليسار، فكل هؤلاء سالكون في طريق واحدة، ولكن يبقى الاختلاف فقط في الأيديولوجية الفكرية السياسية.

مستقبل القضية الفلسطينية

العلمانيون واليساريون يريدان إبقاء جيوب فلسطينية صغيرة هنا وهناك، مع ابقائهم في غيتو يغلق عليهم وقتما يشاؤون ويفتحون لهم الأبواب وقتما يشاؤون أيضا، هذا هو الحال القائم اليوم وما تحمله توقعات الكثير حول مستقبل القضية الفلسطينية. يعول رئيس وزراء إسرائيل على المرحلة التالية لترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، وهو كما وصفة الأخير بأنه صديق حميم له، من هنا نستطيع التخمين في حال حالفه الحظ بالفوز، فإن المرحلة التالية لترامب في البيت الأبيض سوف تكون أشد عنفا من سابقتها، رغم تصريحاته التي أدلى بها مؤخرا بأنه سوف يقوم بإحلال السلام في العالم. لقد جرب العالم قاطبة توجه ترامب على صعيد القضية الفلسطينية، وقد عمل على تقزيم القضية الفلسطينية إلى أبعد حد، ولم يبقِ منها لحما ولا عظما، وهو سالك طريقا رسمها لنفسه في ولايته الأولى قبل حوالي 8 سنوات، لا تغيير في أبجديات سياسته على الاطلاق، ولا يوجد بحوزته عصا سحرية لإنقاذ القضية الفلسطينية. يبدو أن المشروع الصهيوني هو أهم أولويات رؤساء البيت الأبيض، بصرف النظر عن توجهاتهم الحزبية، لقد ولد المشروع الصهيوني كأداة لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك قال الرئيس الأمريكي الحالي جو بادين لو لم تكن إسرائيل لأوجدناها، هذا يعني أن المشروع الصهيوني من أساسه مشروع غربي، الهدف منه هو حماية المصالح الغربية والأمريكية على وجه الخصوص في المنطقة العربية، لهذا تم تقسيم منطقة الشرق الأوسط لمناطق خضراء وصفراء، حسب وثيقة كامبل جاءت هذا الوثيقة عام 1907من باب تمزيق العالم العربي للسيطرة على مقدراته.

مؤامرة صهيوأمريكية

على صعيد الوضع العربي وما يحاك ضده، يبدو أن الأمور حتى اللحظة لم تصل لمرحلة النضوج الفكري العربي، وما يترتب على مخططات إسرائيل، هنالك مؤامرة صهيوأمريكية لزيادة الضغط السياسي على العرب، من خلال فرض حلول تتوافق مع الطرح الإسرائيلي، ولا تتوافق على الإطلاق مع الرؤية العربية ومبادرة السلام العربية، والمرحلة المقبلة في حال فاز دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، سيكون هنالك مد جارف من التطبيع على حساب القضية الفلسطينية، التي هي في الأساس، أم القضايا على مستوى العالم.
طالما أن أساتذة نتنياهو، من زئيف جابوتنسكي صاحب الجدار الحديدي، وبن غوريون، وغيرهم الذين حددوا أهداف الحروب مع العرب، والتي تتمثل الضربة الاستباقية وانهاء الحرب في وقت قصير وفرض الحلول، حسبما تحققه النتائج على الأرض، إلا أن الوضع في غزة لا تنطبق عليه تلك الشروط البتة لأسباب أنها حرب غير استباقية، وقد فرضت على الاحتلال، كما أنها لم تكن حربا سريعة، وقد طال أمدها، ولا أحد يعرف متى تضع الحرب أوزارها؟ أما في ما يتعلق بفرض شروط المنتصر يبدو أن إسرائيل في حالة لم تحقق أيا من أهداف الحرب التي شنتها على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، فهذه النظرية العسكرية سقطت على أبواب غزة وبين حبات الرمال. هذه العقلية المتطرفة واقصاء الآخر أما آن لها أن تغفو من صحوتها؟

كاتب فلسطيني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية