السياسة الخارجية الألمانية أمام اختبار جديد: دعم إسرائيل أم البقاء على الحياد؟

علاء جمعة
حجم الخط
0

برلين- “القدس العربي”: يتصاعد الجدل في ألمانيا حاليا حول تدخل محتمل للجيش الألماني لمساندة إسرائيل ضد أي هجمات إيرانية مرتقبة. وقد أظهرت برلين بشكل واضح منذ بداية أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أن أمن إسرائيل من أبرز أولوياتها.

وحثت الخارجية الألمانية مواطنيها في لبنان على المغادرة على وجه السرعة، رافضة إعطاء تفاصيل عن الاستعدادات لأي عمليات إجلاء محتملة، والتي قالت إنها أعطت الرعايا في لبنان شعوراً زائفاً بالأمان.

وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، إن الشائعات عن عملية إجلاء محتملة من لبنان أعطت المواطنين الألمان هناك شعوراً زائفاً بالأمن، وحثهم على مغادرة البلاد فوراً. وأضاف “حان وقت مغادرة لبنان الآن”، وطالب المواطنين بتنظيم رحلات المغادرة بأنفسهم حتى لو كان هذا يعني السفر عبر تركيا أو حجز رحلات طيران بأسعار أعلى ثمناً.

ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع إعطاء تفاصيل عن الاستعدادات لعمليات الإجلاء المحتملة في حالة تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.

ومع تزايد التوتر في الشرق الأوسط، يظهر الجدل في ألمانيا حول مدى الدعم العسكري الذي يمكن أن تقدمه الحكومة الألمانية لإسرائيل. في الوقت الذي يؤكد فيه البعض على ضرورة هذا الدعم، يعبر آخرون عن تحفظاتهم.

ودعا رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزيف شوستر، إلى تقديم دعم عسكري لإسرائيل في حال تصاعد النزاع. وقال شوستر لشبكة تحرير ألمانيا (RND) إن “ألمانيا يجب أن تقف بجانب الدولة اليهودية في حال وقوع هجوم كبير”، مشيراً إلى أن المسؤولية التاريخية لألمانيا تجاه أمن إسرائيل ليست ملزمة قانونيًا لكنها مهمة أخلاقياً”.

من ناحية أخرى، أعرب ماركوس فابر، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الألماني، عن قلقه من التدخل العسكري. وقال فابر: “لم يتم طلب وجود الجيش الألماني في إسرائيل ولن يكون له تأثير كبير”. وبدلاً من ذلك، يقترح مساعدة إسرائيل من خلال تسريع صفقات تصدير الأسلحة.

وكان السياسي رودريش كيسويتر من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قد اقترح سابقاً أن تقدم الحكومة الألمانية دعما عسكريا لإسرائيل، خاصة مع تهديد إيران بالانتقام بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأربعاء الماضي.

الموقف الرسمي

صرح نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، وولفغانغ بوشنر، بأن النقاش حول تدخل الجيش الألماني لا يزال في نطاق “السؤال الافتراضي”. وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع أن المشاركة العسكرية ليست مطروحة للنقاش حالياً، حيث استبعد وزير الدفاع بوريس بيستوريوس (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) مشاركة الجنود الألمان في مهمة لحماية إسرائيل في الوقت الحالي.

أوضح يوهان فاديفول، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الاتحاد، أن أي دعم عسكري يتطلب تفويضًا من البرلمان. وأكد تورستن فري، المدير البرلماني الأول للكتلة البرلمانية للاتحاد، على أهمية التحفظ في مناقشة هذه الأمور علنًا لتجنب أي تصعيد محتمل. في المقابل، أبدى يورغن هاردت، المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب الاتحاد، قلقه من قدرة الجيش الألماني على المشاركة حتى لو أرادت ألمانيا ذلك.

وفي ظل التهديدات الإيرانية، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة من خلال إرسال المزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة.

هل طلبت إسرائيل المساعدة؟

أشار أندرياس شوارز، خبير الدفاع من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى عدم وجود طلبات رسمية من إسرائيل حتى الآن، ولكنه أكد أن الحكومة الألمانية على استعداد للتعاون مع إسرائيل وحلفائها الغربيين عند الحاجة، مشددًا على أن حماية إسرائيل تعتبر جزءًا من السياسة الأساسية لألمانيا.

وفي خضم هذه النقاشات، يبقى الوضع حساسًا ويحتاج إلى موازنة دقيقة بين الالتزامات الأخلاقية والقدرات العسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية