القاهرة: طالب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، إسرائيل بإظهار “الجدية المطلوبة” للتوصل إلى تهدئة جنوبي لبنان.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي في بيروت مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب، وفق ما نقلته قناة القاهرة المصرية، وسط تصاعد المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل، على خلفية حرب غزة المندلعة منذ نحو 10 شهور، واغتيال تل أبيب الأسبوع الماضي القيادي البارز بالحزب فؤاد شكر، في العاصمة بيروت.
وقال عبد العاطي: “نؤكد أهمية قيام الجانب الإسرائيلي بإظهار الجدية المطلوبة للتوصل إلى التهدئة في الجنوب اللبناني”.
وشدد على أن “الحرب (الإسرائيلية) في قطاع غزة تؤدي إلى زيادة مخاطر التصعيد وامتداد الصراع إلى ما هو أبعد من ذلك”، مؤكدا رفض مصر “سياسة الاغتيالات الإسرائيلية”.
وكشف عبد العاطي عن “اتصالات مصرية مستمرة ومكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية، لوقف التصعيد وعدم انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية، والنأي بلبنان عن تفاقم حدة التصعيد”.
وأكد أن “السبيل الوحيد لوقف التصعيد بالمنطقة تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار بقطاع غزة، وإدخال مزيد من المساعدات”، لافتا إلى ضرورة “مواصلة جهود تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بقطاع غزة”.
وحث “أطراف الصراع على ضبط النفس وتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة”، مؤكدا “إدانة القاهرة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان”.
من جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني في المؤتمر الصحافي ، إن “مصر ذات دور محوري في ظل الظروف الصعبة التي تعانيها المنطقة”، مؤكدا أن “الجهود المصرية تستهدف دعم سيادة لبنان واستقراره والحفاظ على مصالح شعبه”، وفق المصدر ذاته.
وأعرب عن تقديره لـ”الجهود المصرية الرامية لدعم لبنان، من أجل وقف التصعيد وتهدئة الأوضاع في الجنوب”.
وشدد على أن “التصعيد الإسرائيلي في المنطقة يقوض الجهود التي تستهدف الاستقرار”، لافتا إلى أن “الخطوة الأولى لتهدئة التصعيد هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
ورفعت إسرائيل حالة التأهب خلال الأيام الماضية على الحدود مع لبنان، تحسبا لرد “حزب الله” على اغتيال شكر، كما تترقب تل أبيب ردا إيرانيا محتملا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلّفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
(الأناضول)