سوريا: قوات العشائر تشن هجوماً واسعاً على نقاط ومقرات لـ «قسد» في ريف دير الزور

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي» : شن المقاتلون المحليون “أبناء العشائر الموالية للنظام السوري” بدعم من قوات الدفاع الوطني، أمس الأربعاء، هجوماً مفاجئاً على مواقع قوات سوريا الديمقراطية، على الضفة الشرقية من نهر الفرات بريف دير الزور شرقي سوريا.
ويفصل نهر الفرات مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية من جهة، ومناطق سيطرة النظام السوري من جهة أخرى.
مدير شبكة أخبار “الشرق النيوز” المهتمة بنقل أخبار محافظات دير الزور والحسكة شرقي سوريا، فراس علاوي، قال في اتصال “القدس العربي” إن محافظة دير الزور شهدت أمس عند الساعة الثالثة فجراً، اشتباكات عنيفة بين مقاتلي العشائر – وهي قوات محلية مدعومة من ميليشيا الدفاع الوطني والفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام السوري، ماهر الأسد – وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، حيث شن مقاتلو العشائر هجمات متزامنة على عدة مواقع لقسد في بلدات الصبحة والبصيرة وحوايج ذيبان وأبو حمام وغرانيج في ريف دير الزور الشرقي والشمالي.
وأسفرت هذه المواجهات عن سقوط ثلاثة قتلى و15 جريحًا على الأقل، حيث نقل المصابون إلى مستشفى “جديد بكارة” ومستشفى “الهدى” في أبو حمام.
وفي أعقاب الهجوم الواسع، استقدمت قسد تعزيزات عسكرية ضمت آليات وأفرادًا من الحسكة باتجاه مواقع المواجهات في ريف دير الزور، كما استقدمت تعزيزات من القاعدة العسكرية في حقل العمر النفطي في اتجاه بلدة أبو حمام، وفرضت حظرًا للتجول في بلدات غرانيج والكشكية وأبوحمام في ريف دير الزور، وأطلقت حملة تمشيط واسعة بحثًا عن مقاتلي العشائر وذلك بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي.
وأكد قائد قوات العشائر العربية في دير الزور الشيخ إبراهيم الهفل في تصريح تناقلته وسائل إعلام النظام “مواصلة القتال ضد مسلحي قسد حتى تحرير مناطق العشائر”، مضيفًا أن “العشائر لن تقبل الخضوع لمسلحي قسد ومن حق أبنائها تحرير مناطقهم من هؤلاء المسلحين”.
وأفادت وسائل إعلامية تابعة للنظام السوري بأن قوات العشائر سيطرت على معظم النقاط التابعة لـ “قسد” في بلدات ذيبان وأبو حمام والكشكية وغرانيج، مشيرة إلى أن عناصر “قسد” فروا من نقاط انتشارهم في بلدة الطيانة في الريف الشرقي، بينما سلّم آخرون أنفسهم لقوات العشائر.
وشمال المحافظة، اقتحم مقاتلو العشائر 3 نقاط لقوات “قسد” في بلدة أبريهة، واستهدفوا نقطتي المقسم والبلدية في بلدة “الحريجية”. وفي بلدة “الصبحة” استهدف مقاتلو العشائر مقار لـ “قسد” ما تسبب بمقتل عدد من عناصر الأخيرة بينهم قياديون.
وفي المقابل، قالت قسد في بيان، إن قواتها تصدت لهجمات قوات النظام شرق دير الزور، وجاء في البيان: “بغطاء من المدفعية وقذائف الهاون، شنت مجموعات من قوات النظام وأخرى مما يسمى الدفاع الوطني هجومًا بريًا ضد مناطق على ضفاف نهر الفرات شرق دير الزور في ساعات متأخرة من مساء أمس وصباح اليوم، حيث نشبت اشتباكات عنيفة بين قوات مجلس دير الزور وهجين العسكريين والمجموعات المهاجمة في محيط قرى ذيبان واللطوة وأبو حمام”.
وأضاف المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية: “خلال القصف العشوائي والهمجي لقوّات النظام على مناطق واسعة آهلة بالمدنيين، استشهد مدنيان اثنان وأُصيب خمسة آخرون بجروح في ذيبان وحي اللطوة، وإصابة مدنيين آخرين في مدينة الشحيل كحصيلة أولية. وبمواجهة الهجوم، استخدمت قواتنا حقها في الدفاع المشروع عن المنطقة وأهلها وتقوم الآن بملاحقة المجموعات المهاجمة في النقاط التي تسللوا لها، حيث لا تزال عمليات التمشيط مستمرة”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات العنيفة التي دارت بين قوات مجلس دير الزور وهجين العسكريين والمجموعات المهاجمة في محيط قرى ذيبان 4 كيلومترات من قاعدة حقل العمر النفطي أكبر القواعد في سوريا، إضافة إلى اللطوة وأبو حمام، بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء وصباح أمس ، لم تسفر عن تغيير في خارطة السيطرة، لكن عشرات العوائل نزحت إلى قريتي المريعية والجفرة في ريف دير الزور الشرقي، خوفًا من رد قوات سوريا الديمقراطية على مناطق انطلاق القذائف. ووثق المرصد مقتل 3 مدنيين في بلدات ذيبان وحوايج وغرانيج، في هجوم قوات العشائر، كما أصيب 15 شخصًا في بلدات ذيبان وحي اللطوة وغرانيج والصبحة، نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، مما يرجح ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية.
في غضون ذلك، استهدف الطيران الحربي الأمريكي بالأسلحة الرشاشة نقاط تمركز قوات العشائر عند ضفة نهر الفرات الغربية الملاصقة لمحطة محكان في الجهة المقابلة لبلدة ذبيان في ريف دير الزور.
ويستخدم المسلحون المحليون محطة محكان نقطة لاستهداف مواقع “قسد”، كما تعتبر خط إمداد قوات العشائر للهجوم على محطة حقل العمر في الجهة الشرقية للنهر.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان طائرات حربية أمريكية حلقت، بالتوازي مع هجوم لمجموعات من المسلحين المحليين والدفاع الوطني، على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات في ريف دير الزور، بغطاء من المدفعية وقذائف الهاون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية