عقب إبلاغه بوجود مذكرة اعتقال اسبانية… ليبيا: صدام نجل حفتر يصدر أوامر بإغلاق أكبر الحقول النفطية في البلاد

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس ـ «القدس العربي»: نقلت وسائل إعلام محلية ليبية، عن مصادر لم تسمها، أن صدام نجل اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد قام بإصدار أوامره بإغلاق حقل الشرارة النفطي، الذي تشغله شركة ريبسول الإسبانية، وذلك عقب إبلاغه بوجود مذكرة قبض صادرة بحقه أثناء عودته إلى ليبيا من العاصمة الإيطالية، روما.
وقالت المصادر إن السلطات الإيطالية أبلغت صدام حفتر بوجود مذكرة قبض وتعميم صادرة بحقه من السلطات الإسبانية، وذلك على خلفية تورطه في تهريب شحنة سلاح كانت قد أوقفتها الشرطة الإسبانية قبل عدة أشهر.
وتابعت المصادر، حسب قناة ليبيا الأحرار المحلية الليبية، إن هناك محاولات غربية ومحلية قد بدأت بالفعل للضغط على إسبانيا من أجل إبطال مذكرة القبض الصادرة بحق صدام حفتر، وذلك بهدف استئناف العمل في حقل الشرارة النفطي، الذي يعد من أهم الحقول النفطية في ليبيا بإنتاج يفوق 350 ألف برميل يومياً.
وكان صدام حفتر قد حرض الصيف الماضي على إغلاق حقل الشرارة، بعد أن صادرت الشرطة الإسبانية معدات وأسلحة عسكرية كانت متجهة إلى الإمارات ثم إلى شرق ليبيا، حسب صحيفة «كرونكا غلوبل إسبانيول».
وأوضحت الصحيفة وقتها أن صدام حفتر تمكن من الحصول على تراخيص لنقل البضائع والمواد التجارية من إسبانيا إلى الإمارات، لكن الشرطة الإسبانية اكتشفت أن الشحنة تتكون من أسلحة ومعدات عسكرية.
وفي السياق، أكدت وكالة رويترز للأنباء في وقت متأخر من يوم السبت أن المتظاهرين المحليين أغلقوا جزئياً حقل الشرارة النفطي في ليبيا، وفق ما نقلته عن اثنين من مهندسي الحقل.
فيما أكدت شبكة بلومبرغ الأمريكية أن الإنتاج في حقل الشرارة انخفض إلى 230 ألف برميل يومياً. وأضافت بلومبرغ أن الإغلاق جاء بعد أن تلقى مشغلو الحقل ليلة البارحة أوامر ببدء إغلاق جزئي للإنتاج، وذلك نقلاً عن ثلاثة مصادر قالت إنهم على دراية مباشرة بعمليات التشغيل، وطلبوا عدم ذكر أسمائهم.
وفي السياق ذاته، نفي رئيس حراك فزان بشير الشيخ، وجود علاقة للحراك بإغلاق حقل الشرارة النفطي، قائلاً إن رئيس أركان القوات البرية التابعة لقيادة حفتر صدام حفتر، هو من أعطى تعليمات إغلاق الحقل.
وقال الشيخ، في تصريحات إلى وكالة إيطاليا برس للأنباء، الأحد، إن صدام أعطى تعليمات فورية عبر الهاتف، ودون استخدام القوة العسكرية، بإغلاق الموقع رداً على محاولة اعتقاله، يوم الجمعة الماضي في إيطاليا، بناء على مذكرة اعتقال صدرت بحقه في إسبانيا، خاصة أن الحقل تديره شركة ريبسول الإسبانية.
وأضاف رئيس حراك فزان: «لم يشارك أي من مقاتلينا في إغلاق معسكر الشرارة الذي تديره شركة ريبسول الإسبانية، وليست لي أي علاقة بإغلاقه، وأرفض اتهامي بذلك».
وأشار إلى أن صدام حفتر زار روما يوم الجمعة الماضي، وعند عودته إلى بنغازي أوقفته السلطات الإيطالية، لوجود مذكرة اعتقال صدرت بحقه في ضوء تورطه في تهريب شحنة أسلحة اعترضتها الشرطة الإسبانية قبل أشهر عدة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الحقل للإغلاق، إذ أغلقت مجموعات من المتظاهرين حقل الشرارة مطلع العام الجاري، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية، وبناء مصفاة في الجنوب، وصيانة الطرق المتهالكة.
وقال الشيخ إن هذه المرة حركتنا لا علاقة لها بإغلاق الموقع، بل صدام حفتر، نجل رجل برقة القوي خليفة حفتر، هو الذي أعطى تعليمات هاتفية بإغلاق حقل الشرارة، الذي تديره شركة النفط الإسبانية ريبسول.
ويعد حقل الشرارة المورد الرئيسي لمصفاة الزاوية غرب البلاد والتي بدورها تزود السوق المحلية بالوقود، وتديره شركة أكاكوس وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط، وريبسول الإسبانية، وتوتال الفرنسية، وأو إم في النمساوية وشتات أويل النرويجية.
وتجدر الإشارة إلى أن حقل الشرارة الذي يقع على بعد نحو 900 كيلومتر جنوب طرابلس ينتج عادة 315 ألف برميل يومياً من أصل إنتاج وطني يزيد على 1.2 مليون برميل يومياً.
وفي 3 كانون الثاني/ يناير، أغلقت مجموعات من المتظاهرين حقل الشرارة النفطي، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية، وبناء مصفاة في الجنوب، وصيانة الطرق المتهالكة، ووضع حد لنقص الوقود في جنوب ليبيا. واستؤنف الإنتاج من حقل الشرارة النفطي بعد أسبوعين، في 21 يناير، حيث أثر التوقف المؤقت للإنتاج الليبي في ارتفاع أسعار النفط العالمية. وحينها كشفت تقارير صحافية إسبانية وفرنسية دوافع قرار إغلاق حقل الشرارة، أكبر حقل نفط في ليبيا، من قبل متظاهرين مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي والذي ارتبط بقضية تهريب أسلحة.
واستندت وسائل إعلام إسبانية، منها موقعا كرونيكا جلوبال وأتلانتيكو هوي والإذاعة الفرنسية الحكومية في سبب إغلاق حقل النفط الليبي، إلى تقرير للشرطة الإسبانية في مدريد التي اعترضت نهاية العام 2023 أسلحة ومعدات عسكرية منقولة من أوروبا إلى أبوظبي، وكانت الوجهة النهائية مدينة بنغازي.
ووفق المصادر المعنية، فقد كان من المقرر أن تقع في يد إحدى أقوى المجموعات العسكرية في بنغازي وأكثرها تجهيزاً. ووفقاً للشرطة الإسبانية منحت مدريد تصريحاً لنقل البضائع التجارية نيابة عن شركتين أجنبيتين مقرهما في الإمارات العربية المتحدة، لكنها فطنت إلى محتويات الشحنة وفتحت تحقيقاً في الموضوع.
وأشارت المصادر الإعلامية إلى الرابط بين القضيتين، وهو أن الحقل النفطي في جنوب البلاد، المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات حفتر، تديره شركة ريبسول وهي إحدى مجموعات النفط الإسبانية الرئيسية.
ووفق الإذاعة الفرنسية، فإن إغلاق هذا الحقل جرى بتعليمات من هذه الكتيبة الليبية بهدف ضرب مصالح شركة ريبسول وفرض معادلة جديدة على أوروبا وهي النفط مقابل الأسلحة، على حد تعبير المصدر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية