قيادي يتوعد النظام السوري بالتصعيد: سنحافظ على سلميتنا وعند الهجوم سنستخدم السلاح من أوسع الأبواب

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي» : لم ينجح النظام السوري في إخماد احتجاجات جبل حوران التي اندلعت قبل نحو عام، بسبب سلميتها الواعية وخطاباتها المتوازنة، لكنه يحاول اتباع خطوات أمنية تراكمية لتطويق الحراك الشعبي الذي انطلق بمحرك معيشي وخدمي، لكنه لم يلبث حتى تبنى مطالب سياسية، نادت بتغيير النظام وصولاً لإسقاطه، كما دعت لإطلاق سراح المعتقلين.
وفي محاولة للسيطرة على الحراك المناهض له، قالت مصادر ميدانية لـ “القدس العربي”، إن الأجهزة الأمنية ثبتت حاجز تفتيش على دوار العنقود في مدخل مدينة السويداء الشمالي مساء السبت، بدعم من جهات أمنية مشتركة، أهمها المخابرات العسكرية وفرع “أمن الدولة”. كما حشد النظام السوري تعزيزات عسكرية في الوقت الذي يحاول فيه تعزيز نفوذ الأجهزة الأمنية في المدينة، بينما توعد قائد “تجمع أحرار جبل العرب” القيادي سليمان عبد الباقي، باستخدام السلاح من أوسع الأبواب في حال بقي الحاجز مكانه، متعهداً بأنه “لن يبقى إلا على جثتنا”. شبكة “الراصد” التي تنقل أخبار محافظة السويداء، أكدت الأحد، وصول تعزيزات جديدة إلى حاجز العنقود، مشيرة إلى أن “العناصر وضعوا الحواجز الإسمنتية في منتصف الطريق تمهيداً لبدء العمل رسمياً بالحاجز، وتقسيم الشارع إلى خط مدني وآخر عسكري”. ونقلت الشبكة عن مصادر أمنية قولها، إن مهمة الحاجز تتعلق “بملف المخدرات”.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم شبكة أخبار “السويداء 24″، ريان معروف، لـ”القدس العربي”، إن الأجهزة الأمنية عززت النقطة المتواجدة، صباح الأحد، ثم استقدمت جرافة لرفع السواتر الترابية في محيط الحاجز المفترض، كما عملت على وضع حواجز إسمنتية في منتصف الطريق، لتنظيم المرور عليه إلى خطين مدني وآخر عسكري.
وأضاف المصدر أن جهازي أمن الدولة والمخابرات الجوية سيكونان المسؤولين عن الحاجز، على أن تؤازرهم دورية من المخابرات العسكرية، ومن الجيش إن استدعت الحاجة. ليكون الحاجز بمثابة نقطة تفتيش مشتركة.
وحول الهدف الرئيسي من عمله بمكافحة الإرهاب، وتهريب المخدرات، أوضح المصدر “أن المعلومات تشير إلى تجهيز النقطة بالإنترنت قبل يومين، ما يشير إلى احتمال ربطه بإجراء الفيش الأمني. مع العلم أن جميع الحواجز الموجودة داخل محافظة السويداء خارج هذا النظام منذ عام 2017”.
وقال معروف إن نصب الحاجز جاء بالتزامن مع حملة أمنية انطلقت الأسابيع الماضية بالسويداء، تمكنت خلال الأجهزة الأمنية من اعتقال تاجري سلاح ومخدرات بارزين، هما فيصل السعيد، وأحمد الشيخة، وسط معلومات تتحدث عن استمرار الحملة في الفترة المقبلة. وتساءل قائلاً: “في حال كانت النية فعلاً مكافحة التهريب والإرهاب، فلماذا تستعين الأجهزة الأمنية بشخصيات محلية في سجلها الجنائي العديد من مذكرات التوقيف القضائية المتعلقة بالملفين المذكورين؟”.
ونهاية شهر يونيو/ حزيران الفائت، اندلعت مواجهات بين فصائل محلية من محافظة السويداء، وقوى الأمن في سابقة من نوعها، وذلك اعتراضاً على إنشاء الحاجز المذكور.
وهددت الفصائل المحلية بتصعيد المواجهات العسكرية في حال الإبقاء على الحاجز الأمني على مدخل المدينة، معتبرة أن سحب الحاجز هو شرط أساسي لوقف المواجهات التي أسفرت عن إصابات من الجانبين.
وبعد يوم من المواجهات، توصل الطرفان لاتفاق ينهي حالة التوتر، حيث لعبت مرجعيات دينية واجتماعية، دوراً بارزاً في نزع فتيل الأزمة، وتقدمت مشيخة العقل ممثلة بالشيخ يوسف جربوع بمقترحات إلى دمشق، تلقت على إثرها رداً إيجابياً وتعهد مسؤول أمني بعدم تشييد نقطة تفتيش للمارة في الموقع العسكري قرب دوار العنقود.
الباحث في مركز جسور للدراسات الاستراتيجية، رشيد الحوراني، اعتبر في تصريح لـ “القدس العربي” أن النظام السوري يحاول اتباع خطوات أمنية للسيطرة على الحراك في السويداء مؤكداً أن الاحتجاجات “قطعت الطريق على النظام – بسبب سلميتها الواعية وخطاباتها المتوازنة – لتحول دون أي استخدام للعنف”.
وقال الحوراني: “يحاول النظام من خلال حاجز العنقود فرض أمر واقع على المدينة لتمرير حججه وذرائعه، خاصة أنه زود الحاجز بخدمة النت ليوفر فيه التفييش الإلكتروني، الذي من خلاله يتم اعتقال المطلوبين من المدينة وفق تقارير عملائه وعيونه”.
واعتبر أن “ملاحقة مروجي المخدرات فهي للدعاية وتبرير إنشاء الحاجز”، إذ يدرك أهالي المدينة وفصائلها ذلك بدليل ما نشره الشيخ سليمان عبد الباقي قائد تجمع أحرار جبل العرب حول التطورات الحاصلة خلال الساعات الأخيرة في السويداء التي تتعلق بحاجز العنقود.
وأضاف: “الحراك في السويداء نجح حتى الآن في المناورة مع النظام، إلا أن النظام يراهن على صمت المجتمع الدولي ويكتفي بالمراقبة للحراك، وهو ما يدفعه للتمادي”، معتبراً أن “هذه المرة سينجح الحراك باحتواء تصعيد النظام نظرا لما يتميز به من مركزية وتنظيم وخطاب جمعي وليس فئوياً”.
وكان القيادي سليمان عبد الباقي قد حمّل النظام السوري، – في شريط مصور نشره على صفحته الشخصية أمس، عبر “فيسبوك” – مسؤولية العمل على خلق فتنة داخلية بين العشائر البدو والدروز.
وقال عبد الباقي إن “عصابات المخدرات والخطف والسرقة وعصابات راجي فلحوط، تمركزت اليوم على حاجز العنقود بحجة مكافحة المخدرات والكل يعلم أن المخدرات تدخل إلى المنطقة بشكل نظامي عن طريق حواجز النظام والفرقة الرابعة ومفرزة الأمني العسكري وغيرها، وهي موجودة في غرف الهجانة على الحدود مع الأردن وذلك بالدليل والإثبات.”
وتحدى القيادي “النظام السوري أن يدفع الفصائل المحلية لاستخدام العنف ضده ومن ثم يواجهها بالعنف”.
وقال: “النظام يجهز لحملة، ويعمل على خلق فتنة وحرب داخلية بيننا وبين أهلنا العشائر، كما عمل على دق الأسافين في كل المحافظات السورية”.
وأضاف: “سوف نحافظ على سلميتنا، رغم محاولة استفزاز الأهالي، لافتعال عمل عسكري ضدهم، وجرها السويداء للاقتتال، لكننا نحرم التعدي منا ونحرم التعدي علينا”. وهدد باستخدام السلاح قائلاً: “موقفنا ثابت سوف نحافظ على السلمية، لكن في حال أي هجوم ومن يريد أن يدافع عن كرمته لن ينتظر الإذن من أحد، وسوف نستخدم هذا السلاح من أوسع الأبواب في حال بقي الحاجز مكانه، ولن يبقى إلا على جثتنا”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية