لندن- “القدس العربي”:
تصدرت البطلة الجزائرية كيليا نمور، عناوين الصحف والمواقع العالمية على مدار الـ24 ساعة الماضية، وذلك بعد إنجازها التاريخي، كأول لاعبة جمباز عربية وأفريقية تنتزع الذهب الأولمبي في مسابقة المتوازي مختلف الارتفاعات، ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية المقامة هذه الأيام في العاصمة الفرنسية باريس.
وتسابقت وسائل الإعلام ومن قبلها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا، في إلقاء اللوم على الاتحاد المحلي للجماز، باعتباره المسؤول الأول عن هروب الفتاة اليافعة البالغة من العمر 17 عاما، على خلفية المعاملة السيئة التي لاقتها من قبل المسؤولين وأصحاب القرار في اللعبة، وعلى إثرها قامت بتغيير جنسيتها الرياضية إلى الجزائرية قبل عامين.
وباتت نمور، المولودة بمدينة سان بينوا لأب جزائري وأم فرنسية، أول جزائرية وعربية تحقق الذهب في أولمبياد باريس 2024، وصاحبة الميدالية الذهبية السادسة في تاريخ وطن محاربي الصحراء، والأولى منذ ذهبية العداء توفيق مخلوفي في أولمبياد لندن 2012. وإضافة لما سبق، حفرت اسمها في أرشيف كاتب التاريخ، باعتبارها ثالث رياضية جزائرية تعانق الذهب الأولمبي، بعد إنجاز العداءة الأسطورية حسيبة بولمرقة في برشلونة 1992، والعداءة الأخرى نورية بنيدة، وهو ما ساهم بشكل أو بآخر في انفجار موجة غضب عارمة في فرنسا، خاصة وأن الصغيرة كانت تدافع عن علم الديوك حتى الأمس القريب.
من جانبها، توقفت منصة “عين الرياضية” عند حملة الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها الاتحاد الفرنسي للعبة الجمباز في هذه الأثناء من قبل نشطاء عالم “السوشيال ميديا”، وخصوصا المجموعة التي لم تتذوق طعم النوم الليلة الماضية، من وقع صدمة تتويج لاعبتهم السابقة بالميدالية الذهبية على حساب الصينية تشيوان تشيو والأمريكية سونسيا، بجمع 15.700 نقطة مقابل 15.000 للآسيوية و14.800 لممثلة أحفاد العم سام.
ونقل التقرير عن أحد الفرنسيين الغاضبين في تغريدة عبر منصة “إكس”، قوله: “ينبغي إشهار بطاقة حمراء في وجه الاتحاد الفرنسي للجمباز الذي أضاع جوهرة ثمينة من بين يديه”. وآخر عبّر عن انزعاجه الشديد من طريقة معاملة أعضاء الاتحاد مع البطلة الأولمبية، قائلا: “الاتحاد الفرنسي للجمباز تصرف بشكل غير لائق مع البطلة الأولمبية الجزائرية”، وثالث قال: “على الاتحاد الفرنسي للجمباز القيام بمراجعات بعد فشله الذريع في إدارة ملف كيليا نمور”، فيما طالب ناشط بإعادة هيكلة الاتحاد برمته بعد هذه الواقعة، بقوله: “حان الوقت لإحداث تغييرات في تركيبة الاتحاد الفرنسي للجمباز.. ما قاموا به مع كيليا نمور هفوة لا تغتفر”.
وكانت البطلة الواعدة قد بدأت رحلة استكشاف موهبتها في الطفولة مع فرنسا، لكن منذ أن تعرضت لإصابة على مستوى الركبة في العام 2021، انتهى معها شهر العسل مع الاتحاد الفرنسي للجماز، الذي حاول إنهاء مسيرتها في وقت مبكر، بعدم السماح بعودتها لممارسة لعبتها المفضلة، حتى بعد تعافيها تماما من الإصابة في العام التالي، الأمر الذي أدى إلى خلاف كبير بين ناديها آفوان بومون واتحاد اللعبة، وفي الأخير اضطرت كيليا لتغيير جنسيتها إلى وطن الآباء والأجداد، مخاطرة بعقوبات الاتحاد الدولي في مثل هذه المواقف، بتجميدها عن ممارسة النشاط لمدة عام، ومع ذلك عادت العام الماضي أقوى من أي وقت مضى، وكانت البداية بحصولها على فضية بطولة العالم أنفيرس في بلجيكا 2023، وهذا العام بإنجاز الذهب الأولمبي.