طهران ـ وكالات: تقام صباح (اليوم) الخميس في جامعة طهران، مراسم التشييع بعد الصلاة على جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» «الشهيد اسماعيل هنية» حيث يؤم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الصلاة على «الجثمان الطاهر للمجاهد الكبير للمقاومة الفلسطينية الشهيد اسماعيل هنية» كما جاء في بيان مكتب المرشد.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن عن استشهاد إسماعيل هنية وأحد أفراد فريق حمايته في طهران إثر استهداف مقر اقامتهما بهجوم، وقالت حركة «حماس» إن عملية الاغتيال تمت بصاروخ إسرائيلي».
وفي نيويورك قالت ممثلية إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة «إنه بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في العاصمة طهران، سيكون الرد على الاغتيال بـ «عملية خاصة».
وجاء ذلك في بيان نشر على الحساب الرسمي للممثلية على منصة «إكس» أمس الأربعاء. مبيناً أن عملية الاغتيال كانت «قاسية وستجعل منفذها يندم عليها بشدة».
موقف البعثة في نيويورك جاء بعيد إعلان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بأن «الكيان الصهيوني قد أعّد لنفسه عقابا شديدا وبأن الثأر لدماء الشهيد هنية هو من واجب إيران لأنه استشهد على أرضها».
ووجه خامنئي رسالة تعزية قال فيها:»لقد اغتال الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي ضيفنا العزيز الشهيد إسماعيل هنية في بيتنا وأحزننا ذلك لكن هذا الكيان أعد لنفسه أيضا عقابا شديدا». وأضاف: لقد أفنى الشهيد هنية سنوات طويلة من حياته في ساحات النضال المشرّف وكان مستعدا للاستشهاد، وقدم أولاده وأقاربه في هذا السبيل، ولم يكن يخشى أن يصبح شهيدا في سبيل الله وإنقاذ عباد الله لكننا نعتبر أنه من واجبنا أن نثأر لدمائه في هذه الحادثة المريرة والصعبة التي حدثت على أراضي الجمهورية الإسلامية الايرانية.
وتقدّم خامنئي بالتعازي «للأمة الإسلامية ومحور المقاومة وللشعب الفلسطيني الشجاع الأبي، وخاصة لأسرة واحباء الشهيد هنية وأحد حراسه الذي استشهد معه، وأسأل الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويرفع درجاتهم.
بزشكيان يتوعد قادة إسرائيل
الرئيس الإيراني “مسعود بزشكيان» توعّد قادة إسرائيل بالقول، «إنهم سيواجهون قريبا نتائج عملهم الارهابي والجبان».
وكان بزشكيان استقبل هنية قبل استشهاده بساعات خلال مراسم اداء اليمين الدستورية للرئيس الجديد، وأكد بعيد الاغتيال بأن «الجمهورية الاسلامية الإيرانية لن تدخر جهدا في حراسة وحدة أراضيها وسيادتها الوطنية وعزتها وكرامتها… وستجعل الغزاة يندمون على أعمالهم الجبانة.»
واعتبر بزشكيان عملية اغتيال هنية بأنها «جريمة على غرار الجرائم الاخرى التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وشكّلت انتهاكا للقانون والمعايير الدولية، مما يستدعي اجراء موحدا من قبل المجتمع الدولي ولاسيما الدول الاسلامية لمجابهة الكيان الغاصب والمحتل أكثر من أي وقت مضى. « وقال: ان هذه الجريمة وقعت في طهران عندما كان أخونا العزيز الشهيد إسماعيل هنية، يحل وعقب عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية صرح الرئيس الايراني مسعود بزشكيان بأن إيران ستدافع عن سلامة أراضيها وشرفها وستجعل الغزاة يندمون على أعمالهم الجبانة.
وتابع مؤكدا على أن العلاقات بين الشعب الإيراني والفلسطيني ستكون أقوى من أي وقت مضى، وسيتم اتباع طريق المقاومة والدفاع عن المظلومين بشكل أقوى».
البرلمان والخارجية والداخلية: الانتقام آت
وأعرب رئيس مجلس الشورى الاسلامي الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف عن تعازيه باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، قائلا: إن الشعبين الإيراني والفلسطيني حزينان على هذه الكارثة الكبرى وإن إيران الإسلامية وجبهة المقاومة لن تتنازلا عن دماء أخيهما الشهيد.»وكتب على منصة إكس: رحم الله قائد المقاومة الفلسطينية الشجاع المجاهد نصوح والمعلم الحكيم، حامي كرامة الشعب الفلسطيني المجاهد وحارس القيم الإسلامية، شهيد القدس الحاج إسماعيل هنية.
كذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «ناصر كنعاني»: إن دماء الشهيد «إسماعيل هنية «الطاهرة، الذي قضي حياته في النضال المشرف ضد الكيان الصهيوني الغاصب وفي طريق تحرير القدس الشريف، لن تذهب هدراً أبداً.
وقدم ناصر كنعاني التهنئة والتعزية باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» «إسماعيل هنية» إلى الشعب الفلسطيني العظيم، وحركة «حماس»، وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، وكافة حركات وتيارات المقاومة والشعوب والدول الداعمة للمثل الفلسطينية.
وأكد أن استشهاد المجاهد إسماعيل هنية في طهران سيعزز الروابط العميقة والمتينة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفلسطين العزيزة والمقاومة.
ولاحقا أكدت وزارة الخارجية الايرانية، على ضلوع الادارة الامريكية، باعتبارها الراعية والداعمة للكيان الصهيوني لمواصلة جرائم الاحتلال والابادة بحق الفلسطينيين، في تنفيذ عملية الاغتيال البشعة التي طالت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» «الشهيد اسماعيل هنية».
وأضاف بيان الخارجية: إن المجاهد المثابر الشيخ إسماعيل هنية الذي كان رفيق درب شهيد القدس الفريق الحاج قاسم سليماني، تعرض فجر الاربعاء الى حادث اغتيال على يد العدو الإسرائيلي المحتل، بينما كان ضيفا على الحكومة والشعب الايرانيين.
واضاف البيان : ان الشهيد هنية باعتباره كان احد القادة المنتخبين من قبل الشعب الفلسطيني وحاملي راية النضال المشروع للشعب الفلسطيني لاستعادة حقه في تقرير المصير، فقد شكّل اغتياله دليلا آخر على الطبيعة الارهابية والعدوانية للكيان الصهيوني، وانتهاكا للقانون من قبل هذه العصابة الاجرامية المستحوذة على الاراضي الفلسطيني المحتلة.»
وشددت الخارجية الايرانية عبر بيانها على، أن «هذا العمل الارهابي لا يشكل فقط نقضا سافرا للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة، بل يهدد بجدّ السلم والامن الاقليميين والدوليين».
وادانت الخارجية، بشدة، هذا الاجرام العدواني الذي أقدم عليه الكيان الصهيوني، مؤكدة على الحق الذاتي للجمهورية الاسلامية الايرانية في اتخاذ الرد المناسب على هذا الاجراء الذي انتهك سيادة اراضيها.
واضافت: من أجل دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال، ينبغي على الدول والمنظمات الدولية ملاحقة الكيان الإسرائيلي بشكل جدي وفعال واتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية والعقابية اللازمة ضد هذا الكيان المارق.
وقال مجلس صيانة الدستور في إيران:»إنه مما لا شك فيه أن العالم سيشهد قريبا انهيار وزوال الكيان الصهيوني الهمجي الزائف باعتباره محور الشر في المنطقة والعالم الاسلامي.
وأضاف بيان لمجلس صيانة الدستور:» أن الكيان الصهيوني الهمجي، الذي لا يتورع عن أي عمل وحشي وإرهابي لتحقيق أهدافه الشريرة وغير المشروعة، قد أثبت للعالم، وخاصة للأحرار وذوي الضمائر الحية حتى في الدول الغربية، مدى وحشيته وهمجيته ولهذا السبب تشكلت موجة عارمة من الكراهية ضد هذه الحكومة الإرهابية على المستوى الدولي.
وقال وزير الخارجية الإيراني السابق «محمد جواد ظريف» لتعلم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي أن بقاء نتنياهو يعتمد على القتل والدمار والفوضى.
وكتب: بينما يصمت العالم أمام الإبادة الجماعية للكيان الصهيوني والأعمال الإرهابية والعدوانية المتكررة لهذا الكيان، يقود نتنياهو المنطقة والعالم نحو هاوية الكارثة وذلك في يوم اداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي يدعو شعوب إيران والمنطقة والعالم إلى السلام والطمأنينة والتعاطف.
وقال: لقد كان الشهيد إسماعيل هنية بطلاً دؤوبا في طريق تحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد بالقول: إن الاغتيال الجبان لضيفنا سيضاعف عزم إيران على الدفاع عن نفسها ودعم ارادة الشعب الفلسطيني للنضال من أجل حريته. وقال: على العالم ألا يسمح بتحقيق أغراض نتنياهو التدميرية.
قال وزير الداخلية الإيراني» أحمد وحيدي»: لا شك أن اغتيال الشهيد «إسماعيل هنية» لن يمر دون رد» وأضاف: «يعتقد الكيان المجرم الصهيوني وداعميه أن جبهة المقاومة ستضعف بفعل الأعمال الإرهابية، كونهم لا يدركون ان استشهاد كل من ابناء المقاومة، يمهد الطريق لطالبي الحق والمظلومين في العالم لتحقيق الهدف الأساسي وهو تحرير القدس الشريف والقضاء على الكيان الصهيوني.
وأقام الإيرانيون في ساحة فلسطين بالعاصمة طهران وقفة احتجاجية ضد إسرائيل أعلنوا فيها «تجديد العهد مع الشهيد إسماعيل هنية وتعبيرا عن التعاطف مع عائلة هذا الشهيد وأصدقائه ورفاقه الكرام.