خبير عسكري أمريكي: إسرائيل ستخرج من غزة مهزومة

حجم الخط
0

عاموس هرئيل

بعد أسبوع على ما وصف كقمة الفرصة الأخيرة في الدوحة، تبذل الإدارة الأمريكية جهودها للمضي بصفقة تبادل عالقة ومنع اشتعال حرب إقليمية واسعة. مساء أمس، استؤنفت المحادثات في القاهرة، هذه المرة بمشاركة حماس. ولكن احتمالية تحقيق أي تقدم ما زالت ضعيفة، يتصاعد القتال والخسائر في هذه الأثناء في القطاع وعلى الحدود مع لبنان.

أمس، قتل أربعة جنود احتياط في الجيش الإسرائيلي وأصيب سبعة جنود في حادثين في القطاع. في الشمال، أطلق حزب الله صليات ثقيلة من الصواريخ والمسيرات نحو الجليل بعد سلسلة هجمات لإسرائيل في لبنان وسوريا، قتل فيها ثمانية من أعضاء الحزب على أقل تقدير. استمرار الجهود الأمريكية للتوصل إلى الصفقة يتعلق بالخوف من عملية ثأر لحزب الله ضد إسرائيل في الأيام القريبة القادمة، وأن المنطقة قريبة من تدهور أكبر.

في موازاة المحادثات في القاهرة، وصل رئيس الأركان الأمريكي الجنرال تشارلز براون إلى المنطقة، ويخطط للتنقل بين إسرائيل ومصر والأردن. تحاول الولايات المتحدة المضي بالمحادثات بحل نقطة خلاف رئيسية، وهي السيطرة على محور فيلادلفيا. فحماس ومصر تعارضان الوجود الإسرائيلي في هذا المحور. وطرحت القضية أيضاً في مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو مساء الخميس. يحاول الأمريكيون التوصل إلى اتفاق إسرائيلي للانسحاب من المحور على مراحل. يبدو أنه هناك ليونة ما في موقف نتنياهو بعد هاتف بايدن، هذا رغم حرص مكتب رئيس الحكومة على أن إسرائيل لن تتزحزح عن موقفها وستبقى في محور فيلادلفيا.

أحد الادعاءات الرئيسية الذي يطرحه رؤساء جهاز الأمن يتعلق بضعف قدرة حماس العسكرية. وزير الدفاع، غالنت، زار رفح وكرر ادعاء بتفكيك وهزيمة لواء حماس في رفح. يعتقد جهاز الأمن أنه كان يمكن العودة واحتلال محور فيلادلفيا بدون صعوبة، حتى بعد الانسحاب منه، إذا انهارت الصفقة بعد انتهاء المرحلة الأولى، التي يتوقع فيها أن تطلق حماس سراح النساء وكبار السن والمرضى مقابل بضع مئات من السجناء الفلسطينيين في إسرائيل.

يحذر نتنياهو من إخلاء محور فيلادلفيا بذريعة أن انسحاب الجيش الإسرائيلي سيمكن حماس من تجديد أنبوب الأوكسجين الرئيسي لها، وهو عمليات التهريب من خلال الأنفاق الموجودة تحت المحور. يحتج جهاز الأمن أيضاً على ذلك، ويقول إن معظم عمليات التهريب في السنوات الأخيرة كانت فوق الأرض من خلال معبر رفح، مع غض نظر مصر. يضغط غالنت والضباط على رئيس الحكومة للتركيز على الحدود مع لبنان إزاء خوف من تصعيد المواجهات مع حزب الله.

       حساب مفتوح

في الوقت الذي يتشاجر فيه نتنياهو مع غالنت وقادة كبار في جهاز الأمن حول مسألة الانسحاب من محور فيلادلفيا وممر نتساريم، الجنود يسقطون في المعارك هناك، في المناطق التي يوصي الجيش بإخلائها في إطار الصفقة. ثلاثة من الجنود الأربعة في الاحتياط قتلوا في نهاية الأسبوع بسبب تفجير بيت في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة. جهود ضرب بنى حماس التحتية تجري على مسافة بعيدة من ممر نتساريم. الجيش يختلف على النشاطات، لأن هذا الأمر -حسب رأي بعض الضباط- لا يخدم الأهداف الرئيسية للحرب الآن. ولكن عندما تكون القوات منتشرة في المكان، سيسمح للوحدات بالانطلاق إلى عمليات هجومية وعدم انتظار انتشار الدفاع الذي قد يواجه بهجمات حماس.

المقدم جون سبنسر، الخبير في حرب المدن من الأكاديمية العسكرية الأمريكية “ويست بوينت”، ومن المؤيدين البارزين لإسرائيل في الساحة الدولية أثناء الحرب في غزة، رافق قوات الجيش الإسرائيلي في غزة بضع مرات منذ بداية الحرب، وامتدح سلوك إسرائيل في القطاع، وقال إن جيوشاً غربية أخرى كانت ستقتل عدداً أكبر من المدنيين في مواجهة التحديات الصعبة للعدو المتخندق في أوساط المدنيين.

وكتب سبنسر في المقال الذي نشره الأسبوع الماضي في مجلة “فورن افيرز”، بأنه لا يصدق أي شيء من الأقوال التي يحاول نتنياهو تسويقها. حسب هذا الخبير الأمريكي، فإن حجم الإضرار بقدرة حماس يسمح لإسرائيل بالانتقال إلى مرحلة “اليوم التالي” في مناطق محدودة في القطاع والاظهار للغزاويين والمجتمع الدولي بأنها تملك برنامجاً عقب الإنجازات العسكرية.

“على زعماء إسرائيل التركيز بوجوب تغير أسلوب الحرب؛ فإذا لم تستغل إسرائيل الفرصة لضمان قيادة جديدة في غزة تستبدل حماس، فستتنازل عن تفوقها الحالي وتنهي الحرب بهزيمة”، وأضاف سبنسر بأن نتنياهو قد يكون مرتاحاً مما كتبه حتى الآن، ويعتقد أن على إسرائيل خلق ظروف تمكن القيادة الجديدة في القطاع من البقاء، وهي النتيجة التي يأمل رئيس الحكومة، لاعتبارات سياسية، بالوصول إليها. استمرار القتال في غزة وجمود المحادثات يؤثران سلباً على الوضع الإقليمي. تولد انطباع لدى الاستخبارات الإسرائيلية بأن إيران، وبالأساس حزب الله، لم تتنازل عن خطط الانتقام عقب اغتيال شكر وهنية. في نهاية الأسبوع الماضي، احتفل الشيعة في الشرق الأوسط بالذكرى الأربعين، التي تعد كربلاء مركز الأحداث المرتبطة فيها. ولكن حزب الله يرى أن الحساب مع إسرائيل ما زال مفتوحاً. واستناداً لتصريحات جهات رفيعة في حزب الله، فمن المرجح أن الرد سيأتي في وقت قريب نسبياً. حجم الأهداف ونتائج الهجوم سيؤثران على استمرار الأحداث في المنطقة، وفي أقصى الحالات قد تؤدي إلى حرب شاملة، رغم أن معظم الأطراف المشاركة فيها يقولون إنهم غير معنيين بذلك. إضافة إلى صراخ عائلات المخطوفين، تعد هذه خلفية الجهود التي يبذلها الأمريكيون للتوصل إلى صفقة بمساعدة دولتي الوساطة، مصر وقطر.

 هآرتس 25/8/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية