لندن ـ «القدس العربي»: أشعل تولي يحيى السنوار مقاليد القيادة في حركة حماس موجة من الجدل والتعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، حيث قررت الحركة تنصيب السنوار خلفاً لاسماعيل هنية الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة الإيرانية طهران يوم الحادي والثلاثين من شهر تموز/يوليو الماضي.
وسرعان ما تصدر اسم السنوار قوائم الوسوم الأكثر تداولاً والأوسع انتشاراً على مستوى العالم العربي من محيطه إلى خليجه، حيث أشعل تعيينه حالة من الجدل في أوساط المعلقين والمستخدمين، وسط موجة كبيرة من الأسئلة والتوقعات عن مستقبل الحرب ومستقبل حركة حماس، فيما سارع الكثيرون إلى اعتبار أن اختياره رئيساً للحركة بمثابة ضربة لإسرائيل ولرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الذي سيجد نفسه مضطراً للتفاوض مع الرجل الأقسى والأكثر تشدداً في حماس.
كما تساءل الكثير من المعلقين على شبكات التواصل الاجتماعي عن مستقبل حركة حماس في ظل وجود قيادتها داخل قطاع غزة، وما إذا كان ذلك يشكل خطراً على مستقبل الحركة بسبب كون القيادة أصبحت داخل القطاع الذي يواجه حرب إبادة، خاصة وأن الزعيم السابق للحركة إسماعيل هنية اضطر لقضاء السنوات الأخيرة من حياته في الخارج حتى يتمكن من ممارسة مهامه وأعماله.
ونشر مفتي ليبيا الصادق الغرياني مقطع فيديو يتحدث فيه معلقاً على تعيين السنوار رئيساً لحركة حماس، حيث قال: «المقاومة بفضل الله تزداد قوة، وكلما تُصاب في قائد من قادتها تزداد إصراراً وعزيمة وقوة ورباطة جأش وعزم على قطع دابر العدو، فهم كما قال الله تعالى في أسلافهم: (وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)» وأضاف: «هذه المقاومة بما تفرزه من قيادات ذات إرادة وعزيمة وكل من يأتي يكون في الكفاية والقوة والصرامة والشدة على نهج من مضى من قبله، وحيا الله يحيى السنوار وأمده بالقوة وزاده سطوة ورهبة على عدوه».
السنوار ليس تابعا لإيران
أما الناشط القطري ناصر بن حمد فكتب يقول: «يا مذيعة سكاي نيوز الصهيونية: السنوار ليس تابعا لإيران، السنوار مناضل قضى عشرات السنين في سجون إسرائيل وهدفه تحرير شعبه وعلاقته بإيران ليست تبعية كون إيران تقدم له السلاح والدعم اللوجيستي الذي يمكنه مع إخوانه من شرفاء فلسطين من مقاومة المحتل بعد ان تخلى عنهم عرب التطبيع والتجارة».
وكتب أحمد عبد الجواد: «اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً لحركة المقاومة الإسلامية حماس هو اختصار لقيمة وبأس المقاومة الفلسطينية، ورسالة بليغة بأن المقاومة هي الخيار الأول والأخير في طريق تحرير فلسطين المحتلة من النهر إلى البحر يا نعاج حكام العرب وسيدكم الصهيوني موتوا بغيظكم».
ونشر همام شعلان تدوينة على شبكة «إكس» يقول فيها: «لا يوجد لدى الصهاينة عقل، فقد كنتم على إسماعيل هنية رحمة الله عليه يتكلم معاكم بالسياسة، الآن تفاهموا مع يحيى السنوار.. حدود 67 تعود يعني تعود، السنوار وعد وسينفذ وعده».
وعلق الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية قائلاً إن اختيار السنوار زعيماً لحماس يتضمن العديد من الرسائل الهامة، وهي:
– إن لغة القوة هي لغة المرحلة التي لا يفهم الاحتلال غيرها، فإن قتلتم هنية فقد جئنا لكم بصقر حماس وسيفها المسلول.
– كلمة حماس كلمة واحدة في السياسة والعسكر. «اخترناه بالإجماع وبايعناه» ليقود واحدة من أهم محطات الحركة دقةً وحساسية.
– تعيش حماس حالة جهوزية تامة، واختيار السنوار خلال يومين دليل على العمل المؤسساتي والمرونة العالية.
– حماس غير معنية بالمفاوضات منذ اليوم وفق مزاج مجرم الحرب نتنياهو، أو بمعنى آخر نفاوض بشروطنا وشروط الميدان وبلا ضغوط بعد تجاوز الاحتلال لكل الخطوط الحمراء باغتيال شهيد الأمة.
– قرار حماس قرار داخلي بحت، لا يملي عليها أحدًا تطلعاته ولا شروطه صديقا كان أم عدوّا. والدبلوماسية تخدم برنامجها لا العكس.
– قيادة غزة قوية جدًا وحيوية جدًا، يمكنها إدارة شؤون الحركة رغم الظروف الحالية.
– حماس بكل من فيها تتبنى الطوفان ثانياً وثالثاً وسابعاً، والرؤية واضحة والاستراتيجيا واضحة وأمام ذلك تذوب نقاشات التكتيك.
– رجال التأسيس كثر، وأي قوة أعظم من إختيار مؤسس جهاز الأمن «مجد» ورجل الطوفان الأول المحنّك في السياسة والأمين على السلاح.
– اننا حركة جهادية برنامجها التحرير، وقد أخطأ المحتل يوم أمن مكرنا، وعليه فلينتظر أيامًا من الرعب والجنون».
شعب لن يتوقّف عن إنجاب الأبطال
وكتب الصحافي ياسر الزعاترة معلقاً على شبكة «إكس»: «الناطق باسم جيش الاحتلال علّق مهدّدا الرجل بالموت، لكأن ذلك يخيفه، وليس هو ما يتمنّاه أصلا.. بعض الحمقى والمتصهْينين يظنّون أن حذره أو اختفاءه لون من الخوف، فيما الحقيقة أنه جزء من إيمانه بضرورة الإثخان في عدوّه ما وسعه ذلك».
وأضاف الزعاترة: «كان الاختيار متوقّعا منذ أيام، ولا مفاجأة في الأمر، والرجل في الوضع الاستثنائي الذي يعيشه إثر المعركة التي كان المحور الأهم في إطلاقها، يستحق أن يأخذ مكانه في الصدارة، وكنوع من الرّد على الغزاة بعد اغتيال هنية.. أما الظرف الاستثنائي الذي يحيط به، فيمكن التعامل معه من خلال الأطر التنظيمية في حركة لم تكن يوما حركة الشخص الواحد كحال غيرها، بدليل مسلسل اغتيالات القادة الذي لم يفتّ في عضدها، بل زادها تجذّرا في ضمير شعبها وقوة في أدائها».
وانتهى الزعاترة إلى القول في تدوينته على شبكة «إكس»: «شعب لن يتوقّف عن إنجاب الأبطال وتقديم الشهداء، وحركة «حماس» في صدارته، وسيدرك الغزاة والعالم أجمع أن لا نهاية لمسيرته النضالية التاريخية غير النصر والتحرير، بإذن الله».
حماس موجودة بقوة وثابتة
وعلق حسن عبد الله: «الأخ يحيى السنوار الذي قاد المفاوضات في أصعب الظروف وهو في السجن هو الآن يقود المفاوضات، وأيضاً في أصعب الظروف وهو في خضم المعركة، وكما نجح في السابق سينجح الآن.. اختيار الأخ يحيى السنوار دليل على أن حركة حماس موجودة بقوة وثابتة وقناعاتها راسخة ولن يستطيع العدو الصهيوني إنهاءها، فضلاً عن إضعافها، واليوم على الغرب والكيان الصهيوني أن يعرفوا مع من يتعاملون، إنهم يتعاملون مع قائدٍ هزم العدو في أكثر من موقع وعرف مكامن ضعفه».
وكتب الدكتور معتز الشريف: «كل هذا الرعب من رجل واحد إسمه (السنوار) كلما زاد الهجوم عليه، كلما زاد قوة وصلابة، وزاد حبا في قلوب الناس، حقيقة الأمر أن حذاء هذا الرجل أكبر وأنظف وأطهر من كل الصهاينة».
وقال عبد الله صقر: «أنا فقدتُ أبي أعز شخص على قلبي وحوصرت وجعت وتعذبت وما زلت أشد على يديهم، صعبٌ على أهل النفاق أن يستوعبوا جيداً عقيدة الصبر، فمن لا يتبع إلا الظن لا يأخذ بالأصول ولا المبادئ من الكتاب والسنة.. حيّ الله السنوار وأعزه الله ووفقه إلى تمريغ أنوف الصهاينة».
وكتب أحمد الديب: «البداية كانت 7 أكتوبر وسيكمل السنوار ما بدأ والأيام القادمة ستكون جحيماً على إسرائيل وسيتغير مسار الحرب ولا ينتظر السنوار أو المقاومة رداً من إيران».
أما أحمد الشبلي فكتب: «الصهاينة العرب ينبحوا على المقاومة سواء كانت في (الفنادق) أو في (الخنادق) هم فقط عبيد تعودوا على الذل والخضوع، عقولهم المعتوهة لا تستوعب معاني مثل العزة والكرامة».
وقال أحمد مخاطباً الإسرائيليين: «هتندموا أشد الندم على قتل إسماعيل هنية فعقلية السنوار تختلف كثيراً عن أيا من قادة حماس فالسنوار رجل مخابراتي وعاش بينكم الدهر الطويل ونحن المسلمين نرى فيه قوة الرنتيسي وذكاء العياش ودهاء السادات وشموخ صدام فالأيام القادمة هي الاسوأ في تاريخكم».
وعلق المحامي وليد سالم عوض: «إن انتخاب السنوار خلفاً لهنيه هذه ضربة قوية لإسرائيل. السنوار كان مسجوناً في إسرائيل يعذب وينكل وحريته مسلوبة منه.. الآن السنوار في الأنفاق فلا يوجد فرق بين السجن والنفق. السنوار في غزة حر. السجن يُعلم الصبر والتحمل لذلك اليوم السنوار يعرف ما يفعل وما يقوم به ولن يقبل بغير النصر».
في المقابل انتقد بعض النشطاء تسليم السنوار دفة القيادة، وقالت «ليال الاختيار» في تدوينة على «إكس» تقول إن «السنوار الذي قدم الذريعة لنتنياهو ليدمر غزة، وكاد يقضي على حركة حماس في الداخل بعد 7 أكتوبر، هل يكون تعيينه الجديد تمهيداً للقضاء على ما تبقى منها في الخارج؟».
كما تساءلت صفاء الحسن: «هل تعيين السنوار سيكون له تغيير كبير بالمفاوضات؟ وكيف سيستطيع السنوار مغادرة غزة لإكمال المفاوضات والعمل السياسي في الخارج؟».